الأمين العام الأممي: في القرآن أبلغ ما قيل عن اللجوء (شاهد)
القاهرة- عربي21- حسن محمود16-Feb-1712:42 PM
1
شارك
الأمين العام للأمم المتحدة- أرشيفية
أثنى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على دين الإسلام والحضارة الإسلامية والقرآن الكريم، وقال: "إن أبلغ ما قيل عن حماية اللاجئين هو ما قرأناه في سورة التوبة في القرآن".
وأضاف: "يقول الله في سورة التوبة، إن حماية اللاجئين ينبغي أن تُقدم للمؤمنين وغير المؤمنين أيضا، وهذا في واقع الأمر أبلغ ما قرأته بالنسبة لحماية اللاجئين، فالحماية تقدم للاجئين بصفتهم الإنسانية بغض النظر عن عقيدتهم"، بحسب تعبيره.
والآية التي قصدها الأمين العام هي السادسة من سورة التوبة: "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ".
جاء ذلك في محاضرة ألقاها غوتيريس بجامعة القاهرة، الأربعاء، رأى مراقبون أنها تشبه محاضرة ألقاها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في الجامعة نفسها، في الرابع من حزيران/ يونيو عام 2009، استشهد فيها بالآيات القرآنية، وأثنى على الحضارة العربية والإسلامية.
وكان غوتيريس وجه انتقادا شديدا إلى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمنع مواطني سبع دول مسلمة من السفر إلى الولايات المتحدة، معتبرا أن "الإجراءات العمياء قد لا تكون فاعلة".
وقال إن البلدان الساعية إلى تعزيز مراقبة حدودها لا يمكنها اتخاذ تدابير "تقوم على أي شكل من أشكال التمييز على أساس الديانة أو الإثنية أو الجنسية".
وفي محاضرته بجامعة القاهرة، الأربعاء، تحت عنوان "مواجهة التحديات العالمية.. إيجاد الحلول من خلال الشباب"، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الدين الإسلامي يعبر عن التسامح، مضيفا: "لا يعجبني من يقولون إن الإسلام دين غير متسامح".
وأوضح أنه تعرف عن قرب على المنطقة العربية، من خلال عمله في ملف اللاجئين، مشيرا إلى أن حماية اللاجئين أمر متأصل في الحضارة الإسلامية.
وتابع: "استفدنا كثيرا من العرب والمغاربة في شبه الجزيرة الأيبيرية التي تقع فيها دولة البرتغال، واستفدنا كثيرا من الحضارة المصرية، وهناك تراث متبادل مشترك في الحضارة العربية والمكتشفين البرتغاليين، ووجودي هنا أمر له مغزى".
وأردف أن مصر تسهم بكل قوة في عمليات حفظ السلام بشجاعة جيشها وشعبها معا، فضلا عن جهودها في أزمة اللاجئين التى تعصف بالمنطقة.
وشدَّد على أن هناك انعداما للعدالة في توزيع الثروة بين الأغنياء والفقراء في العالم، وأن الصراع العربي الإسرائيلي يعد الأهم في المنطقة.
وقال إن مشكلة البطالة تعتبر أحد أبرز الأسباب الرئيسة للإرهاب والتطرف، مشدّدا على ضرورة مواجهة الآثار الكبيرة للتغييرات المناخية، والتصحر الذي أصبح في تزايد ملحوظ خلال الفترة الأخيرة في كثير من الدول.
وأضاف أن جامعة القاهرة تخرج فيها أول سكرتير عام أفريقي عربي للأمم المتحدة، بطرس غالي.
وفي ختام محاضرته أهدى إليه رئيس جامعة القاهرة، جابر نصار، "مجسما لقبة الجامعة" كهدية تذكارية.
وفي مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري بقصر "الاتحادية" الأربعاء، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، ضرورة التزام جميع الأطراف بالحرب على الإرهاب بفاعلية.
ودعا إلى حل سياسي لأزمات المنطقة قائلا: "نحن بحاجة إلى حل سياسي لأزمات المنطقة، ومن المهم التحرك قدما في ما يتعلق بمحادثات جنيف بشأن الأزمة في سوريا، بالإضافة إلى المصالحة في العراق".
ودعا إلى تحقيق السلام في اليمن و ليبيا، متعهدا بالالتزام بتحقيقه في الدولتين، ومشددا في الوقت ذاته على أهمية الدعم الذي تقدمه دول المنطقة لصنع ظروف ملائمة في كل من اليمن وليبيا من أجل التغلب على الظروف التي يعيشها البلدان، والدخول في عملية مصالحة، وإعادة الإعمار.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة وصل إلى مطار القاهرة على متن طائرة خاصة قادما من العاصمة القطرية الدوحة، في أول زيارة له لمصر منذ توليه المنصب، والتقى خلالها رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة يجريها الأمين العام للأمم المتحدة، لعدد من دول الشرق الأوسط، منها السعودية وتركيا والإمارات وعمان وقطر.
ويبلغ أنطونيو غوتيريس من العمر 67 عاما، وشغل منصب رئيس وزراء البرتغال من 1995 حتى عام 2002، ثم انتقل إلى حلبة الدبلوماسية الدولية، حيث أصبح مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين عام 2005.
وترأس هذه المنظمة من عام 2005 إلى عام 2015، وهي فترة شابتها أخطر أزمات اللاجئين في العالم، وبينها أزمات لاجئي سوريا والعراق وأفغانستان.
وتضاءل في فترة إدارته للمنظمة عدد العاملين في المكتب الرئيس في جنيف بينما زاد عدد العاملين قريبا من المناطق الساخنة، ما أسهم في تحسين الأداء.
وتوجه خلال فترة إدارته أكثر من مرة إلى الدول الأكثر ثراء مناشدا إياها بعمل المزيد من أجل مساعدة اللاجئين الذين يفرون من مناطق النزاع.
وصوت أعضاء مجلس الأمن الدولي بالإجماع على ترشيح غوتيريس لتولي منصب الأمين العام خلفا لبان كي مون.
واختير رسميا لشغل المنصب بدءا من كانون الثاني/ يناير الماضي.