قالت مصادر أمنية تركية إن الشرطة التركية داهمت خلال عملية اعتقال منفذ عملية رأس السنة الجديدة في إسطنبول عددا من المنازل، حيث صادرت مبلغا من المال يصل إلى 197 دولارا أمريكيا إضافة إلى مسدسين ومخزن للرصاص.
وأوضح والي إسطنبول "واصب شاهين" أن أكثر من ألفي شرطي شاركوا في عملية القبض على المنفذ، حيث تم القبض على أكثر من 50 مشتبها به على خلفية العملية الدموية.
وأثارت عملية اعتقال منفذ الهجوم عددا من التساؤلات حول المعلومات التي قد يدلي بها للسلطات الأمنية، خصوصا أن المهاجم حي، ما يدفعها لمعرفة المزيد من خيوط العملية والخلايا النائمة كما قال المراقبون.
نجاح كبير
من جهته قال المحلل والكاتب التركي "أوكتاي يلماز" إن عملية إلقاء القبض على المنفذ حيا يعد نجاحا كبيرا بالنسبة للسلطات الأمنية التركية.
وأضاف يلماز في حديث مع "
عربي21" أن السلطات الآن تستطيع التعرف على ارتباطات الرجل وعلاقاته والجهات التي تقف خلفه، إضافة للكشف عن عمليات مماثلة قد يتم التخطيط لها وأخرى سابقة ذات ارتباط بها ويخليتها.
وأشار الكاتب التركي إن عدم الحصول على منفذ الهجوم حيا ربما كان سيؤدي لاستمرار العمليات بشكل أكبر، ومن أنها ستتعثر او لن تمر بسهولة مستقبلا على حد تعبيره.
واتهم الكاتب تنظيم "الدولة" الإسلامية بأنه يستثمر كل الفرص للهجوم على
تركيا في الداخل والخارج، وقال إنه لا يحتاج إلى تبرير أو سبب للهجوم عليها.
وقال أيضا :"التنظيم أعلن حربا على تركيا، ونتوقع أن يواصل هذه الحرب بمثل هذه الهجمات التي لن تكون سهلة، بسبب تفكيك الشرطة التركية لكثير من شبكات التنظيم في البلاد".
وأشار يلماز أيضا إلى عملية ضبط الحدود وإلى تحرير مدينة الباب السورية من التنظيم ما سيقطع الطريق أمام التنظيم لشن زيد من الهجمات.
عملية الـ16 يوما
من جهته قال صالح عياد، وهو صحفي ومختص في الشأن التركي إن ما أطلق عليها عملية الـ16 يوما _وهي الفترة التي قضاها المهاجم طليقا_ أدت للوصول للمهاجم، وجمع خيوط مهمة عن الخلايا النائمة.
وأوضح عياد في حديث مع "
عربي21" أن أكثر من 200 معتقل خلال هذه الأيام من مشتبه بعضويته أو على علاقة، وأضاف:" الوصول إلى هذا العدد الكبير يدل على أن تركيا كان فيها خلايا نائمة لم تستطع الوصول إلى سوريا بسبب التشديدات الأمنية على الحدود".
وحول انتشار معلومات وصول المهاجم إلى مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة شمال سوريا، توقع عياد أن هذه الإشاعات أطلقت من حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي لتضليل التحقيقات التي تقوم بها السلطات ، معتقدا ان من اسماهم بعناصر مؤيدة لتنظيم "الدولة" بالوقوف خلف هذه الشائعات.
وحول الإجراءات الأمنية التي فرضتها السلطات التركية عقب الهجوم الدموي، قال صالح إن الإجراءات أدت إلى حصار المتهم في إسطنبول وعدم هربه منها.
وأضاف:" الإجراءات الأمنية كانت عالية المستوى، وأجهزة الأمن كانت تمتلك خيوطا منذ اليوم الأول، وقامت بربطها ببعض، كما قامت بتحليل آلاف الساعات للوصول إلى المنفذ".
وكان والي إسطنبول "شاهين" قال في معرض رده حول إذا ما كان هناك مساعد للمنفذ ليلة الهجوم، بأن الاستجواب مستمر، وبأنه من المؤكد أنه تلقى مساعدة، وبأن انتهاء الاستجواب سيظهر كل شيء.
ورفض شاهين تأكيد تورط أجهزة استخبارات أجنبية في هجوم
اسطنبول قائلا:" من غير الممكن حاليا القول بأي شيء من هذا القبيل"، ولفت إلى أن تلك الأمور تظهر تباعا خلال التحقيقات.
وكان 39 شخصا قتل وأصيب 65 آخرون في عملية اطلاق نار استهدفت طعما وملهى ليليا في منطقة "أورتاكوي" بإسطنبول الأوروبية تبناها تنظيم "الدولة" الإسلامية.