يصفه البعض بـ"الفقيه الطبيب"، فيما البعض الآخر يرى فيه السياسي الهادئ الرزين الذي يزن كل كلمة يقولها.
هو
سعد الدين العثماني، وزير الخارجية السابق، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، الذي عينه العاهل
المغربي، محمد السادس، الجمعة 17 آذار/ مارس الجاري، رئيسا للحكومة خلفا للأمين العام للحزب، عبد الإله بن كيران، ويعول عليه أن يخرج المغرب من مأزق تعثر تشكيل الحكومة الذي دام أزيد من خمسة أشهر.
ولد سعد الدين العثماني في 16 من كانون الثاني/ يناير 1956، بمدينة إنزكان (جنوب المغرب) متزوج وأب لثلاثة أبناء، يعتبر واحدا من منظري الحركة الإسلامية بالمغرب وأحد السياسيين المحنكين لحزب العدالة والتنمية الذي استطاع أن يحظى بشعبية كبيرة داخل حزبه وخارجه.
وتقلد العثماني عددا من المسؤوليات، حيث عينه الملك محمد السادس، في كانون الثاني/ يناير 2012، وزيرا للشؤون الخارجية والتعاون.
كما تولى
رئيس الحكومة الجديد، منصب نائب رئيس مجلس النواب للولاية التشريعية 2010 / 2011، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية منذ نيسان/ أبريل 2004 إلى تموز/ يوليوز 2008، ورئيس المجلس الوطني للحزب منذ سنة 2008.
زاوج العثماني بين التكوين العلمي والنكوين الشرعي، فهو حاصل على الدكتوراه في الطب العام سنة 1986 بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، كما حصل، في نفس السنة، على شهادة الدراسات العليا في الفقه وأصوله من دار الحديث الحسنية بالرباط.
التحق بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدار البيضاء، وحصل على دبلوم التخصص النفسي عام 1994، وواصل بحثه الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط حتى حصل على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية 1999 في موضوع "تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة وتطبيقاتها الأصولية".
وشغل العثماني العديد من المهام العلمية والثقافية، حيث تولى مهام عضو المكتب التنفيذي لجمعية العلماء بدار الحديث الحسنية منذ 1989، وعضو مؤسس في الجمعية المغربية لتاريخ الطب، وعضو مؤسس بالجماعة الإسلامية وعضو مكتبها الوطني (1981 / 1991)، وعضو المكتب التنفيذي لحركة الإصلاح والتجديد (1991 / 1996)، وعضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح (1996 / 2003)، وغيرها.
له العديد من المؤلفات من قبيل: “في الفقه الدعوي .. مساهمة في التأصيل”، و”في فقه الحوار”، و”فقه المشاركة السياسية عند شيخ الإسلام ابن تيمية”، و”قضية المرأة ونفسية الاستبداد”، و”طلاق الخلع واشتراط موافقة الزوج”، و”تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة .. الدلالات المنهجية والتشريعية”، و”الطب العام بالمغرب (ضمن “معلمة المغرب”، المجلد 18)”، و”أصول الفقه في خدمة الدعوة".
كما كتب العديد من المقالات في مجلات مغربية وعربية وفرنسية، ولاسيما في المحاور المرتبطة بـ”الفقه السياسي والفقه الدعوي”، و”نقد الصحوة الإسلامية”، و”قضية المرأة من منظور إسلامي”، و”قضايا طبية في ميزان الشريعة الإسلامية”، و”تاريخ الطب بالمغرب”، و”الصحة النفسية”، و”الصوم والصحة".
سعد الدين العثماني، الذي وضع فيه القصر ثقته، سيواجه تحديا صعبا في تشكيل الحكومة، خصوصا أن الحزب الذي ينتمي إليه أكد في بلاغ نشره أمس الخميس أن استمرار بعض الأطراف في فرض اشتراطاتها سيفشل تشكيل الحكومة المقبلة.