عبرت مصادر حكومية أردنية عن غضبها من تكرار الأنباء في وسائل الإعلام
الإسرائيلية، بعد يوم من نشر
الصحافة الإسرائيلية تصريحات السفيرة الإسرائيلية في الأردن، عينات شلاين، حول وضع المملكة "المتزعزع" وتقريرها عن الوضع هناك بطلب من رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، جادي إزينكوت،
وأطلع إزينكوت بعد ذلك عددا من الدبلوماسيين الأجانب في اجتماع مغلق على رسالة شلاين "الباعثة على التشاؤم".
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قالت، الخميس، إنه من الصعب معرفة السبب الذي دفع شلاين إلى أخذ انطباع بأن الوضع في المملكة متزعزع، لأن هذا الوصف بالذات يرتبط باستقرار البلاط الملكي هناك.
وبحسب محرر الشؤون العربية في الصحيفة، تسفي برئيل، فإن المعطيات الاقتصادية الواردة من الأردن تقول بأن البطالة تصل إلى 16 بالمائة في أوساط الشباب والمتعلمين، وضعف هذه النسبة لسواهم، في ظل عجز مالي يصل إلى 1.2 مليار دولار.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لا إشارات على تجديد الهبة الخليجية للأردن، كما أن العلاقات السعودية الأردنية "باردة"، بسبب رفض الأردن السماح لقوات التحالف العربي باستخدام أراضيه، وتغير موقف الأردن من النظام السوري.
وتابعت بأن الأردن حصل على 6% فقط من المساعدات الأمريكية لتمويل حاجات اللاجئين على أراضيه، إلى جانب خروج نصف اللاجئين السوريين إلى سوق العمل.
ومن أجل تهدئة الخواطر، قالت الصحيفة إن الإعلام الأردني الذي تسيطر عليه الدولة تحدث عن مصانع جديدة أقامها اللاجئون السوريون في محافظة إربد، وعن نقل مصانع سورية إلى الأردن وتشغيل مواطنين أردنيين فيها، لكنها أكدت أن كل هذا ما هو إلى نقطة في بحر البطالة، بحسب تعبيرها.
ونقلت عن صحفي أردني قوله إن الأردن يعيش في واقع هش، بسبب المخاوف من عمليات إرهابية على أراضيه، إلى جانب المظاهرات ضد الحكومة التي تمس الملك أيضا، إلى جانب الاتفاق الأردني الإسرائيلي الأخير بخصوص استيراد الغاز من إسرائيل، لافتة إلى أنه كان أحد الشعارات الأساسية التي رفعها المصريون في ثورتهم على نظام مبارك.
وتساءلت الصحيفة: "هل يمكن لكل ذلك أن يضعضع المملكة؟ بعض مركبات التهديد توجد منذ سنوات في الأردن، وهو الدولة التي نجت من ثورات الربيع العربي. والسؤال هو: هل يوجد الآن بالتحديد تراكم حساس لبواعث الثورة التي يمكنها وضع حكم الملك أمام التحدي؟ لا توجد إجابة حاسمة على ذلك، مثلما لم تكن هناك إجابة كهذه في أحداث الربيع العربي".
على الجانب الأردني، نفت مصادر حكومية "رفيعة" لصحيفة محلية ما جاء في رسالة السفيرة الإسرائيلية، وقالت المصادر ذاتها إن السفيرة تنصلت من التصريحات.
ونقلت صحيفة "الغد" عن المصادر قولها إن "الأردن ليس بحاجة إلى شهادة من السفيرة الإسرائيلية بأنه آمن ومستقر".
وتابعت بأن "وزارة الخارجية الإسرائيلية نفت التصريحات، وقالت إنها عارية عن الصحة، ووضحت أن كلام السفيرة تناول فقط الصعوبات والتحديات الاقتصادية بسبب استضافة اللاجئين السوريين، وأنها شددت على ضرورة تقديم الدعم الدولي للمملكة".