استأنف
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم، نشاطه السياسي من العاصمة السعودية
الرياض التي وصل إليها أمس الأول بعد
زيارة غامضة للعاصمة الإماراتية أبوظبي، استمرت عدة ساعات.
وقال مسؤول في الرئاسة اليمنية، لـ"
عربي21" مساء أمس، إن زيارة هادي إلى الإمارات لم تحظ بأي حفاوة من قبل القادة الإماراتيين، بل كان استقباله باهتا عند وصوله لمطار "أبو ظبي"، حيث كان في استقباله مسؤول الاستخبارات، اللواء علي محمد حماد الشامسي، "في مشهد يجسد مدى عمق أزمة العلاقة بينه وبين حكام الإمارات، التي أعقبت أحداث التمرد الذي ساندته قواتهم على هادي قبل أسبوعين في مدينة عدن، عاصمة البلاد المؤقتة"، وفق المصدر.
وذكرت وكالة "سبأ" اليمنية التابعة للحكومة، أن هادي التقى في الرياض، كلا على حدة، بالسفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر، والسفير الياباني، كاتسو يوشي هاياشي، وبحث معهما العلاقات الثنائية.
ووفقا للوكالة، فقد بحث هادي مع سفير واشنطن، جهود محاربة الإرهاب، وعملية تطبيع الأوضاع وعودة الحياة تدريجيا في المناطق المحررة من جماعة "أنصار الله" (الحوثي) والحاجة الماسة إلى الخدمات و"انتظام الرحلات الجوية" لتخفيف معاناة الجرحى والمرضى، في إشارة إلى التعليق المستمر للرحلات من مطار عدن (جنوب) جراء التوترات الأمنية التي يشهدها منذ أسابيع.
ولم تتطرق الوكالة إلى مزيد من التفاصيل حول مطار عدن الدولي الذي يشهد توقفا جديدا للرحلات الجوية منذ أيام، في أعقاب استئناف قصير للعمل فيه.
اقرأ أيضا: مسؤول يمني يكشف لـ"عربي21" تفاصيل زيارة هادي للإمارات
وحسب الوكالة، فقد جدد سفير واشنطن، دعم بلاده للرئيس هادي والحكومة، وجهودهم الملموسة على الأرض من أجل مصلحة الشعب اليمني واستقرار أوضاعه، حسب الوكالة.
وخلافا للقاء مع سفير واشنطن الذي تطرق إلى الجوانب السياسية والأمنية، اقتصر اللقاء بين هادي وسفير اليابان، على تناول "التعاون الإنمائي والتبادل التجاري وكذلك دعم الجوانب الإنسانية في ظل الظروف الراهنة"، وفقا للوكالة.
ويأتي الظهور الجديد لهادي من الرياض بعد يومين من وصوله إليها قادما من دولة الإمارات، الإثنين الماضي، في زيارة خاطفة وغامضة لم تستمر لعدة ساعات.
ووفقا لمصادر حكومية للأناضول، فإن الزيارة التي قام بها هادي إلى أبوظبي للقاء ولي عهدها، محمد بن زايد، من أجل احتواء التوتر الأمني الذي يشهده مطار عدن منذ أيام، لم تسفر عن أي نتائج، في إشارة إلى فشلها في تلطيف الأجواء بين الرئاسة اليمنية والقيادة الإماراتية التي تمتلك قوات كبيرة في عدن وتشرف بشكل رئيسي على الجانب الأمني.
وامتدت ملامح التوتر بين هادي والقيادة الإماراتية إلى الصحافة الإماراتية، حيث هاجمت بعض وسائل إعلام، غير رسمية، هادي، وقالت إن زيارته هدفها "إقناع أبوظبي بسعيه إلى الاستقرار في اليمن"، و"أن محسوبين على هادي يسلمون مناطق محررة من الحوثيين إلى قوى إسلامية متواطئة مع القاعدة"، على حد ما جاء في تلك الصحف.
ولم تكن الرياض ضمن برنامج الجولة الأخيرة لهادي، حيث كان من المفترض أن تستمر زيارته لأبوظبي عدة أيام، لكنه عاد إليها بشكل مفاجئ رغم أنه غادر المملكة عائدا إلى عدن قبل أسبوع فقط.
وشكلت الرياض مقرا مؤقتا لهادي خلال العام الأول من الحرب بسبب الاضطرابات الأمنية في اليمن، لكنه يقيم منذ أواخر العام المنصرم بصورة شبه دائمة في عدن، ويتنقل منها إلى عواصم خليجية وعربية.
وما يزال التوتر الأمني هو سيد الموقف في مطار عدن، ووفقا لمصادر أمنية وشهود عيان للأناضول، فقد شوهدت مساء اليوم الأربعاء عربات عسكرية تابعة للتحالف العربي، تدخل مطار عدن، بعد رفض المقدم صالح العميري، قائد الحماية الأمنية الذي أقاله هادي، تسليم الموقع لقائد أمني جديد عيّنه الأخير.
وشهد المطار، الأيام الماضية، اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بين قوات الحماية الرئاسية وقوات تابعة للقائد الأمني المتمرد على قرار هادي، ما أدى إلى إيقاف الخطوط الجوية اليمنية لرحلاتها من وإلى المطار.
ومع توقف الرحلات الجوية في مطار صنعاء بسبب الحظر الجوي من التحالف العربي وفي عدن بسبب الاضطرابات الأمنية، بات مطار سيئون، في محافظة حضرموت، شرقي البلاد، هو المنفذ الجوي الذي يخدم اليمنيين في التنقل إلى خارج البلاد.