نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا لمديرة منظمة "
أمنستي إنترناشونال" كاتي ألان، تساءلت فيه عما يمكن أن نكشفه عن جرائم رئيس النظام السوري بشار
الأسد، بعد التقرير الذي نشرته المنظمة يوم الثلاثاء، تحت عنوان "مسلخ بشري: شنق جماعي وإبادة" في سجن
صديانا، سيئ السمعة.
وتقول الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "
عربي21"، إن ما كشفه التقرير يستعصي على الوصف، لكن الجرائم مرعبة وحقيقية، واصفة فظائع النظام، التي تضم تسوية البنايات بالتراب، والحصارات، والهجمات الكيماوية، وتقول إن منظمتها كشفت عن "برنامج إبادة" في أحد سجون النظام العسكرية، الذي كان يقتل فيه ما بين 20 إلى 50 شخصا في الليلة.
وتضيف ألان أن "الصور والشهادات مثل مشاهدة فيلم رعب فظيع يستعصي على الوصف، تمنيت لو لم تحدث، لكنني جلست وتحدثت مع أحد ضحايا صديانا الناجين، وأعرف أنها حقيقية ومرعبة، حيث جمعت (أمنستي) شهادات من 31 معتقلا سابقا في صديانا، بالإضافة إلى حرس سابقين، ونعتقد أن ما بين 5 آلاف إلى 13 ألفا شنقوا في السجن، منذ بداية الثورة ضد الأسد، وربما أكثر".
وتشير الكاتبة إلى أنه بالإضافة إلى مشاهد الموت، فإن المعتقلين السابقين وصفوا الضرب السادي، والتجويع، والأمراض، وقالوا إن مسؤولي السجن غالبا ما كانوا يقطعون الطعام والمياه عن المعتقلين، وكانوا يمنعون المعتقلين من إصدار صوت، أو التحدث، ولا حتى الهمس أثناء جلسات
التعذيب.
وخصصت "الغارديان" افتتاحيتها لموضوع التقرير، حيث قالت إن وحشية النظام فاجأت حتى السوريين، الذين اعتقدوا أنهم شاهدوا الأسوأ، مشيرة إلى أنه ورد في شهادة سجين سابق قوله: "في كل مرحلة تكتشف أن المرحلة التي انتهت أفضل من القادمة، وتبدأ بالقلق حول المرحلة المقبلة".
وتلفت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها المنظمة الدولية تقريرا عن السجن سيئ السمعة، الذي وصفه سجين آخر نجا منه بأنه "أسوأ بقعة على وجه الأرض".
وتنوه الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، إلى أن التقرير يكشف عن حجم الخسارة البشرية في السجون خلال الخمس سنوات الماضية من الحرب الأهلية، مشيرة إلى أنه لا يوجد هناك سبب يدعو إلى الاعتقاد بأن هذه الممارسات قد توقفت بعدما لم يعد للمخبرين الذين تعاونت معهم منظمة "أمنستي" قادرين على الاتصال داخل السجن.
وبحسب الصحيفة، فإن الإعدامات جرت بعد محاكمات سريعة لم تستغرق سوى دقائق معدودة، ودون وجود محامين، وقامت على اعترافات "تم انتزاعها" تحت وطأة التعذيب.
وتعتقد الافتتاحية أن تقرير المنظمة الحقوقية يعد بمثابة تقريع للدول الثرية التي تتعامل مع المهاجرين السوريين على أنهم تهديد.
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إن "محاكمة الأسد في النهاية تظل احتمالا بعيدا، لكنها ضرورية لسببين؛ فضحاياه في صديانا وغيره يستحقون العدالة، أما الثاني فيجب ردع الديكتاتوريين في المستقبل عن ارتكاب الجرائم".