قال المعلق
الإسرائيلي، جاكي خوجي، إن المملكة العربية
السعودية على عكس ما يظن الإسرائيليون، فهي لا تنتمي كما يقول إلى "معسكر الأخيار"، لكنها فعليا تثير الحروب، وداهية تبحث عن مصالحها.
جاء كلام خوجي في مقاله المنشور في صحيفة معاريف، الجمعة، تعليقا على تصريحات ليبرمان في مؤتمر ميونخ للأمن، التي هاجم فيها
إيران قائلا إنها تهدد السعودية، ومن بعدها تصريحات وزير شؤون الاستخبارات، إسرائيل كاتس، الذي كشف عن تعاون بين إسرائيل والسعودية دون الدخول في التفاصيل.
وقال إنه رغم أن إيران هي عدو إسرائيل الأول، إلا أن النظام السعودية يتخذ أعمالا تآمرية في الشرق الأوسط لا تقل تطورا عن أعمال ايران، "ففي لبنان يقفون خلف الطائفة السنية وممثلها الكبير، رئيس الوزراء سعد الحريري، صاحب الجنسية السعودية، ولكلمتهم مكان شرف في كل تطور سياسي مهم يجري في بيروت، بقدر لا يقل عن إيران".
وتابع: "في اليمن هم غارقون منذ أكثر من سنتين في معركة عسكرية مضرجة بالدماء ضد المليشيا الشيعية الحوثية. هذه معركة معظمها تدور من الجو، وأحيانا يكون ضحاياها مواطنين أبرياء".
وأضاف: "في العراق أيدوا منذ البداية تنظيم القاعدة، الذي أقامه بقايا حزب البعث ورجال صدام، في مسعى لخلق وزن مضاد للنفوذ الإيراني. والبحرين هي الأخرى ساحة عمل بالنسبة لهم. هناك يحكم قصر سني سكانا بأغلبية شيعية مظلومة، تتحداه كل الوقت، وأحيانا بتشجيع من إيران. ويمنح السعوديون صديقهم، الملك حمد بن عيس آل خليفة، مساعدة مستمرة ضد معارضي الحكم من بين السكان الشيعة، ولا سيما في المجال العسكري والاستخباري".
ولفت إلى أن القسم الأكبر من عشرات المليارات صرفته المملكة لإسقاط نظام الأسد في سوريا، مشكلة فصائل من السوريين، وزودتهم بالسلاح والتدريب العسكري، ما دفع الأسد إلى خوض طريق سوى طريق المساومة، ما أسقط مئات آلاف المواطنين الأبرياء، والمهجرين.
وقال إن "التآمر السعودي"، ما هو إلى مرآة للتدخل الإيراني في الإرهاب، لكن السعوديين بخلاف الإيرانيين، أغنى وأدهى، ويشدون خيوط اللعبة من بعيد، ويتمتعون بالموافقة الصامتة من الدول الغربية.
وأضاف أن على إسرائيل أن ترسل أكاليل الورود إلى كل المشاركين في تثبيت نظام الأسد، لأن الخليج بقيادة السعودية لو نجح في إسقاط الأسد، لولَّد على مدخل إسرائيل عراقا ثانيا.
وفي مجال حقوق الإنسان، قال إن الحديث عن انتهاك إيران لحقوق الإنسان استخفاف بعقول الإسرائيليين، وإن على العالم متابعة ما يجري في السعودية، ليرى مملكة على نمط لويس الرابع عشر، ومجلس يعينه الملك.
وعن نظرة نتنياهو لعمل سلام يتجاوز رام الله، إلى الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، لكن السعوديين رفضوا الفكرة قبل حل المشكلة الفلسطينية.
وتابع: "لماذا لا تقفز السعودية، المملكة (المعتدلة)، زعيمة العالم السني، لتلتقط هذا العرض المغري؟ السؤال الأصح هو لماذا تقفز، السلام مع إسرائيل، لشدة الأسف، لا يعني السعوديين، ولا إخوانهم في
الإمارات، فهم مشغولو البال في تهديدين، من الخارج إيران القريبة والخطيرة، ومن الداخل الإسلام المتطرف".
وختم بأن السبب الأقوى الذي يمنع السعوديين من التقاط الفرصة، هو أن كل ما يحتاجونه هم والإماراتيون وجيرانهم، من إسرائيل، يحصلون عليه على أي حال.