رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو ليس فقط معجبا بسياسات دونالد
ترامب، بل إنه بدأ يتصرف مثله على "
تويتر".
وعلى مدار العام المنصرم، لجأ نتنياهو وبشكل متزايد إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر تصريحات سياسية، وأيضا للسخرية من وسائل الإعلام الإسرائيلية؛ بسبب ما تنشره عنه من تقارير.
وقال نتنياهو لوسائل الإعلام الأجنبية خلال لقاء الشهر الماضي "إنه لأمر ممتع. أنا استمتع بذلك". وفي حين أنه يؤيد تماما حرية الصحافة والحق في الانتقاد، إلا أنه أضاف قائلا: "هل سمعتم؟ يجب أن تكون لدينا الحرية لانتقادهم، وهذا ما أفعله في كل مناسبة. هذا شيء ممتع بشكل كبير".
وفي الأسابيع القليلة الماضية قبيل تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني/ يناير، وفي الأيام التي أعقبت ذلك، اتخذت بعض تدوينات نتنياهو هيئة تصريحات ترامب ذاتها، وبشكل واضح تماما.
وقال نتنياهو في تغريدة على "تويتر" في 28 كانون الثاني/ يناير: "الرئيس ترامب على حق. أنا شيدت جدارا على حدود إسرائيل الجنوبية. منع كل أشكال الهجرة غير الشرعية حقق نجاحا كبيرا. فكرة رائعة"، وأرفق بالتغريدة صورا للعلمين الإسرائيلي والأمريكي جنبا إلى جنب.
وأعاد ترامب نشر التغريدة لمتابعيه، الذين يبلغ عددهم 23 مليونا، ما جعلها تلقى اهتماما أكثر مما تلقاه في العادة تغريدات نتنياهو: 53 ألف إعادة لنشر التغريدة، وأكثر من 100 ألف إعجاب.
وزاد وجود نتنياهو على "تويتر" و"فيسبوك" منذ أن عين متحدثا جديدا باسمه يتقن الإنجليزية في أوائل 2016، وهو ديفيد كييز، أمريكي المولد، الذي له خلفية في حملات الفيديو عبر الإنترنت.
وقال كييز الشهر الماضي: "هو يتحدث مباشرة للأشخاص، ويستطيع أن يتجاوز الإعلام التقليدي المنحاز بشكل كبير في أغلب الأحيان.. استخدام رئيس الوزراء المبتكر لوسائل التواصل الاجتماعي يجعل إسرائيل منفتحة ومفهومة لدى عدد لا يحصى من الأشخاص حول العالم".
واختار رئيس الوزراء، البالغ من العمر 67 عاما، توباز لاك لشغل منصب مدير استراتيجية الإعلام الاجتماعي.
وكان نتنياهو المنتمي للجناح اليميني يحلم بوجود جمهوري في البيت الأبيض على مدى فتراته الأربع في المنصب، بما في ذلك ثلاث سنوات صعبة مع بيل كلينتون، وثماني سنوات من الجدال مع باراك أوباما. وفي نهاية رئاسة أوباما، استخدم نتنياهو تويتر لاتهام الرئيس الأمريكي السابق بأنه ساند سرا قرارا للأمم المتحدة مناهضا لإسرائيل.
ووعد ترامب بانتهاج سياسات كان نتنياهو يصبو إليها منذ وقت طويل، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإعادة النظر في الاتفاق النووي مع إيران، وغض الطرف عندما تشيد إسرائيل المزيد من المستوطنات. وسيجتمع الزعيمان في واشنطن في 15 شباط/ فبراير.
مشكلات
يقول منتقدو نتنياهو إن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تسبب مشكلات عندما يساء فهم التدوينات.
وفيما يتعلق بتغريدته عن ترامب والجدران، فإنها أثارت احتجاجا رسميا من الحكومة المكسيكية، التي رأت أن نتنياهو ينحاز إلى طرف في قضية ثنائية؛ من خلال دعمه لخطة ترامب لبناء جدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وقال نتنياهو إنه لا يعلق على العلاقات الأمريكية المكسيكية أو الحكمة من وراء جدار ترامب، لكن يرد ببساطة على تعليقات ترامب التي أثنت على الجدران التي شيدتها إسرائيل.
وربما كان ترامب يشير إلى الجدار العازل المشيد من الخرسانة والحديد، الذي أقامته إسرائيل على امتداد الضفة الغربية المحتلة وداخلها، الذي ترفض إسرائيل وصفه بهذا الاسم على الإطلاق، فيما يعتبره الفلسطينيون استيلاء على أراض بشكل غير مشروع.
والجدار الذي تباهى به نتنياهو في تغريدته هو جدار أصغر وأقل إثارة للجدل، ومشيد من الحديد، على الحدود مع مصر، ويستهدف إلى حد كبير منع دخول المهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا.
لكن أيا كان مصدر سوء الفهم، فإن نتنياهو يعرف من الذي يستحق اللوم.
وقال بالعبرية قبل الاستشهاد بواحدة من عبارات ترامب المفضلة: "الإعلام اليساري منهمك في ملاحقة بلشفية، وفي عملية غسيل مخ واغتيال للشخصية ضدي أنا وعائلتي".
وأضاف قائلا: "يحدث ذلك في النهار والليل. إنهم ينتجون عنا طوفانا -ولا توجد كلمة أخرى تعبر عن ذلك- طوفانا من الأخبار الكاذبة".