قصفت طائرات حربية
إسرائيلية أهدافا عدة في
سوريا فجر الجمعة، ما دفع الجيش السوري إلى الرد بإطلاق صواريخ أرض جو، في حادث يعتبر الأكثر خطورة بين البلدين منذ بدء النزاع في سوريا قبل ستة اعوام.
وأكد الجيشان السوري والإسرائيلي وقوع الغارة.
وقال الجيش السوري إنها استهدفت موقعا عسكريا قرب تدمر في وسط البلاد، وإنه أسقط طائرة ؟إسرائيلية وأصاب أخرى، الأمر الذي نفته إسرائيل.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة أن الغارة على سوريا استهدفت أسلحة "متطورة"، كانت ستنقل إلى حزب الله اللبناني، مؤكدا أن هذا النوع من الضربات سيتواصل.
وصرح نتانياهو للتلفزيون: "حين نرصد محاولات نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله ونتلقى معلومات من أجهزة استخبارات في هذا المعنى، نتحرك لمنعها".
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت أهدافا عدة في سوريا، وأنه اعترض صاروخا أطلق من سوريا ردا على الغارة.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن منظومة الصواريخ الإسرائيلية، اعترضت صاروخا مضادا للطيران شمال القدس.
وتحدث صحفيون فلسطينيون فجر الجمعة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن سماع دوي هز مدينة القدس ومناطق في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الغارة استهدفت شحنة صواريخ استراتيجية، كانت في طريقها من سوريا إلى حزب الله في لبنان عبر منطقة القلمون.
في دمشق، جاء في بيان للجيش السوري نقلته وكالة أنباء "سانا" الرسمية: "أقدمت أربع طائرات للعدو الإسرائيلي عند الساعة 2,40 فجر اليوم على اختراق مجالنا الجوي فى منطقة البريج عبر الأراضي اللبنانية، واستهدفت أحد المواقع العسكرية على اتجاه تدمر في ريف حمص الشرقي".
وأضاف الجيش السوري: "تصدت لها وسائط دفاعنا الجوي وأسقطت طائرة داخل الأراضي المحتلة، وأصابت أخرى وأجبرت الباقي على الفرار".
والحادث هو الأكثر خطورة بين الطرفين اللذين لا يزالان رسميا في حالة حرب، منذ بدء النزاع في سوريا في آذار/مارس العام 2011.
ورأى محللون إسرائيليون أن الرد السوري "يعتبر تحولا كبيرا في سياسة الرئيس بشار الأسد".
ولا تؤكد إسرائيل عادة شن
غارات في سوريا. إلا أنها اضطرت لذلك هذه المرة ربما بسبب دوي صفارات الإنذار الذي انطلق في وادي الأردن.
وفي عمان، صرح مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، بأن "شظايا صواريخ" سقطت فجرا على بعض القرى في محافظة إربد وفي غور الصافي وفي مناطق خالية من دون أن توقع إصابات، مشيرا إلى أنها ناتجة عن "اعتراض صواريخ إسرائيلية لصواريخ أطلقت من داخل الأراضي السورية باتجاه بعض المواقع والقواعد الإسرائيلية".
تحول كبير
وقال كبير الباحثين في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي إساف أوريون لوكالة فرانس برس، "إن الرد السوري يعتبر تحولا كبيرا، فحتى الآن كانت سوريا عندما تقصف إسرائيل قوافل حزب الله في أراضيها، تمر الضربة عادة دون رد أو برد غير مهم من قبل الجانب السوري".
وأضاف أوريون "أما في هذا الهجوم، فإن النظام السوري يحاول أن يقول لإسرائيل إنه لا يمكن أن يتحمل أي هجوم بعد اليوم، وأن مثل هذا الهجوم لن يمر مرور الكرام".
وتم تعزيز موقف الرئيس بشار الأسد في الأشهر الأخيرة بعد أن استعادت قواته مدينة حلب، إضافة إلى استمرار الدعم الروسي له.
وقال أوريون "إن الرئيس السوري بشار الأسد يشعر بالقوة. لم يعد ينظر من الأسفل إلى فوهة البندقية ومستقبله مضمون أكثر، وهو يقول لا تضغطوا علي، فأنا لم أعد ضعيفا كما في السابق".
أما يعقوب أميدرور وهو مسؤول سابق لمجلس الأمن القومي فقال، "إن قوافل شحنات الأسلحة التي تنقل لحزب الله تبقى خطا أحمر بالنسبة لإسرائيل، وهم سيستمرون بالهجوم عليها طالما يعتقدون أن ذلك ضروريا".
وأضاف: "وربما يقودنا ذلك لأن نكون أكثر عدوانية".
ونفذت إسرائيل ضربات عدة في سوريا خلال السنوات الأخيرة، ذكرت تقارير أنها استهدفت مواقع أو معدات لحزب الله الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري. وتكرر إسرائيل أنها ترفض حيازة الحزب أسلحة متطورة في سوريا؛ لأنه يشكل تهديدا لها. ويعبر المسؤولون الإسرائيليون باستمرار عن قلقهم من وجود الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في سوريا.
في نيسان/أبريل 2016، أقر نتانياهو بأن إسرائيل هاجمت عشرات شحنات الأسلحة الموجهة إلى حزب الله في سوريا. كما استهدفت إسرائيل مرارا مواقع سورية في هضبة الجولان ردا على إطلاق نار طائش ناجم عن القتال في الجانب الآخر من الهضبة المحتلة.
وضمت إسرائيل عام 1981، هضبة الجولان (1200 كلم مربع) التي تحتلها منذ 1967، وهو ما لا تعترف به الأسرة الدولية.
واستعاد الجيش السوري في بداية شهر آذار/مارس بغطاء جوي روسي ومشاركة مستشارين روس مدينة تدمر في محافظة حمص، بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها.
واعتبر الجيش السوري الجمعة أن "الاعتداء (الإسرائيلي) السافر يأتي إمعانا من العدو الصهيوني في دعم عصابات داعش الإرهابية، ومحاولة يائسة لرفع معنوياتها المنهارة والتشويش على انتصارات الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية".
وأكد عزمه "التصدي لأي محاولة للعدوان الصهيوني على أي جزء من أراضي الجمهورية العربية السورية، وسيتم الرد عليها مباشرة بكل الوسائط الممكنة".