قالت شقيقة الطالب المعتقل في سجون الانقلاب بمصر، أحمد الخطيب، إن نتائج التحاليل الطبية أظهرت أن شقيقها ليس مصابا بسرطان الدم كما كان متوقعا، وإنما بمرض نادر أصيب به نتيجة القمامة والقاذورات الموجودة في السجن.
وفي وقت لاحق، نقلت سلطات الأمن؛ الخطيب إلى مستشفى الحميات بالعباسية (القاهرة)، لكن دون تواجد لأي فرد من أسرته برفقته.
وأكدت فاطمة الخطيب أن هذا التحرك جاء بعد ضغط إعلامي على مواقع التواصل الإجتماعي، مطالبة بإدراج اسمه في قوائم العفو أو إصدرا عفو طبي خاص به قائلة: "يمكن نلحقه، ولو مات يموت في حضن أمه وأخواته وأصحابه".
وكتب جهاد سلامة: "بفضل الله وكرمه ثم كلامنا عن أحمد إدارة
السجن سمحوله يخرج ويتعالج وهيتحجز في المستشفى"، لكنه أضاف: "نستمر في التدوين عن احمد علشان ياخد عفو صحي ويتعالج في مستشفى أحسن من كده ، مش كتير عليه والله!".
وقد طالب مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، والمبادرة
المصرية للحقوق الشخصية، بالإفراج الصحي عن
أحمد الخطيب.
وجاء في بيان للمنظمتين عبر فيسبوك: "وجود أحمد الخطيب قيد الاحتجاز يهدد حياته، وعند خروجه سيتمكن من الحصول على العلاج المناسب لمرضه على نفقة أسرته، وتطالب المبادرة المصرية وزارة الداخلية بتطبيق الإفراج الصحي لجميع من تنطبق عليهم شروطه بصرف النظر عن التهمة الموجهة إلى السجين".
وكانت فاطمة قد قالت في منشور مطول لها عبر فيسبوك، في وقت سابق، إن "نتائج التحاليل بانت، وأحمد مطلعش عنده كانسر في الدم بس، أحمد عنده مرض خطير جدا ونادر اسمه (داء الليشمانيا) أو بمعنى أصح؛ حالة معروفة عندنا في الطب بـLeishmaniasis-Kala Azar".
وأوضحت أن "الإصابة بالمرض ده ابتدت بحشرة اسمها (حشرة الرمل) ودي مش موجودة إلا في أماكن زبالة زي السجن اللي أحمد فيه"، مضيفة أن "المرض ده نادر جدا؛ لأن الحشرة دي مش بتبقى موجودة إلا في الأماكن المنتنة اللي زي سجون مصر".
وأضافت: "الحشرة دي بتدمر الكبد والطحال والأمعاء، والمناعة بتاعته كلها تدمر، بمعنى إن لو أحمد جاله عدوى تانية مع المرض دا لا قدر الله هيموت منه".
وتابعت: "التقرير بيقول أن أحمد عنده تضخم في الكبد والطحال، ولو ما اتعالجش في أسرع وقت يؤدي للوفاة.. أحمد لو ما طلعش من المكان القذر اللي هو فيه ده وراح مكان نضيف علشان يتعالج علاج صح؛ هيموت".
وأكدت الخطيب: "ما ينفعش يقعد يوم زيادة، فالمكان اللي هو فيه ده لازم يتنقل منو، ويروح مكان يتعالج فيه".
ووجهت حديثها للجهات الأمنية قائلة: "لو إنتوا مش قادرين تعملوا ده؛ خرجوهولنا وإحنا هنعالجه، أو على الأقل يموت وسطنا، بدل ما يموت في مكان مفيش فيه أي رعاية صحية، أو أي اهتمام بالبني آدم".
وطالبت الخطيب النشطاء بالتضامن معه بقولها: "أحمد محتاج تضامنكم معاه قبل ما يضيع مننا.. أحمد دلوقتي بقاله أزيد من سبع شهور بيعاني من المرض دا، والله أعلم هو في أنهي مرحلة دلوقتي.. متنسوش أحمد من دعائكم".
"خرجوا الخطيب يتعالج"
وتفاعل النشطاء مجددا مع حالة الخطيب، وقاموا بإعادة تفعيل وسم "خرجوا الخطيب يتعالج"، وعبره قالت الناشطة الحقوقية منى سيف: "نتايج تحاليل أحمد الخطيب بتقول عنده الليشمانيا الحشوية، والدكاترة بيقولوا حالته حرجة.. ده أكتر مرض طفيلي بيسبب حالات وفاة على مستوى العالم بعد مرض الملاريا".
وأضافت: "أحمد الخطيب شاب عمره 22 سنة، زي آلاف الموجودين في السجن ظلم، ومستنيين أي لحظة عقل أو تغيير في موازين القوى ترفع الظلم عنهم، بس أحمد معندوش رفاهية الانتظار، أحمد حقيقي حياته في خطر.. اكتبوا عنه يمكن حد عنده أي قدر من العقل والقلب يتحرك لإنقاذه".
وقالت جهاد حمدي: "كل مضاعفات المرض ظهرت عند أحمد من أكتر من 7 شهور، أحمد كان داخل السجن كويس، وبسبب ظروف السجن القذرة جاله المرض ده، ودلوقتي أحمد بيموت خلاص، ومش عايزينه يموت في نفس المكان القذر".
وزادت: "إحنا وصلنا لدرجة بؤس مخليانا نطلب إن ولد عنده 22 سنة يطلع يموت وسط أهله.. ممكن بقى تطلعوا أحمد يموت برا؟ ممكن تدوله عفو صحي وأهله يسفروه يتعالج برا مصر يمكن يتلحق؟".
رسالة من الخطيب لوالدته
وكان الخطيب قد عبر في آخر رسالة بعثها لوالدته، عن خوفه من الموت.
وجاء في الرسالة التي نشرتها شقيقته الأحد الماضي: "أمي قد اشتقت إليك كثيرا.. عذرا إليكِ عن ذلك الواقع الأليم الذي قد أحاط بنا، وفرض علينا من الأمور ما لا نحب.. فلا تبك.. فقطرات دمعك تحدث من الأنين صدى في صدري".
وأضاف الخطيب: "أكتب إليكِ كلماتي هذه، وقد تاهت مني، وأصبح قلمي متلعثما في كلمات ضعيفة.. لكن أنتم حديث قلبي ولساني.. لقد أصبحت الآن بعد طول المكوث هنا في هذا المكان البالي العفن في حالة من التشويش والهذيان.. ولبست ثوبا قبيحا يائسا لا أحب المكوث فيه في ظل ظلمة ليل بليد كثرت فيه الآلام".
وتابع: "خائف أنا.. ليس من المرض، ولكن أن أظل هنا، وأموت بين جدران هذه الزنزانة البالية، وأصبح فقط مجرد رقم في تعداد الموتى.. يرفض عقلي التفكير في أن أموت هنا بعيدا عنك يا أمي وإخوتي".
واعتقل أحمد عبدالوهاب الخطيب في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وكان عمره آنذاك 19 عاما، وتم ترحيله إلى سجن الاستئناف، ومن ثم إلى سجن طرة، وحكم عليه في 23 آذار/ مارس 2016 بـ10 أعوام.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا (غير حكومية مقرها لندن) قد قالت إن عدد المتوفين في السجون المصرية منذ الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا بمصر، محمد مرسي، في 3 تموز/ يوليو 2013 وحتى حزيران/ يونيو 2016 بلغ 491 شخصا.