شهدت جبهات القتال في ريف
اللاذقية الشمالي تصعيدا عسكريا كبيرا، من قبل فصائل المعارضة وقوات النظام على حد سواء.
فقد استهدف الثوار ظهر الجمعة مواقع قوات النظام في قلعة شلف وناحية كنسبا بصواريخ غراد والمدفعية الثقيلة، في حين كان الطيران الحربي الروسي قد نفذ الخميس ما يزيد عن 20 غارة جوية؛ استهدفت قرى ريف اللاذقية الخاضعة لسيطرة الثوار بالصواريخ الفراغية والعنقودية.
كما طال قصف الطيران الروسي مناطق ريف إدلب الغربي ومدينة جسر الشغور، ما أدى إلى مقتل أربع مدنيين وإصابة ثمانية آخرين، بحسب الناشط الإعلامي رستم أبو صلاح الذي تحدث لـ"عربي21".
وأوضح أبو صلاح أن مناطق ريف اللاذقية لم تشهد مثل هذا القصف، منذ بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق بين النظام والفصائل العسكرية الشهر الماضي، مشيرا إلى أن القصف الجوي طال قرى كبانة والكندة وبداما والناجية والحدادة ومدينة جسر الشغور، بمعدل ثلاث غارات كل ساعة تقريبا.
من جهتها، كثفت فصائل المعارضة من قصفها لمواقع قوات النظام في مختلف جبهات الساحل. وقال رستم إن كتيبة المدفعية والصواريخ في الفرقة الأولى الساحلية، استهدفت مواقع قوات النظام في تلة رشو وقرية عكو، وقامت أيضا بقصف قلعة شلف التي تتمركز فيها قوات بشار الأسد. وذُكر أن عناصر حركة أحرار الشام استهدفوا تجمعا لقوات النظام بصاروخ مضاد للدروع، ما أدى لمقتل عدد منهم.
ويأتي هذا التصعيد العسكري مع انطلاق مفاوضات "جنيف 4"، ما يظهر رغبة روسيا بالضغط على الثوار مع بد المفاوضات، وفق أبو حمزة، قائد كتيبة المهام الخاصة بالفرقة الأولى الساحلية؛ الذي بيّن أن المقاتلين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يجري، وأنهم سوف يستمرون بقصف مواقع قوات النظام واستهداف أي تحرك لهم بكل ما يملكون من قوة، كما قال.
وتابع أبو حمزة، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن الفصائل العسكرية في الساحل لم تتوقف يوما عن العمل لفتح جبهات القتال ضد نظام الأسد بهدف "تحرير" مناطق جديدة، وإعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها خلال العام الماضي، بعد التدخل الروسي، وفق تأكيده.
وشهدث جبهات القتال في الساحل، قبل نحو أسبوعين، سلسلة عمليات عسكرية للفرقة الأولى الساحلية، أطلقت عليها حينها اسم "سلسلة عمليات الوفاء لدماء الشهداء"، وتمكنت خلالها من السيطرة على عدد من النقاط وقتل العشرات من قوات النظام واغتنام كميات من الأسلحة والذخيرة في اليومين الأولين للعملية، لكنها توقفت بعد ذلك.