تسعى
روسيا إلى خلق دور لها في المعادلة السياسية الليبية، وتبحث سبل المشاركة في رسم خارطة التحالفات الليبية على أسس وقواعد جديدة، من خلال توطيد علاقاتها بأطراف تلك المعادلة.
وسلط الكاتب والمحلل السياسي الروسي، مكسيم يوسين، الضوء في مقاله الأخير بصحيفة "كوميرسانت" الروسية، على تنامي علاقة موسكو بقائد القوات التابعة لمجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق بالشرق الليبي، خليفة
حفتر.
وقال يوسين، إن "الكرملين رغم الفوضى، التي تعم
ليبيا المقسمة إلى أجزاء عدة، تمكن من إيجاد الشخص الذي يمكنه المراهنة عليه، وهذا الشخص هو المشير خليفة حفتر، الذى يمثل الشريك الواعد من وجهة نظر موسكو".
وذكر يوسين خمسة أسباب، تعزز من وجهة النظر الروسية، في اختيارها حفتر كشريك واعد لها، تمثلت - بحسب الكاتب والمحلل السياسي الروسي- في الآتي:
أولا - تقف خلفه قوة واقعية كبيرة، والأراضي التي يسيطر عليها أكبر من تلك التي تسيطر عليها "حكومة الوفاق الوطني"، التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، ويرأسها فايز السراج.
ثانيا - تقع حقول النفط الأساسية وموانئ تصدير النفط (ما يسمى بالهلال النفطي) تحت سيطرة المشير حفتر.
ثالثا - جيش حفتر هو أكثر علمانية من بين المجموعات المتصارعة في ليبيا كافة، وهو يحارب المتطرفين. أما قوات حكومة طرابلس فلا يمكن وصفها بذلك، إضافة إلى فرضها قوانين الشريعة في البلاد.
رابعا – مصر، التي تعدُّ أحد شركاء روسيا الرئيسين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تدعم المشير حفتر. أي أن تحالفها مع حفتر يسمح بتقديم المساعدات اللازمة إليه عبر الأراضي المصرية، تجنبا للاتهام بانتهاك قرار الأمم المتحدة بشأن منع توريد الأسلحة إلى ليبيا.
خامسا - درس حفتر في الاتحاد السوفياتي. فبحسب معلومات الصحيفة درس في عامي 1977 -1978، حيث أنهى دورة كبار الضباط، وفي المرة الأخرى عام 1983 كان ضابطا مستمعا في أكاديمية فرونزه، وهذا الأمر يسهل عملية الحوار معه.
وأشار يوسين إلى تطور علاقة موسكو مع حفتر قائلا: "في العام الماضي زار حفتر موسكو مرتين: الأولى في يونيو/حزيران، والثانية في نوفمبر/تشرين الثاني. وقد التقى خلالهما وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ووزير الخارجية سيرغي لافروف وسكرتير مجلس الأمن القومي نيقولاي باتروشيف والمبعوث الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف".
وتابع: "كما أنه صعد إلى متن حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" في شهر يناير/كانون الثاني الماضي في طريق عودتها من سوريا.
وأكد ياسين، أنه إذا تمكن حفتر بمساعدة مصر وروسيا من بسط نفوذه على مناطق جديدة وخاصة الساحلية، فسيصبح القائد الميداني الأقوى نفوذا وتأثيرا في ليبيا، لافتا إلى أن
حكومة السراج في طرابلس وبرلمان طبرق إذا تحقق ذلك لن يستطيعوا منافسة حفتر.