هناك من استدعى بول لاينبارجر من مرقده ليضع خطة دعائية. لكن يبدو أنهم أخطؤوا العنوان أو (استرخصوا) فجاؤوا بنسخة تايواني رديئة التقليد.
وبول لاينبارجر هذا يوصف بأنه أخطر خبراء الدعاية في عصره وكان يعمل لحساب المخابرات الأمريكية وجرى استدعاؤه لوضع خطة دعاية لعبد الناصر الذي خرج من انقلابه على محمد نجيب فاقدا للشعبية مكروها من الجميع، فرتب لعبد الناصر حادثة المنشية التي خلق بها شعبية وهمية واستفاد منها في الانقضاض على الإخوان المسلمين.
ظهر قذافي مصر في الذكرى السادسة للثورة في أقصى جنوب البلاد على ظهر حنطور مع انتصار، في مشهد ربما سولت له نفسه أن يظهر به كما لو كان سدد ضربة قاضية للثورة. دعك من كوميدية المشهد الذي يجعلك تستحضر عشرات المشاهد من الأفلام المصرية، ودعك من الرسالة البائسة التي حاول توصيلها من خلال اصطحابه لانتصار، ليبدو كما لو كان رجل أسرة بعد كلمته عن الطلاق وحقوق المرأة بأيام.
المشهد نفسه يحتشد بدلالات فضائحية لا تخفى على أحد،ـ فتعمده الظهور في ذكرى الثورة يكشف بوضوح أنه يضع نفسه في خانة العداء المباشر مع الثورة كما عبر عن ذلك قبل يومين حين قال إن الثورة مؤامرة، إلا أن ركبتيه لم تتمكنا من حمله إلى مكان مزدحم في وسط القاهرة مثلا واختار بدلا من ذلك شارعا خاليا في أقصى جنوب مصر، أمام فندق عسكري يقع في مواجهة منطقة عسكرية كما روى لي بعض أهل أسوان، ولولا الملامة لسافر إلى أي عاصمة بعيدة ليحضر مؤتمرا عن الحفاظ على قواقع البحر.
صورة الحنطور الاستاتيكي الواقف في مكانه، التي أراد أن يظهر بها منتصرا على الثورة، أعادت تأكيد ذعره من الثورة.
يضحكني كثيرا أن أتصور طاقم الدعاية الذي وضع خطة (حادثة الحنطور) وأشرف على تنفيذها. فلابد أنهم استحضروا أجواء محسن ممتاز في ذلك المسلسل الكوميدي، ولابد أن صاحب الخطة شرد بخياله ليتصور الأوسمة التي سيحصل عليها.
يضحكني كثيرا هؤلاء المساكين وأشفق عليهم، فهم كمن يحاول تحويل التراب إلى ذهب. يعملون بلا أمل في محاولة لتلميع صاحب الحنطور. كان هذا ممكنا مع عبد الناصر في عصر كان الإعلام فيه هو الصحافة والإذاعة فقط، وبالمناسبة كان رأي رئيس الوزراء الأسترالي في عبد الناصر أنه (أخرق)، تماما كما وصفت الصحافة الإيطالية قذافي مصر، لكن خبراء الدعاية استطاعوا تمريره وإقناع الشعب أنه زعيم. أما الآن، فالأمر أكبر من قدرات كل خبراء الدعاية، فالحناطير تظل حناطير ولا تتحول لسيارات رولز رويس لمجرد أن البعض يتمنى هذا.
في شوارع القاهرة، في أثناء دراستي كنت أرى البعض يضعون ملصق مرسيدس على السيارات الـ128 القديمة. لكن الـ128 لا تنجح في التحول إلى مرسيدس لمجرد أن هناك من وضع عليها ملصق مرسيدس، ربما عبر هذا عن طموح صاحب السيارة في ان تكبر سيارته لتصير مرسيدس قد الدنيا والطموح مطلوب دون شك، ولكنه لا يحول السيارات القديمة إلى مرسيدس. من ناحية أخرى بعيدا عن فكرة الحنطور التي يبدو أن خبير الدعاية الفذ اقتبسها من أغنية (الجوز الخيل والعربية)، فالمشهد نفسه كان فقيرا وينقصه الكثير من اللمسات، فغاب عنه المجندون في ثياب مدنية. وربما رفض القذافي فكرة وجود المجندين. كما غاب عنصر الذرة والترمس، وهو ما كان سيضفي جوا محببا على المشهد كله.
في مصر نقول (إيش تعمل الماشطة في الوش العكر) وهو مثل شعبي محبب، ربما عبر عن ورطة خبراء الدعاية البؤساء الذين يُطلب منهم أفكار لإضفاء الشعبية على قذافي انقلاب مصر، ولذلك فأنا أنصح خبير الدعاية صاحب خطة الحنطور أن يحصل على (إجازة دون مرتب)، ليفتتح مشروع عربة بطاطا على البحيرات العظمى في ميتشيجن، حتى ينتهي الانقلاب.
هاكذا فرعن فرعون ويا ليته ينظر في المرأه بعيون الشعب ليتوقع المستقبل وكذاك سحرته ممن يلصق بهم اسم اعلام وحرس
المستر الذهبي
السبت، 28-01-201709:25 م
لقد فرغت جعبتهم ، وأطفأ الله نور أباصرهم كما أطفأ نور بصيرتهم
أبوبكر إمام
السبت، 28-01-201707:37 م
شئنا أم أبينا ، نجح السيسي في تنفيذ ما جاء لأجله ، وسواء أكان ذلك من بنات تفكيره وتخطيطه أم إيحاءات وإملاءات من جهات نافذة معادية فى الداخل والخارج ، ولكن { ذلك الشعب الذى آتاه نصرا ***هو بالسبة من نيرون أحرى } هذا الشعب الذي ذاق من جبروت فاروق وعبد الناصر والسادات ومبارك حتى جاء السيسي يتمم مشروع أسلافه ، ثم لم تجده – أي الشعب - قد وقف على خطة يفتك بها حريته وكرامته ، تُرى أين يكمن الخلل ، فعهدنا بهذا الشعب أصيل كريم لا يرضى الدنية في دينه ولا الذل في دنياه ، فما الذي أصابه ؟ اليوم لا يحسن أن يضطجع الناس على فرش التشكي ، عليهم أن يصلوا إلى الداء الذى تركهم تحت نار هذا الجبروت فيتداووا منه ، دعنا من أن السيسي ركب على الحنطور أم طار فوق عصفور ..؟
واحد من الناس .... التجنيد خدمة لمصر مش خدمة لواحد عرص
السبت، 28-01-201709:59 ص
.... البلح زعل
مصري
السبت، 28-01-201708:01 ص
مع الأسف شعب مصر في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي هو نفس الشعب الأن لم يتغير وهذا بفضل الجهل المطبق الذي خطط له العسكر الأوباش منذ 1952 وبنصيحة من الصهاينه والأمريكان .