قتل 16 مدنيا وأصيب العشرات خلال المعارك الدائرة بين
القوات العراقية وتنظيم الدولة، في أحد أحياء الجانب الغربي من مدينة
الموصل. وفق ناشط حقوقي.
وقال الناشط الحقوقي لقمان عمر الطائي للأناضول إن "16 مدنيا أغلبهم نساء وأطفال قتلوا وجرح العشرات في اشتباكات عنيفة وقصف جوي على حي النبي شيت".
وأضاف "يُعد حي النبي الشيت أول الأحياء القديمة الذي تتقدم القوات العراقية لاقتحامه في محاولة لاستعادته من قبضة التنظيم".
ولم يتسن الحصول على تعقيب من قبل القوات العراقية التي بدأت عملية تحرير هذا الجانب من الموصل في التاسع عشر من الشهر الماضي، بدعم من طيران التحالف الدولي.
من جانبه، قال النقيب سبهان علي الشويلي في قوات الشرطة الاتحادية إن "قواتنا تواصل تقدمها في حيي النبي شيت، والدندان، فضلا عن الاشتباك العنيف مع عناصر
تنظيم الدولة في محيط شارع الدواسة قرب مبانٍ حكومية هامة".
وسيطر تنظيم الدولة على مدينة الموصل بأكملها في منتصف عام 2014، غير أن مناطق نفوذه باتت تتقلص باستمرار في العراق، لاسيما بعد خسارته الجانب الشرقي للموصل وفقدانه الكثير في محورها الغربي.
آلاف النازحين
أوى نازحون عراقيون فروا من القتال المستعر في الموصل إلى مخيم جديد جنوبي المدينة.
يضم المخيم المُقام في مدينة حمام العليل التي تقع على بعد نحو 25 كلم من الموصل 4000 خيمة ويتسع لاستضافة ما يصل إلى 24 ألف شخص.
واستقبل المخيم منذ افتتاحه يوم 27 شباط/فبراير ألوف الأُسر مع اشتداد القتال بين الجيش العراقي ومقاتلي تنظيم الدولة من أجل السيطرة على الجزء الغربي من الموصل.
ويخضع الرجال النازحون لدى وصولهم للمخيم لإجراءات فحص أمني أولا قبل أن يسمح المسؤولون لهم بالانضمام لأُسرهم أو تلقي مواد إغاثة.
ومن بين هؤلاء الرجال الواصلين للمخيم شاب يدعى ريان مجيد محمد الذي قال إنه شعر بالراحة بالابتعاد عن ساحات القتال.
وأضاف محمد "الآن استقبلونا استقبال حيل زين (بشكل جيد جدا) والمنظمات كلها جتنا. يعني جميع...جتنا وصلتنا هنا. الكهرباء والله موجود كهرباء على أساس غدا تيجي والماي (الماء) موجد الحمد لله... والله وحيل متونسين وسط أهلنا هنا يعني".
واضطر ما يزيد على 28 ألف مدني للفرار من بيوتهم في غرب الموصل منذ بدأت في 19 فبراير شباط العملية العسكرية لاستعادة غرب الموصل.
وقالت الأمم المتحدة إن إجمالي عدد
النازحين منذ بدء المعارك في الموصل في أكتوبر تشرين الأول تجاوز 176 ألف شخص.
وامتلأت الخيام التي تقع حول الموصل بالنازحين تقريبا.
وقال نازح يدعى رائد إلياس حسن "(أُبلغ) أهلي وهيدي كلهم بالموصل. وإن شاء الله تيجي وجاي وإحنا مرتاحين ولا ينشغل بالكم علينا. وراحة نفسية والحمد لله. مواد غذائية متوفرة لنا.. منامات. كل شيء كامل".
وقال جاسم جبار مدير فرع وزارة الهجرة والمهجرين في محافظة نينوى "تم تسكين 3 آلاف خيمة وقامت وزارة الهجرة والمهجرين بتوزيع المساعدات الأولية الإغاثية المتمثلة بالبطانيات والحصران والمواد الغذائية والمواد الصحية والسلة السريعة بالإضافة إلى الجاز المجاني المدفوع الثمن والجركانات. والوزارة مستنفرة بكل طاقاتها ومستعدين لاستقبال كافة العوائل إن وجدت".
من جهة أخرى أعرب نازحون يصطفون في طابور طويل عن قلقهم بشأن المواد الغذائية وقال بعضهم إن الحصص التي يتلقونها غير كافية.
من بين هؤلاء نازح من جنوبي الموصل يدعى أحمد عطية قال إن "الحصة قليلة وفطور ماكو (لا يوجد). يعني العالم زحام. خبز ماكو. شجار ع الخبز شجار. أي والله. وكهرباء ماكو وماي ماكو. وجوع يعني ازدحام حيل حيل (كثير جدا) يعني".
واستعادت القوات العراقية السيطرة على شرق الموصل في كانون الثاني/يناير بعد معارك شرسة استمرت نحو 100 يوم.
وقالت الأمم المتحدة إن إمدادات الغذاء والوقود تتناقص في الموصل حيث تغلق الأسواق والمتاجر أبوابها. كما أصبحت إمدادات المياه نادرة والكهرباء غير منتظمة أو منقطعة تماما في العديد من الأحياء بالمدينة.
ولم تصل سوى إمدادات تجارية قليلة للموصل منذ قطع الطريق الرئيسي إلى سوريا أواخر نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي.
وشنت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة عملية جديدة، اليوم الأحد، تستهدف وسط مدينة الموصل القديمة الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة على الضفة الغربية لنهر دجلة.