قالت مجلة "إيكونوميست" إن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب يساعد
الملالي الإيرانيين، ويوحد الطبقة المتوسطة خلفهم.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن "الشعار المعروف (الموت لأمريكا) خفت قليلا في السنوات الأخيرة، ولم تعد الجماهير الحماسية موجودة بالحجم الذي كانت عليه منذ بداية الثورة، وهناك من صار يحمل العلم الأمريكي، ليس من أجل تقريع العم سام، بل لإفراحه".
وتستدرك المجلة بأن "الشكر يعود لدونالد ترامب بأن تكون المسيرة، التي ستحتفل بذكرى الثورة الإسلامية في 10 شباط/ فبراير في طهران بتظاهرات كبيرة، حيث أغضبت تغريدات ترامب حتى الطبقة المتوسطة العلمانية، وفرض الرئيس الجديد عقوبات جديدة، وأصدر أمرا تنفيذيا يمنع الإيرانيين من دخول أمريكا، (مع أن المحاكم علقت العمل به)".
ويفيد التقرير بأن "المتشددين بدورهم حذروا قائلين إن أمريكا تستهدف الشعب الإيراني، وليس فقط النظام، وقالوا إنهم كانوا محقين بأنه كان على حكومتهم ألا تثق بأمريكا".
وتلفت المجلة إلى ما قاله المرشد الأعلى للثورة آية الله علي خامنئي ساخرا: "شكرا لك، سيد ترامب فقد أظهرت الوجه الحقيقي لأمريكا"، وذلك في خطاب ألقاه في ذكرى الثورة.
وينوه التقرير إلى أنه "حتى الإصلاحيين الذين فككوا المشروع النووي، وقدموا مواد انشطارية كافية لبناء عشر قنابل ذرية، يشعرون بالخيانة، فلم يعد وزير الخارجية جواد ظريف، الذي تفاوض مع القوى الست وعلى مدى ستة أشهر، باسما، وقال إنه متذمر، وحتى الرئيس السابق الذي حاول بناء جسور مع الغرب محمد خاتمي، دعا الإصلاحيين إلى الانضمام للمتشددين وشجب أمريكا".
وتعتقد المجلة أن "هذا الغضب سيظهر في الحملات الرئاسية المقرر عقدها في أيار/ مايو، فالرئيس حسن
روحاني الذي توقع أن تتقوى حظوظه من هذا الاتفاق وهو يحاول الحصول على ولاية ثانية، وساعد تخفيف العقوبات عن إيران في نمو اقتصاد إيران بنسبة 4% عام 2016، ويتوقع صندوق النقد الدولي النمو هذا العام بنسبة 6%، إلا أن خطاب ترامب أخاف المستثمرين المحتملين، خاصة الشركات الكبرى، التي كانت متحمسة للفرص التي تمنحها السوق الإيرانية لهم، وقال مسؤول بريطاني انتقل إلى قطاع الأعمال: (انتهى الاندفاع للبحث عن الذهب)، ويقول معارضو روحاني إنه فشل في الوفاء بوعوده".
ويفيد التقرير بأن "المتشددين لم يتفقوا بعد على اختيار مرشحهم الذي سينافس روحاني، وهناك فكرة لترشيح مرزي وحيد داستجردي، أول وزيرة إيرانية؛ لتحشد الصوت النسائي لصالح المتشددين، ويبدو أن المتشددين يميلون نحو رجل عسكري، ويقول مصدر مقرب من سليماني: (لو رشح قاسم سليماني نفسه فإنه سيفوز)، في إشارة إلى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الذي أدى دورا في كل من العراق وسوريا".
وتعلق المجلة قائلة إنه "دون رئيس محافظ، فإن المتشددين يقومون باستعراض عضلاتهم، حيث منعت السلطات هذا العام عشرة أفلام محلية كانت ستعرض في مهرجان (فجر) الذي تقدم فيه السينما الإيرانية آخر إنجازاتها، ومنها فيلم استبدل فيه المخرج الحجاب بباروكة، وقال أحد المنظمين إن مظهر النساء في الفيلم أنثوي، وكان حسن روحاني في المرات السابقة قادرا على رفع الحظر، أما هذه المرة فكان عليه أن يطلب مجلس حماية النظام، وهو المجلس الذي يقوم بالنظر في طلبات المرشحين للبرلمان".
ويتساءل التقرير فيما إن كانت العلاقات الأمريكية الإيرانية في تراجع، ويجيب قائلا إن "البعض في حاشية ترامب لم يتعاملوا مع اختبارات الصواريخ الباليستية على أنها تحد محلي، لكنها استعراض للقوة الإيرانية في المنطقة، ويريد فريق ترامب مساعدة الدول العربية وإسرائيل، ووضع إيران في مكانها مرة ثانية".
وتورد المجلة أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، وقائد القوات الأمريكية السابق في الشرق الأوسط، لم ينس أن المليشيات المدعومة من إيران قتلت الكثير من الأمريكيين في العراق، مشيرة إلى قول قيادي سني عراقي، يدعى خميس خنجر: "نوافق ترامب بأن الاتفاق النووي أعطى إيران الضوء الأخضر لأن تفعل ما تريد في المنطقة".
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالقول إن "دولا، بينها بريطانيا، ترى أن موقفا متشددا من إيران سيؤدي إلى زيادة جرأة المتشددين، وتبدو عقوبات ترامب الأخيرة رمزية، ولم تطل سوى 25 شخصا وشركة، ولم يتأثر الاتفاق النووي، وفي الوقت الحالي فإن الحرب في طورها الكلامي فقط".