شن الرئيس الأمريكي باراك
أوباما، الأحد، هجوما جديدا ضد الرئيس المنتخب دونالد
ترامب عبر في مقابلة مسجلة مسبقا مع برنامج "هذا الاسبوع" على شبكة "ايه بي سي".
وقال أوباما إن محادثاته مع خليفته "كانت ودية وكان منفتحا على اقتراحات عدة"، واصفا ترامب بـ"الجذاب جدا والاجتماعي".
وقال أوباما بهذا الصدد "أثمن الاتصالات التي حصلت بيننا، وأعتقد أنه لا يفتقر إلى الثقة بالنفس" وهو أمر يعتبر "شرطا مسبقا لهذا النوع من العمل".
إلا أن أوباما حذر ترامب بأن هناك فارقا بين القيام بحملة انتخابية والحكم، وبأنه لا يمكن إدارة الرئاسة "بنفس طريقة إدارة شركة عائلية".
وقال أوباما أيضا إنه يعتقد أن ترامب "لم يمض الكثير من الوقت لدرس تفاصيل" السياسة التي يريد اتباعها، وهي مسألة "قد تكون مصدر قوة كما قد تكون مصدر ضعف".
وتابع الرئيس الأمريكي "الوضع يتطلب أن يكون واعيا لما يجهل، وبأن يحيط نفسه بأشخاص لديهم الخبرة والمعرفة اللتين تتيحان اطلاعه على المعلومات الكفيلة بأن يكون قادرا على اتخاذ القرارات الجيدة".
وعن الاستخدام المفرط لترامب لتويتر قال أوباما "لقد كان الأمر جيدا حتى الآن بالنسبة إليه، ومكنه هذا الأمر من إقامة اتصال مباشر بالكثير من الناس الذين صوتوا له".
إلا أن أوباما حذر ترامب بأنه عندما سيصبح رئيسا "هناك عواصم وأسواق مالية وأشخاص في كل مكان من العالم يتعاطون مع ما يكتبه على تويتر بكثير من الجدية".
وفي سياق آخر أقر أوباما بأنه "استهان" بما للقرصنة المعلوماتية من تأثير على الأنظمة الديموقراطية، وذلك بعد يومين من صدور تقرير لأجهزة الاستخبارات الأمريكية أكد حصول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عبر قرصنة معلوماتية.
ونفى أوباما أن يكون قلل من أهمية دور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تقول أجهزة الاستخبارات أنه أمر بعملية القرصنة بهدف تقويض الحملة الرئاسية للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وينفي الكرملين بشكل قاطع هذه المعلومات.
وأضاف الرئيس الأمريكي "لكنني أعتقد أنني قللت من درجة تأثير المعلومات المضللة والقرصنة الالكترونية في عصر المعلوماتية الجديد، على مجتمعاتنا المفتوحة، للتدخل في ممارساتنا الديموقراطية".
وأوضح أوباما أنه أمر الأجهزة بوضع تقرير صدر الجمعة في شكل جزئي، "للتأكيد على أن هذا ما يقوم به بوتين منذ بعض الوقت في أوروبا، بداية في الدول التي كانت تابعة لروسيا سابقا حيث الكثير من الناطقين بالروسية، ولاحقا على نحو متزايد في الديموقراطيات الغربية".
وأشار إلى الانتخابات المقبلة في دول أوروبية حليفة قائلا "علينا أن نوليها اهتماما وأن نكون حذرين إزاء تدخل محتمل".
ويتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مسؤولياته الرئاسية من أوباما في العشرين من الشهر الحالي.
ومن المقرر أن يلقي أوباما خطاب الوداع الثلاثاء في مدينة شيكاغو.
ودعا أوباما ترامب إلى "إقامة علاقة قوية مع مجتمع الاستخبارات".
وأضاف "إذا لم نتنبه إلى الأمر فإن دولا خارجية يمكن أن يكون لها تأثير على النقاش السياسي في الولايات المتحدة بشكل لم يكن ممكنا قبل عشر أو عشرين أو ثلاثين سنة، أولا بسبب طريقة انتقال المعلومات اليوم، وثانيا بسبب تشكيك الكثيرين بوسائل الإعلام الكبيرة التقليدية".
وقال أوباما أيضا "وسط هذه الأجواء حيث التشكك كبير إزاء المعلومات المتدفقة، يتوجب علينا أن نمضي وقتا أكثر في التفكير بالطريقة التي تحمي عمليتنا الديموقراطية".