طرحت زيارة الرئيس
الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة؛ الكثير من الجدل والتساؤلات حول هدف الرئيس عباس من هذه الزيارة التي تأتي في وقت تشهد فيه
العلاقات بين الجانبين توترا كبير، لا سيما في أعقاب منع السلطات
المصرية؛ عضو اللجنة المركزية في حركة فتح جبريل الرجوب من الدخول قبل نحو شهر.
وكان عباس قد وصل القاهرة مساء الأحد، على رأس وفد كبير، ضم كلا من كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، والقيادي في فتح عزام الأحمد، قادما من الدوحة في مستهل جولة خارجية ستشمل أيضا ألمانيا وبلجيكا.
مصادر رفيعة المستوى مقربة من الرئاسة الفلسطينية؛ أشارت لـ"
عربي21" إلى أن زيارة الرئيس عباس للقاهرة تمت بشكل مفاجئ، وهي لم تكن على جدول أعماله مسبقا.
ونوه المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن مكتب عباس أجرى اتصالات مكثفة في اليومين الماضيين مع العاهل الأردني الملك عبد الله؛ لإقناع عبد الفتاح
السيسي بإرسال دعوة له لزيارة القاهرة، لتلطيف الأجواء بين الجانبين، بعد أن وصل الخلاف بينهما لمستويات غير مسبوقة، في أعقاب طرد الرجوب، والتلميحات التي وردت على لسان المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اللواء عدنان الضميري، عن سعي مصر لتقويض الشرعية الفلسطينية باستضافتها لمؤتمرات "مشبوهة" يقودها القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان.
وفي ذات السياق، أشار الإعلامي المصري، أسامة عامر، إلى أن التكتم الإعلامي عن هذه الزيارة، وعدم الكشف عن تفاصيل الاجتماعات التي أجراها عباس في القاهرة، "أكسبها أهمية كبيرة، من ناحية أنها تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجانبين توترا ملحوظا بعد طرد السلطات المصرية لمبعوث الرئيس، جبريل الرجوب، فور وصوله لمطار القاهرة، وهو ما فسر عن أن مصر تسعى لسحب الشرعية من الرئيس عباس".
وأضاف عامر، في حديث لـ"
عربي21"، أن "عباس يدرك حجم وأهمية الدور المصري على المستوى الإقليمي، وحتى على المستوى الدولي، فهي من تمثل العرب في مجلس الأمن في دورته الحالية، ولأهمية هذه المكانة طلب عباس من العاهل الأردني التوسط لعقد هذه القمة المصغرة لترطيب الأجواء قبل لقاء كل منهما مع الرئيس الأمريكي ترامب في أوائل الشهر القادم"، كما قال.
زيارة طبيعية
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، فقد أوضح في تصريح مقتضب لـ"
عربي21"؛ أن "الاتصالات مع الإخوة الأشقاء في مصر لم تنقطع وهي تتم على أعلى المستويات، وزيارة الرئيس عباس للقاهرة تأتي في هذا الإطار"، معتبرا أن "وسائل الإعلام تحاول أن تعطي الأمور أكبر من حجمها الطبيعي؛ فيما يخص العلاقة بين القيادة الفلسطينية والجانب المصري"، على حد قوله.
ويبدو أن محاولة السلطة الفلسطينية لنفي وجود أي خلافات مع الجانب المصري؛ تقابل بتشكيك واسع، لا سيما بالنظر إلى أن استقبال وتوديع الرئيس عباس اقتصر على وزير القوى العاملة المصري، محمد سعفان، إضافة إلى السفير الفلسطيني في القاهرة جمال الشوبكي.
الدور المصري
من جانبه، رأى المحلل السياسي في غزة، عصام شاور، أن الرئيس الفلسطيني "بدأ يشعر بخطورة تجاهل النظام المصري له، وانحيازه الواضح لمنافسه في الحركة محمد دحلان؛ الذي يرتبط بعلاقات طيبة مع دول الخليج العربي، وبالأخص دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، لذلك فإن زيارة الرئيس تأتي في هذا إطار إعادة ترميم ما تم هدمه بين الرئاسة الفلسطينية والمصرية بعد الاتهامات التي أطلقها الجانبان في الفترة الأخيرة"، وفق تقديره.
وقال المحلل السياسي فايز أبو شمالة، إن الهدف الآخر من هذه الزيارة "هو سعي الرئيس محمود عباس إلى إعادة هيبته قبل انعقاد القمة العربية أواخر الشهر الجاري"، لكنه أوضح أن إجراء "الزيارة ربما لا يعني بالضرورة إعادة العلاقات المرجوة من قبل الرئيس عباس".