تثير سيطرة القوات
العراقية على جامعة
الموصل في الساحل الأيسر من نهر دجلة الذي يقسم المدينة القابعة تحت سيطرة
تنظيم الدولة منذ عام 2014 تساؤلات حول الأهمية العملياتية للسيطرة على هذا الموقع وتأثيره على سير المعركة نحو استعادة كامل المدينة.
وأعلنت قوات مكافحة الأرهاب العراقية السيطرة على الجامعة وقيامها بعمليات تمشيط واسعة لإنهاء سيطرة التنظيم عليها والتمدد نحو المناطق المتبقية في الشطر الأيسر من نهر دجلة.
وأكد قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الأول الركن طالب شغاتي أن قواته تمكنت من السيطرة على الجامعة والمواد الكيماوية الموجودة في مختبراتها.
بدوره كشف اللواء في قوات مكافحة الإرهاب معن السعدي عن العثور على براميل تحتوي "مواد كيماوية أولية لصناعة وقود الصواريخ والمتفجرات في مختبرات كلية العلوم الكيماوية".
وأوضح الساعدي أن "التنظيم كان يخطط لاستخدام هذه المواد في صناعة متفجرات ضد القوات إلا أن الوقت لم يسعفه بسبب قيام القوات العراقية باقتحام الجامعة ودفعه للتراجع إلى الخلف".
وتقع جامعة الموصل في المنطقة الشمالية الشرقية من المدينة ولها أهمية كبيرة من ناحية متاخمتها للمدينة الأثرية وعدد من الاحياء المهمة شرق النهر بالإضافة إلى منطقة القصور الرئاسية للنظام العراقي السابق.
وتعد مساحة الجامعة كبيرة وتتسم بوجود العديد من المباني المرتفعة بداخلها وتعرضت أغلب كلياتها للقصف بواسطة طيران التحالف منذ بدء استهداف التنظيم في المدينة خاصة مبنى المختبرات الذي دمرته الطائرات الأمريكية العام الماضي.
وتقول الأمم المتحدة إن عناصر التنظيم استولوا على مواد نووية كانت في الجامعة لأغراض البحث العلمي عند سيطرتهم على المدينة عام 2014.
خسارة سريعة
الخبير العسكري العراقي العميد الركن صبحي ناظم توفيق قال إن اقتحام الجامعة وانسحاب تنظيم الدولة منها كان مفاجئا وغير متوقع بهذه السرعة.
وأوضح ناظم لـ"عربي21" أن حجم الدمار الذي أحدثته قوات التحالف خاصة المقاتلات البريطانية التي قصفت قبل شهرين كليات الجامعة كان يوفر لتنظيم الدولة موقعا جيدا للقناصة ومطلقي القذائف من بين ركام المباني إلا أن تراجعهم بهذه السرعة يثير التساؤلات.
وأشار إلى أن الجامعة تقارب مساحة أربعة أحياء من أحياء الموصل واقتحامها بهذه السرعة إنجاز للقوات المهاجمة حيث كان من المفترض أن تشكل الأنقاض الكثيرة فيها مصدر إعاقة وتؤخر السيطرة عليها.
ولفت إلى وجود أهمية عملياتية وتكتيكية في السيطرة على الجامعة من خلال قربها من نهر دجلة والقصور الرئاسية التي إذا ما سيطرت عليها القوات العراقية مع ثلاثة أحياء أخرى يكون الشطر الأيسر من المدينة قد خرج من يد التنظيم.
وشدد على أن الهدف القادم للقوات العراقية عند الانتهاء من تمشيط الجامعة هو الاقتراب أكثر من القصور الرئاسية على النهر مباشرة وهو هدف كبير وله قيمة معنوية كبيرة مع المدينة الأثرية المتاخمة له.
ورأى العميد أن تنظيم الدولة بات ملاحظا أنه يعاني من ضعف في الدفاعات خاصة في الأسبوعين الماضيين بعد تقدم القوات العراقية من ثلاث اتجاهات.
وأوضح أن تنظيم الدولة يعاني من تشتت في تحركاته في تلك المنطقة وقطع الجسور الخمسة بين طرفي النهر أثر بشكل كبير على دفاعاته في الناحية اليسرى ودفعه للانكفاء إلى الساحل الأيمن من المدينة.
وأضاف: "أحياء الحدباء والكندي ومنشآت الكندي والحي العربي بعد التوغل فيها من الشمال والسيطرة عليها بالكامل سيكون الهدف التالي هو القصور والمباني الضخمة والكونكريتية وهذه تحتاج إلى طيران التحالف لتدميرها".
لكن الخبير العسكري قال إن من السابق الحديث عن انهيار التنظيم لكن على مستوى الدفاعات طرأ عليها ضعف كبير بعد الهجوم على المدينة من 3 محاور.
واعتبر أن المعارك العنيفة مقبلة على الطريق في الساحل الأيمن من المدينة بعد سحب التنظيم للعديد من قواته إلى تلك المنطقة.
وقال توفيق: "إذا استطاعت القوات التقدم من جهة الجنوب أو من جهة المطار فربما نكون أمام شهرين إلى ثلاثة أشهر للسيطرة على كامل الموصل أي مع نهاية فصل الربيع في العراق بشهر نيسان".