كشفت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية عن أزمة
الاتحاد الأوروبي المتفاقمة، مشيرة في مقال لها، الجمعة، إلى أن هذه ليست السنة الأولى التي تتفاقم فيها أزمة الاتحاد الأوروبي.
وأكدت الصحيفة أن السياسيين والخبراء لا يستبعدون تفككه، فـ"الديون، والهجرة، والانكماش، والبطالة..." تتحول إلى أزمة ثقة وتقوض دعائم المجتمع، كما تترك آثارها سياسة العقوبات، التي تلحق الضرر بالاتحاد.
وشددت على أن المخاوف تتزايد بنحو ملموس في الدوائر السياسية والتجارية والعلمية الألمانية على مصيرها، باعتبار أن هذه المؤسسات هي نواة الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو. وأن خط الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه أوروبا، العصي على التكهن، هو أحد الدوافع إلى ذلك.
وبينت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن ما يثير القلق أكثر، هو الانتخابات البرلمانية، التي ستُجرى يوم 15 مارس/ آذار في هولندا، والانتخابات الرئاسية في نيسان/ أبريل – أيار/ مايو المقبلين في فرنسا، ولا سيما أن أمزجة التشكيك في الوحدة الأوروبية قد أصبحت قوية في هذين البلدين.
واعتبرت عدم استبعاد الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، في مقابلته مع صحيفة "التايمز" اللندنية، خروج أعضاء آخرين على أثر بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لم يكن زلة لسان.
وأكدت الصحيفة الروسية أن هناك حدثين محددين بالذات، يقلقان السياسة الأوروبية، وقد يخرجان الأسواق المالية عن مسارها، ويقوضان
الاقتصاد. والحديث يدور هنا في المقام الأول عن الانتخابات البرلمانية قريبا في هولندا، والتي يحتمل بنتيجتها، بحسب التنبؤات كافة، أن ينال فيها المشككون في أوروبا، بزعامة اليميني الشعبوي "خِيرت فيلدرز"، الكتلة الأقوى في البرلمان، والذي يريد استعادة السلطة على الميزانية من بروكسل وإقامة الغيلدر السابق، والدعوة ليس فقط إلى الخروج من منطقة اليورو، بل وأيضا من الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت أن زعيمة "الجبهة الوطنية" المرشحة الرئاسية مارين لوبان تسعى لتحقيق برنامج مماثل في فرنسا. وقد قالت لوبان لصحيفة "لوموند": "بعد ستة أشهر من انتخابي، سوف أنظم استفتاء على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي". ولكنها قبل ذلك، تعتزم إعادة الصلاحيات لباريس في مجالات الميزانية والعملات، التشريعات القانونية والهجرة. وفي حال الفشل في تحقيق ذلك، فإنها سوف تدعو إلى الخروج من الاتحاد.
وأفصحت الصحيفة الروسية على أن التوقعات تشير إلى أن لوبان ستفوز بثقة في الجولة الانتخابية الأولى يوم 23 نيسان/ أبريل المقبل. أما فيما يتعلق بالجولة الانتخابية الثانية يوم 7 أيار/ مايو، فإن الصحيفة الألمانية "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" أعربت عن الأمل في أن يتغلب المرشح المستقل إيمانويل ماكرون على لوبان؛ ولكن، وبما أن التنبؤات فشلت بشأن "بريكزيت" أولا، والانتخابات الرئاسية الأمريكية ثانيا، لهذا، لا يستبعد المحللان الألمانيان في "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" نهائيا خيار فوز مارين لوبان.
ووصف رئيس معهد ميونيخ "Ifo" كليمنس فويست احتمال خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي بـ"سيناريو الرعب" لا أقل ولا أكثر. إذ إن خروجها من الاتحاد النقدي، برأي الخبير الاقتصادي، يعني "نهاية منطقة اليورو"، والعودة مرة أخرى إلى العملات الوطنية، والتي سيكون معظمها ضعيفا، أمام جبروت المارك الألماني.
وحذر كبير الاقتصاديين في مصرف "كوميرتسبنك" (الألماني) يورغ كرامر من أن "حل الاتحاد النقدي سوف يشكل صدمة من شأنها خلق حالة من الفوضى الاقتصادية، حتى في ألمانيا".
ونصح الخبير كليمنس فويست باتخاذ إجراءات وقائية، قائلا: "إذا فازت لوبان يوم الأحد، فبدءا من يوم الاثنين يجب وضع رقابة على حركة تنقل رؤوس المال في أوروبا"، وذلك للحيلولة دون انهيار الأسواق المالية.
وأشارت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى أن رئيس معهد كيل (الألماني) للاقتصاد العالمي "دينيس سنوفر" أبدى قلقه إزاء العواقب السياسية، ويعتقد أنه حتى لو بقيت فرنسا في الاتحاد الأوروبي بعد انتصار لوبان، فإن "المحور الألماني–الفرنسي سوف يتقوض، وستعزز سياسة الحمائية".