كشف المفكر الإسلامي والبرلماني السوري السابق
محمد حبش، في حديث خاص لـ"
عربي21"، عن مبادرة جديدة يقوم بها عدد من السوريين في الداخل والخارج، تقضي بعودة
لاجئين سوريين راغبين بالعودة إلى مدنهم وبلداتهم الهادئة في ضواحي مدينة
دمشق.
وقال حبش وهو منسق المبادرة: إن "المبادرة تبحث في تسهيل عودة البسطاء من السوريين الراغبين بالعودة إلى منازلهم الواقعة تحت سيطرة النظام، بعد أن ذاقوا ما يكفي من مرارة اللجوء في
لبنان"، وأضاف: "لكن الخوف من الاعتقال يحول دون عودة هؤلاء".
وعن الضمانات بعدم تعرض النظام وأجهزته الأمنية لهؤلاء اللاجئين، أكد حبش أنه بحث مع مسؤولين من نظام الأسد الضمانات، مبينا أن الأخير طلب تقديم قوائم بأسماء من يرغب بالعودة، قبل دخول اللاجئين إلى الأراضي السورية.
وقال: "ننتظر منهم الموافقة على القوائم التي وصلتهم، ولن يصدقهم أحد في حال الاخلال بما تم الاتفاق عليه، ولدينا قناعة بأن النظام يريد نجاح هذه الخطة، ونحن نأمل نجاحها لأن المستفيد منها هو الشعب السوري".
وفيما رفض حبش وصف الاتفاق بـ"الرسمي"، قال: "ننتظر موافقة النظام على القوائم، وسيتم الحصول على ضمانات روسية بعدم تعرض اللاجيئن للأذى، وسوف يتم مشاركة الأمم المتحدة كطرف ضامن أيضا".
وأضاف، أن العودة تخص كل المدن والبلدات المحيطة بدمشق، التي تتوفر فيها مقومات الحياة، والنظام يعرض استقبال اللاجئين من الحدود وتوزيعهم من ثم على مراكز مخصصة للاستيعاب، ونحن هنا نعتمد على النوايا الطيبة لبعض المسؤولين في النظام السوري.
وفي هذا الصدد تساءل: "نحن نعلم أن النظام لم يتورع عن اعتقال الناس منذ بداية الثورة، لكن ما هو المطلوب، هل المطلوب أن نبقى متفرجين على معاناة شعبنا؟".
وردا على سؤال "
عربي21" حول عدم تطرق المبادرة إلى أمور يعتبرها البعض أولوية مثل فك الحصار عن البلدات التي تتعرض للحصار، أو العمل على إطلاق سراح المعتقلين لدى نظام الأسد، قال حبش: "نتمنى ذلك، وهي مطالب أساسية، لكن ليست لدينا القدرة للضغط على النظام لتنفيذ هذه المطالب المحقة والعادلة، وهذا شأن التفاوض السياسي الذي تستطيع الأطراف العسكرية المعارضة التي تمتلك أوراق ضغط على النظام طرحه، أما مبادرتنا فتبحث في شق إنساني آخر بعيد عن السياسة".
ويعتبر حبش أن المصلحة في عودة اللاجئين ستكون في صالح الدولة السورية، وليست في صالح "الصقور" في النظام، الذين يريدون الشر والأذى بالناس، وأيضا ليست في مصلحة كثر من المعارضة، الذين سيرون في المبادرة طعنا بالثورة، كما قال.
ومضى بالقول: "المبادرة تصب في صالح الفقراء أولا، وفيما بعد ليستفيد منها من يستفيد سواء في النظام أو المعارضة، والنظام الذي ارتكب كل هذه الفظائع بشعبه، لم تعد كل مبادرات العالم قادرة على تجميله".
وختم حبش مجددا موقفه الرافض للعسكرة، والمقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ اندلاعها، بقوله: لا نؤمن بالحل العسكري، لأنه جلب على رأسنا الويلات، لقد بدأت الثورة سلمية حتى ظهر تيار متطرف في الجانبين، دفع الناس إلى العنف، محملاً النظام المسؤولية الأكبر، وراء ما آلت إليه الأمور في
سوريا.