أكدت
إيران، الثلاثاء، أنها تلقت دعوة رسمية من
السعودية للمشاركة في موسم
الحج هذا العام، بعد أسبوعين من إعلان الرياض إرسال الدعوة، ووعد بالرد في القريب.
ولم تشارك أي بعثة إيرانية في الحج العام الماضي للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود إثر قطيعة دبلوماسية بين طهران والرياض بعدما هاجم متظاهرون إيرانيون سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد احتجاجا على إعدام سلطات المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر.
وقال ممثل شؤون الحج الإيراني علي غازي عسكر، إن إيران سترد في الأيام القادمة على الدعوة السعودية التي "لم تختلف كثيرا (في نبرتها) عن الرسائل السابقة".
إقرأ أيضا: السعودية ترحب بحجاج إيران وتدعو طهران لترتيب الموسم المقبل
وشدد عسكر على ضرورة "الدراسة الفورية واقتراح الحلول المناسبة لكل الأمور المتعلقة بالحج بما فيها السكن، والطعام، والشؤون الطبية، والمواصلات، وأمن
الحجاج، بالإضافة إلى المسائل المصرفية والقنصلية".
وأعلن وزير الحج السعودي محمد بن صالح بنتن مؤخرا عن سلسلة لقاءات مرتقبة مع أكثر من 80 بلدا، بينها إيران، لمناقشة الترتيبات المتعلقة بتنظيم الحج الموسم المقبل.
ونقلت صحيفة "الحياة" السعودية عن الوزير قوله إن وزارة الحج والعمرة قدمت دعوة "لوفد شؤون حجاج إيران (...) للقدوم إلى المملكة" من أجل التحضير لموسم الحج في خريف العام 2017.
وفشلت المفاوضات بين طهران والرياض العام الماضي في التوصل إلى اتفاق حول ترتيبات تنظيمية مشتركة خلال موسم الحج الذي يشارك فيه نحو مليوني مسلم كل عام.
ورغم غياب بعثة رسمية قادمة من الدولة ذات الغالبية الشيعية، إلا أن السعودية سمحت بدخول الحجاج الإيرانيين القادمين من دول أخرى.
وتصاعد التوتر بين السعودية وإيران، عندما شككت طهران بقدرة الرياض على التنظيم بعد حادثة التدافع المأسوية التي أودت بحياة نحو 2300 شخص في حج العام 2015، بينهم 464 إيرانيا.
والحج هو حلقة في سلسلة من الملفات الخلافية بين السعودية وإيران، أبرزها النزاعات في المنطقة مثل اليمن وسوريا. وتتهم الرياض طهران "بالتدخل" في شؤون دول عربية على أساس حسابات ومصالح مذهبية.
وكانت السعودية رحبت السلطات، أواخر الشهر الماضي، بقدوم الحجاج الإيرانيين إلى موسم الحج المقبل، معلنة أنها وجهت دعوة رسميا للجهات الإيرانية المسؤولة عن الحج لترتيب أوضاع الحجاج والمعتمرين الإيرانيين.
وقال وزير الحج والعمرة السعودي محمد صالح بن طاهر بنتن إنه تمت دعوة إيران لترتيب أوضاع حجيجها وإن الدعوة مفتوحة لكافة الحجاج والمعتمرين دون "النظر لجنسياتهم أو انتماءاتهم المذهبية".