رأى قائد عسكري في
الجيش الحر بالساحل السوري، أن النظام السوري "وحاضنته" يعيشان "في مأمن" من فصائل الثوار، بعد أن تمكن من إبعادهم مسافة 20 كيلومترا عن أقرب قرية يتمركز فيها موالو النظام، إضافة إلى التشتت بين الفصائل الذي زاد من عمق أزمتها.
وقال الرائد مازن قنيفدي، القائد العسكري لفرقة "أبناء القادسية"، وهي إحدى فصائل الجيش الحر في منطقة الساحل: "جبهة الساحل حاليا هادئة، والخوف الحقيقي هو من النزاعات والاقتتال الداخلي بين فصائل المنطقة، الأمر الذي سيجعلها في مأزق كبير".
وأشار قنيفدي، في حديث خاص مع "
عربي21"، إلى أن المنطقة المتبقية من الساحل وإدلب ستبقى خلال هذه الفترة الملاذ الوحيد لكل الثوار، لكن لـ"كل منهم مشروعه الخاص، ومع الأسف المشاكل الداخلية تنتشر على مستوى الفرد والجماعة، وهذا ما يخطط له النظام قبل التحضير للسيطرة على المنطقة".
وحذر من أنه "إذا لم تتوحد الجهود، ويتم تنظيم المنطقة، مع تحديد الأهداف والرؤى، في ظل بقاء المنطقة ضمن تشكيلات تقيّدها مشاريع وارتباطات، فإن المنطقة ذاهبة إلى انفلات أمني بالدرجة الأولى، وإلى اصطدام بين الفصائل الثورية من جهة ثانية"، وفق قوله.
وأوضح الرائد قنيفدي أن "النظام أمّن المناطق الموالية له بإبعاد المعارضة المسلحة مسافة 20 كليومترا عن أقرب قرية له، وليس من مصلحته دوليا الاقتراب من الحدود التركية، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن النظام على علم بأن الفصائل التابعة للموك غير قادرة على فتح أي معركة لاسترجاع المساحات التي خسرتها المعارضة، أو حتى السيطرة على أي نقطة للنظام"، وفق تقديره.
وبحسب القائد العسكري، فإن منطقة سلمى وقراها كانت هي المنطقة المحاذية للقرى الموالية للنظام، فقرية كفريا الخاضعة لسيطر النظام في
جبل الأكراد بريف اللاذقية تقع أسفل منطقة برج القصب التي كانت تحت سيطرة الثوار، كما أن منطقتي تلا واستربة اللتين كانتا خاضعتين لسيطرة الثوار؛ تطلان على قرية دورين، فيما صواريخ الغراد كانت تصل لمطار حميميم ومدينة اللاذقية، "أما بسيطرة النظام وإبعاد المعارضة إلى ما بعد كنسبا أصبحت هذا القرى بأمان تام"، وفق قوله.
واعتبر أن "قادة فصائل الموك غير قادرين على القيام بأي عمل عسكري حسب الإمكانيات الموجودة، فصاحب الإمكانيات هو من يجمع بقية الفصائل بغرفة عمليات، ويحل المشاكل، ويوحّد الجهود لصبها بما يخدم العمل العسكري الموحد، إلا أن بعض هؤلاء القادة ليس لديهم الخبرة القتالية أو التخطيط العسكري، والأهم من ذلك توفر المال دون الإيمان بالقضية التي خرجنا من أجلها، فثوار 2011 إما استشهد أو استبعد بقطع الدعم عنه"، كما قال.
وكانت قوات النظام السورية المدعومة من المليشيات وسلاح الجو الروسي قد حاولت جاهدة السيطرة على بلدة الكباني، وهي إحدى آخر المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل في
الساحل السوري بعد سيطرة قوات النظام على غالبية المناطق في ريف اللاذقية وخصوصا بلدة سلمى، إلا أنها فشلت في ذلك.
وكانت هذه المنطقة نقطة انطلاق المقاتلين للسيطرة على مناطق واسعة بالساحل عام 2012. وتطل على سهل الغاب والعالية والغسانية، وبالسيطرة عليها يكون الغاب والجسر وبداما والناجية بحكم الساقطة فعليا، وإن نجح النظام نجح في انتزاعها يكون قد أمن القرى بالغاب وأبعد الثوار أكثر عن مناطقه وحاضنته، أما المرتفعات الجبلية فتكون قد أصبحت بقبضته تماما.
وتعمل في الساحل السوري بشكل خاص؛ كل من الفرقتين الساحليتين الأولى والثانية، وفرقة القادسية، إضافة إلى أحرار الشام، وجيش المجاهدين. وتبسط هذه المجموعات سيطرتها على
جبل التركمان واليمضية وشحرورة وسلور، أما جبل الأكراد فلا تزال بيد الثوار مناطق مثل كباني، وهي أعلى نقطة بالجبل، بالإضافة إلى قرى الحدادة والكندة والتفاحية وأوبين.
واستبعد القائد العسكري حدوث أي معارك في الساحل السوري خلال الفترة القريبة، مرجعا الأمر إلى إيقاف الدعم عن فصائل جيش الحر منذ سنة تقريبا، وتجمع الإمكانيات بيد فصائل غرفة "موك" وحدها، وفق قوله.