في أول اتصال بالرئيس الأمريكي الجديد دونالد
ترامب، حرص رئيس الانقلاب في مصر، عبدالفتاح
السيسي، على أن يكون أول مهنئيه، وفق تقارير إعلامية، بتوليه مهام منصبه، الجمعة، في تهنئة وجهها إليه، أكد فيها "التطلع للصداقة وتعزيز العلاقات الاستراتيجية"، وفق تعبير صحيفة "المصري اليوم"، السبت.
وألقى ترامب، أول خطاب له، كرئيس للولايات المتحدة، بعد تنصيبه خلفا لباراك أوباما، الجمعة، في إطار مراسم تنصيبه كرئيس خامس وأربعين للولايات المتحدة، وعد فيه بـ"توحيد العالم المتحضر ضد
الإرهاب الإسلامي المتطرف الذي سنزيله تماما من على وجه الأرض"، وفق وصفه.
ماذا قال السيسي في تهنئته؟
ومن جهته، تجاهل السيسي في تهنئته، إشارة ترامب إلى ذلك الإرهاب، الذي أشار مراقبون إلى أنه يربط الإرهاب بالإسلام، دونا عن بقية العقائد الأخرى كاليهودية والمسيحية مثلا، فضلا عن عقائد أخرى كالبوذية.
وفي المقابل تقدَّم السيسي في تهنئته، التي تمنى فيها للشعب الأمريكي الصديق، دوام الاستقرار والتقدم والرخاء، بخالص التهنئة للرئيس الأمريكي، معربا عن أطيب تمنياته له بالتوفيق والسداد في أداء مهامه، والاضطلاع بمسؤولياته؛ لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الأمريكي الصديق، متطلعا إلى توطيد أواصر الصداقة، وتعزيز العلاقة الإستراتيجية الخاصة التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية على كافة المستويات، وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، الجمعة.
وأكدت الرئاسة المصرية، أن مصر تتطلع إلى أن تشهد فترة رئاسة الرئيس ترامب انطلاقة جديدة لمسار العلاقات المصرية الأمريكية، تعود على الشعبين المصري والأمريكي بالمصلحة والمنفعة المشتركة، ويسودها التعاون والتشاور المثمر حول مختلف القضايا الإقليمية، من أجل تحقيق الاستقرار والسلام والتنمية في منطقة الشرق الأوسط المتخمة بالتحديات، بحسب البيان.
صحف مصرية: "بدأ عهد ترامب"
من جهتها، أبرزت الصحف المصرية، السبت، تنصيب ترامب، وتهنئة السيسي له.
وقالت صحيفة "الشروق": "بدأ عهد ترامب في أمريكا"، فيما قالت "الأهرام": "السيسي يهنئ ترامب ويتطلع إلى تعزيز العلاقات مع أمريكا"، مبرزة قوله: "سنقضي على "الإرهاب الإسلامي".
كما حرصت الصحف المصرية على الربط في تهنئة ترامب بين السيسي والعاهل السعودي، الملك سلمان، فقالت صحيفة "الوطن": "السيسي والملك سلمان يهنئان ترامب بتنصيبه: نتمنى الرخاء للشعب الأمريكي".
تحالف السيسي يتواجد بالتنصيب
وتواجد محمد العرابي، القيادي في "تحالف دعم مصر"، ظهير السيسي في البرلمان المصري، بالولايات المتحدة، في حفل التنصيب، على رأس وفد ممالئ للسيسي حمل اسم "وفد الدبلوماسية الشعبية".
وقال العرابي، في تصريحات نقلتها الصحف المصرية عنه السبت، إنه يتطلع لإجراء بعض المقابلات مع مسؤولي إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب، لتوظيف تلك اللحظة التي ما زالت فيها تلك الإدارة بمرحلة التكوين من أجل دعم التعاون بين البلدين، وبناء صورة إيجابية عن مصر لدى صانعي القرار داخلها، بالإضافة لإظهار اهتمام مصر بالعمل مع إدارة ترامب، بحسب قوله.
تقارب بين السيسي وترامب
ورأى مراقبون أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة ستتوثق بشكل كبير في ظل حكم السيسي، الذي يصبو إلى الاستفادة من الأفكار اليمينية المتطرفة للرئيس الأمريكي الجديد في محاربة "الإرهاب الإسلامي"، الذي يشاركه فيه السيسي الرأي.
وقال الباحث السياسي بكلية الدراسات الحربية بلندن، الدكتور عادل العدوي، في تصريحات له بقناة "إكسترا نيوز"، مساء الجمعة، إن ترامب أكد أن محاربة الإرهاب من أهم أولوياته خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه يوجد تقارب بين السيسي وترامب بشأن ملف مكافحة الإرهاب، وفق قوله.
بدء "عصر السيسي-ترامب"
وفي سياق متصل تحدثت وسائل إعلام عربية عن بدء "عصر السيسي–ترامب"، مشيرة إلى أن القاهرة وواشنطن على أعتاب انطلاقة جديدة من تطور العلاقات، وتصاعد التوقعات بتجاوز عقبات فترة أوباما.
ورصد مراقبون تطور العلاقات بين القاهرة وواشنطن، عقب نجاح الرئيس الأمريكي الجديد في الانتخابات أمام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ففي أيلول/ سبتمبر 2016، استقبل السيسي، بمقر إقامته في مدينة نيويورك، خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، دونالد ترامب، المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري آنذاك.
وصرح ترامب، عقب اللقاء، بأن مصر والولايات المتحدة لديهم عدو مشترك، مؤكدا أهمية العمل معًا من أجل التغلب على الإرهاب والتطرف.
وفي 9 تشرين الأول/ نوفمبر 2016، وعقب إعلان فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية، تقدم السيسي بخالص التهنئة له.
وفي اليوم ذاته، أجرى السيسىي اتصالا هاتفيا بدونالد ترامب، أعرب له عن خالص التهنئة بانتخابه رئيسًا جديدا للولايات المتحدة، فيما أعرب ترامب عن تطلعه للقاء السيسي "قريبا".
وفي 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضى، تلقى السيسي اتصالا من ترامب، تم التطرق خلاله إلى مستقبل العلاقات المصرية-الأمريكية بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مسؤولياتها بشكل رسمي.
وفي هذا الإطار تناول الاتصال مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن حول الاستيطان الإسرائيلي، إذ اتفق ترامب مع السيسي على "أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كل أبعاد القضية الفلسطينية"، وهو ما استخدمته الإدارة المصرية كذريعة لمحاولة منع التصويت على القرار الأممي الذي يرفض إقامة المستوطنات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة.