قال الجيش
العراقي، الخميس، إن قواته أجبرت مقاتلي
تنظيم الدولة على التقهقر في جنوب شرق
الموصل لتحقق مكاسب في منطقة كانت تواجه صعوبات في التقدم فيها، فيما أعلن مسؤول أمريكي أن تنظيم الدولة يستخدم "الطائرات" في هجماته.
وقال بيان الجيش العراقي إن وحدات الرد السريع بالشرطة الاتحادية العراقية تقدمت في حي سومر الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة وحي الساحرون المجاور.
وكان تقدم القوات في تلك المنطقة أبطأ من الوحدات الموجودة في الشرق والشمال الشرقي التي سيطرت على عدد من الأحياء في الأسبوع الماضي، فيما قادت قوات جهاز مكافحة الإرهاب التقدم في شرق الموصل.
ويقول ضباط أمريكيون وعراقيون إن اتباع أساليب جديدة مثل تحسين الدفاعات في مواجهة التفجيرات الانتحارية بسيارات ملغومة وتحسين التنسيق بين الجيش وقوات الأمن ساعد في تكوين قوة الدفع.
من جهته، قال العميد أحمد الموسوي، من قوات الفرقة السادسة عشرة بالجيش، إن "حي شقق الحدباء يشهد حرب شوارع شرسة للغاية بين قوات الفرقة السادسة عشرة والتنظيم".
وأوضح أن "أغلب المسلحين، لا سيما الأجانب الذين فروا من مناطق الصراع في المحورين الشرقي والجنوب شرقي، بدأوا يتمركزون في الحي بعد وصولهم إليه عن طريق نهر دجلة".
ورجح الموسوي أن تحسم معركة شقق الحدباء، خلال الأيام المقبلة، بعد الاتفاق مع الجانب الأمريكي على تكثيف الضربات الجوية لمقاتلات التحالف ضد التنظيم ومواقعه الهامة وأهدافه البارزة.
ويعتبر التوغل في المحور الشمالي للموصل، بحي "شقق الحدباء"، هو الأول من نوعه، إثر اختراق القوات العراقية خطوط دفاعات تنظيم الدولة، بعد أسابيع طويلة من التقدم البطيء.
تنظيم الدولة يهاجم بـ"الطائرات"
من جهته، أعلن قائد عسكري أمريكي الأربعاء أن تنظيم الدولة يستخدم طائرات صغيرة مسيرة لمهاجمة القوات العراقية في معركتها لاستعادة الموصل.
وقال الكولونيل بريت سيلفيا الذي يشرف على وحدة أمريكية "لتقديم الدعم والاستشارة" في العراق إن مقاتلي تنظيم الدولة يربطون ذخائر صغيرة بطائرات مسيرة لقتل عناصر القوات العراقية التي تحاول استعادة مدينة الموصل، المعقل الأخير للتنظيم في العراق.
وقال سيلفيا: "يستخدمون طائرات صغيرة مسيرة مع ذخائر صغيرة يلقونها على القوات العراقية"، لافتا إلى أنه "رغم أن حجم الذخائر ليس أكبر من قنبلة يدوية صغيرة فإنها تكفي للحصول على النتيجة التي يريدها تنظيم الدولة وهي القتل بدون تمييز".
وأشار إلى أن استخدام التنظيم المتطرف لطائرات مسيرة صغيرة ليس جديدا رغم أنها كانت مستخدمة قبلا في مهمات استطلاعية، مؤكدا أنهم "يستخدمونها اليوم لإلقاء الذخائر على القوات العراقية التي تحاول التقدم في الموصل".
وأضاف أن القوات العراقية المدعومة من
الأمريكيين باتت تنجح في إسقاط العديد من الطائرات المسيرة ما يجعلها "أقل فاعلية مما كانت عليه".
واستعادت القوات العراقية 80 بالمائة على الأقل من شرق الموصل من تنظيم الدولة، كما قال المتحدث باسم القوات الخاصة المشرف على العملية.
وخلال الأسبوعين الماضيين استعادت القوات العراقية عدة قطاعات ولأول مرة بلغت نهر دجلة، لكن الجزء الغربي من الموصل لا يزال تحت سيطرة تنظيم الدولة.
وقال سيلفيا: "لا يزال علينا خوض معارك لاستعادة الجزء الغربي من الموصل"، مضيفا أن "مقاومة التنظيم المتطرف تراجعت في عدة مناطق".
مقتل نازحين في هجوم انتحاري
وعلى صعيد وضع
المدنيين النازحين من الموصل، فقد قتل ثلاثة منهم، الخميس، جراء تفجير انتحاري مزدوج، نفذه تنظيم الدولة، شمال الموصل، بحسب مصدر عسكري عراقي.
وقال العميد أحمد الموسوي، بقوات الفرقة السادسة عشرة بالجيش، إن انتحاريين اثنين يرتديان حزامين ناسفين تسللا مع النازحين من مناطق حي شقق الحدباء، بالموصل، والتي تشهد مواجهات متواصلة بين القوات والتنظيم منذ 8 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وأشار إلى أن الانتحاريين حاولا الوصول إلى مواقع القوات الأمنية، ولكن بعد كشفهما ومطالبتهما بالتوقف والخضوع للقوات رفضا ذلك، فجرا نفسيهما على الفور، ما أدى إلى مقتل رجلين وامرأة وإصابة طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات.
وتابع بأنه "جرى نقل الطفل المصاب إلى مستشفى الفرقة السادسة عشر (التابعة للجيش) في منطقة الشلالات، شمال الموصل، لتلقي العلاج اللازم"، من دون أن يكشف مدى خطورة إصابته.
ولفت إلى أن التفجير ألحق أضرارا ببعض الممتلكات الخاصة والعامة.
وتنفذ القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي هجوما كبيرا منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي لاستعادة الموصل والمناطق المحيطة بها.