يسود توتر شديد في السجون الإسرائيلية؛ عقب عمليات اقتحام شبه يومية لها، واعتداءات إسرائيلية بحق
الأسرى الفلسطينيين، نتج عنها قيام أسيرين ينتميان لحركة حماس بطعن شرطيين إسرائيليين داخل سجني "نفحة" و"النقب" الصحراوي.
وأفاد موقع "وللا" العبري، بأن سلطات الاحتلال "تحقق وتفحص في إمكانية وجود تنسيق بين الهجومين؛ عن طريق الهاتف المحمول، أو عن طريق الزيارات العائلية للأسرى"، مبينا أن "إصابة الشرطيين طفيفة، وتم نقل منفذي الهجومين إلى العزل".
وقال الموقع الإسرائيلي إن الوقت بين وقوع الهجومين في سجني "نفحة" و"النقب" هو "بضع دقائق، "ما يزيد الشك في أن هناك تنسيقا بين المهاجمين الذين ينتمون لحركة حماس".
وأكد "وللا" أن السلطات الإسرائيلية ستعمل "خلال الساعات القليلة القادمة على اتخاذ سياسة متشددة جدا ضد أسرى حماس في أعقاب عمليتي
الطعن، وسيتم تنفيذ سلسلة من التدابير في السجون".
بدورها؛ حمّلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم، حكومة الاحتلال الإسرائيلي "المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات العمليات القمعية المتواصلة، والتصعيد الهمجي الخطير الذي تقوم به مصلحة السجون ووحداتها القمعية بحق أسرانا البواسل داخل السجون".
خطوات تصعيدية
وقال برهوم في تصريح وصل "
عربي21" نسخة منه، إن "ما يجري في سجني نفحة والنقب من انتهاكات وإهانات وتنكيل وجرائم يومية وعمليات انتقامية بحق الأسرى؛ يأتي مباشرة بعد إقرار حكومة الاحتلال سلسلة خطوات تصعيدية تجاه الأسرى وعوائلهم".
وأكد برهوم أن "ما قام به الأسير البطل خالد السيلاوي (منفذ
عملية الطعن في سجن نفحة) والأسير البطل أحمد عامر نصار (منفذ عملية الطعن في سجن النقب) هو عمل بطولي شجاع، ودفاع عن النفس، ويأتي ردا على كل عمليات الإذلال والانتهاكات المستمرة بحق الأسرى".
وحذر الناطق باسم
حركة حماس من "استمرار السياسات الإرهابية القمعية لسلطات الاحتلال بحق الأسرى"، مطالبا كافة الفصائل الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني بـ"تشكيل حالة إسناد عاجلة وقوية وفاعلة لانتفاضة السجون، وبكل الأشكال والأساليب والأدوات، والتحرك في كل الاتجاهات لتعزيز صمود الأسرى، وإجبار حكومة الاحتلال على احترام حقوقهم، ووقف أي انتهاكات بحقهم".
وتابع برهوم: "كما ندعو كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التحرك الفوري والعاجل من أجل حماية الأسرى، ووضع حد للجرائم الإسرائيلية اليومية المتواصلة بحقهم".
نصرة الأسرى
من جهته؛ أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، داود شهاب، أن "عمليتي الطعن التي قام بها أسيران داخل سجون الاحتلال؛ رد مشروع، ودفاع عن النفس أمام إجرام مصلحة السجون الإسرائيلية، وما تمارسه من إرهاب ضد الأسرى العزل".
وأضاف في تصريح له وصل "
عربي21" نسخة منه: "إننا نقف مع إخواننا الأسرى، وندعم نضالهم المشروع، وواجبنا جميعا أن لا نسمح للاحتلال بأن يستفرد بهم".
وشدد شهاب على أن "نصرة الأسرى وإسنادهم واجب وحق، وعلينا أن نثبت مرة أخرى أننا لن نخذل أسرانا"، مطالبا جميع أبناء الشعب الفلسطيني بـ"التظاهر والنزول إلى نقاط التماس والطرق، ومواجهة الاحتلال والمستوطنين، ردا على إرهابهم وجرائمهم ضد أسرانا في سجون الاحتلال".
من جانبه؛ قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الأسير المحرر عبد الناصر فروانة، إن ما حدث في سجن "نفحة" من اقتحام واعتداء لقوات الاحتلال على الأسرى "لم يكن بمعزل عن ما سبقه من أحداث وإجراءات واعتداءات اقترفتها إدارة السجون بحق الأسرى الفلسطينيين".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "ما حصل في سجني نفحة والنقب؛ يندرج في سياق التصعيد الخطير من قبل الاحتلال"، مؤكدا أن "ما يجري هو انعكاس لتوجيهات وقرارات المستوى السياسي والأمني المنسجمة مع القوانين التي أقر بعضها الكنيست الإسرائيلي مؤخرا".
وحذر من خطورة "الاقتحامات المعتمدة على القوة الكبيرة من قبل قوات الاحتلال"، معتبرا أن ما قام به الأسرى هو "نتيجة مباشرة، ورد فعل طبيعي على اعتداءات الاحتلال الوحشية بحقهم".
وتوقع فروانة أن تؤدي سياسات الاحتلال القمعية بحق الأسرى إلى "تكرار عمليات الطعن"، مشيرا إلى أن "هناك حراكا يجري بين الأسرى؛ ربما يقود لاتخاذ خطوات جماعية للرد على إدارات السجون وإجراءاتها القمعية".