كشفت تسجيلات صوتية لأحد ضباط قوات النظام، نشرتها غرفة "البنيان المرصوص" التي تدير العمليات العسكرية للثوار في حي المنشية بدرعا البلد، الدور الكبير والوجود العسكري لحزب الله اللبناني والمقاتلين الأفغان في القتال إلى جانب قوات النظام في المعارك الدائرة في الحي منذ أكثر من شهر.
كما تكشف التسجيلات عن حجم الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها خلال المعارك.
والشهر الماضي، قُتل مصطفى زال نجاد، القيادي في الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى قائد في
حزب الله، يُعرف باسم "عقيد الجنوب".
وبحسب "البنيان المرصوص"، فإن التسجيل الصوتي يعود للضابط في قوات النظام السوري، حسن وينس، وهو برتبة ملازم، ومن مرتبات الفوج 127، وقالت إنها حصلت على التسجيلات من هاتفه بعد مقتله. وقد أرفقت "البنيان المرصوص" صورة لهوية الضابط العسكرية مع التسجيل الذي نشر على فيسبوك.
ونشرت البنيان المرصوص تسجيلين يتضمنان أحاديث لوينس مع امرأة في أحد التسجيلين، ورجل في تسجيل آخر.
ويشكو المتحدث في التسجيل "من نقص الغذاء على عناصر الجيش قبل وصول عناصر الحزب الذين يقدمون الطعام والشراب من تونة وسردين وغيرها من المعلبات"، كما يتحدث عن "مقتل أكثر من 50 عنصرا من قوات النظام خلال أول يومين من المعارك، لينخفض العدد بعد ذلك إلى اثنين أو ثلاثة قتلى في اليوم، من عناصر الجيش على أقل تقدير"، وفق قوله.
ويفند المتحدث في التسجيل ادعاءات الإعلام النظام السوري، الذي تحدث في أول أيام المعركة عن استعادة بعض المواقع من الفصائل، حيث يقول: "عندما حاولنا استرداد النقاط تقدمنا 100 متر باتجاه أحد الأبنية السكينة، واصطدمنا بهم، ولم نستطع بعد ذلك إحراز أي تقدم".
كما كشف التسجيل عن قيام عناصر النظام بـ"التعفيش"، وهو مصطلح يطلق على عمليات نهب البيوت والممتلكات الخاصة التي ينفذها عناصر النظام خلال المعارك، التي تجري في المدن والأحياء السكنية.
ويشار إلى أن "عربي21" لا تستطيع تأكيد صحة ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
بدوره، قال أحمد الخطيب، وهو ناشط إعلامي من مدينة
درعا، في حديث لـ"عربي21": إن قوات النظام السوري المتمركزة في حي المنشية بمدينة درعا، تعتمد على مقاتلي حزب الله اللبناني، في تغطية عمليات القنص والتخطيط العسكري، إضافة إلى توجيها حرب الشوارع ورسم شبكة الأنفاق بين حواجزهم العسكرية في الحي".
وتابع الخطيب أنه بعد تحقيق فصائل "البنيان المرصوص" تقدم على نقاط وحواجز قوات النظام خلال الأيام الأولى من معركة "الموت ولا المذلة"، استعان الأخير بمقاتلين من حزب الله اللبناني التي جاءت من مدينة الصنمين، عبر أوتوستراد دمشق- درعا، واتخذت قيادتهم من مدرسة الصناعة في حي المنشية مركزا لها، إضافة إلى نقاط أخرى في المنشية وحي سجنة المجاور، كما يتمركز قسم من العناصر في بنايات سجنة.
ولم يشكل وجود حزب الله اللبناني قوة أكبر للنظام على الأرض، وفق الخطيب، حيث يقول إنه حتى الآن لم يُظهر وجود مقاتلي حزب الله في معركة المنشية، أي اختلاف في قدرة قوات النظام التصدي لتقدم الفصائل.
ويضيف: "على الرغم من وجود مقاتلي الحزب ومشاركتهم في القتال بالخطوط الأمامية على جبهة القتال، إلا أن المرحلة الرابعة من معركة "الموت ولا المذلة" حقّقت تقدما على نقاط عسكرية، تركّز ذلك في محيط حاجز الإرشادية العسكري القريب من طريق الإمداد الوحيد الواصل إلى الحي".
ولا تزال المناوشات اليومية هي سيدة الموقف في حي المنشية بدرعا البلد، وسط محاولات متكررة للنظام لإحداث خرق في دفاعات الفصائل، واسترجاع ما خسره في المنشية، إلا أن التنسيق العالي بين الفصائل في غرفة البنيان المرصوص، وضبط إدارة المعركة ميدانيا وإعلاميا، في ظل الحديث عن الضعف الكبير في معنويات جند النظام الذي ظهر أيضا في التسجيلات الصوتية، أدى لعزوف العديد من العناصر عن الأوامر بالاقتحام والتذرع بالمرض أحيانا، وعدم الخبرة باستخدام السلاح مرة أخرى، كما يقول ناشطون ميدانيون.