ذكر موقع "بازفيد" أن المعهد البحثي "بوليسي إكسجينغ" أصدر اليوم
التقرير الذي كانت تعمل عليه النائبة العمالية
جو كوكس قبل مقتلها في حزيران/ يونيو .
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أن تقرير كوكس كان يدعو
بريطانيا إلى التدخل في النزاعات الداخلية، وعدم تبني رؤية انعزالية، ولأن تكون جاهزة للتدخل في النزاعات الخارجية، رغم التجربة الكارثية في حرب
العراق عام 2013.
ويورد الموقع نقلا عن كوكس قولها في التقرير إن "تجنب ردة الفعل بالانعزال والسلمية المفرطة ومعاداة التدخل" يهدد حياة المدنيين حول العالم والأمن الوطني البريطاني.
ويشير التقرير إلى أنه جاء في تقرير كوكس أن هناك أهمية للتعلم من دروس العراق وأفغانستان، إلا أنه من الخطأ "رفض التدخل أبدا مرة أخرى"، لافتا إلى التدخل الناجح في كوسوفو وسيراليون.
وينقل الموقع عن زوجها بريندان كوكس، قوله: "كانت جو مهتمة جدا في هذا العمل، وشعرت بعمق بأنه يجب على بريطانيا الوقوف مع المدنيين الذين تعرضوا لتهديد الحرب والإبادة، ولم يكن التزامها مجرد استعراض، لكنه جاء نتيجة لتجربتها ومقابلتها الناجين من حروب كوسوفو والبوسنة وراوندا والسودان".
ويلفت التقرير إلى أن كوكس قالت في تقريرها إن "الحديث عن (استراتيجية الخروج) و(النهاية) في كل مثال أعمى ناظرينا عن القصة الأوسع، وعزز الوهم بأن بريطانيا يمكنها تجنب التحديات الرئيسة التي تواجه أصدقاءنا وحلفاءنا"، وأضافت: "نحن مدينون للمشاركين ليتعاملوا مع كل حالة بناء على ظروفها، والتحليل الدقيق للحقائق، ولا يمكننا الوقوف جانبا في حالات ارتكبت فيها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وينوه الموقع إلى أن كوكس تستدرك قائلة بأن "إرسال جنود إلى دول ذات سيادة هو قرار خطير تضطر الحكومة لعمله، إلا أن الوقوف جانبا أمام النزاعات الحديثة قد يؤدي إلى خلق مخاطر جسيمة، من تحرك المواطنين نحو العنف الذي يتخمر في مناطق خارجة عن السيطرة"، وتضيف أن "عدم التحرك قد يؤدي إلى تداعيات ثانوية، وأقلها عدم استعدادنا للدفاع عن حلفائنا ومصالحنا".
ويفيد التقرير بأنه كان من المقرر إصدار تقرير كوكس في تموز/ يوليو 2016، ليتزامن مع تقرير لجنة تشيلكوت النهائي، التي حققت في ظروف حرب العراق والطريقة التي جر فيها رئيس الوزراء السابق توني بلير بريطانيا إلى حرب غير مبررة، إلا أن قاتلا متطرفا اسمه توماس ماير قتل النائبة قبل صدوره بشهر.
ويبين الموقع أنه تم الانتهاء من التقرير بجهود من صديقة كوكس النائبة العمالية أليسون ماكغفرن، والنائب المحافظ توم توغيندات، وبموافقة من زوجها بريندان، الذي قال إنه عثر على المسودة الأولى الأسبوع الماضي، حيث كتبت كوكس على الصفحة الأولى "على بريطانيا القيادة".
ويختم "بازفيد" تقريره بالإشارة إلى قول رئيس الوزراء السابق غوردون براون، الذي أعلن عن التقرير في وسط لندن، إن "جو كوكس قالت في خطابها الأخير في مجلس العموم (أحيانا كل ما يحتاجه الشر لكي ينتصر هو وقوف الرجال الطيبين مكتوفي الأيدي)، ولا شيء أهم من المسؤولية لكل الدولة لتحمي سكانها من الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي، ومسؤولية المجتمع الدولي للتحرك في حال لم تبد الدولة استعدادها لذلك، أو لم تكن قادرة على عمل هذا الأمر".