ما تزال قوات النظام السوري، والمليشات المقاتلة إلى جانبها تشن حملة عسكرية، وتركز القصف على الوادي الذي يحوي نبعا رئيسيا على الطرف الشمالي الغربي للعاصمة دمشق.
ولم تتوقف الضربات الجوية والقصف من جانب جيش النظام، ومليشيات
حزب الله اللبناني المتمركزة على الجبال، المطلة على الوادي خلال اليومين الماضيين.
وقصفت عشرات الطائرات المنطقة حول نبع عين الفيجة وقرى بسيمة وكفر الزيت والحسينية، التي تشكل جزءا من عشر قرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الوادي.
ولم ينجح جيش النظام بمساعدة حزب في تحقيق أي تقدم كبير في الوادي منذ بدأ هجومه لاستعادة المنطقة الاستراتيجية، واتهم مقاتلي المعارضة بتلويث مياه النبع بالديزل.
ورفض مقاتلو المعارضة عرضا من الحكومة بمغادرة المنطقة إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال
سوريا.
ويقول سكان المنطقة إن طبيعة أرضها الوعرة تعطي مقاتلي المعارضة ميزة طبيعية للتصدي لأي قوات زاحفة.
وتسبب انقطاع إمدادات المياه من النبع في نقص حاد بعد أضرار لحقت بمحطة عين الفيجة، التي تمد العاصمة بنحو 70 في المئة من احتياجاتها من المياه.
ويقول سكان العاصمة إن أسعار المياه المعبأة وعبوات المياه التي توصلها شاحنات خاصة للمنازل، زادت ثلاثة أمثالها وإن السوق السوداء تشهد انتعاشا.
وجلبت حكومة الأسد إمدادات من محافظات أخرى لتعويض النقص في العاصمة، وضخت مزيدا من المياه من الآبار الجوفية.
من جانبها وصفت الأمم المتحدة انقطاع المياه عن الملايين في دمشق بأنها "جريمة حرب".
وخلال مؤتمر صحفي في جنيف، رأى يان ايغلاند رئيس مجموعة العمل في الأمم المتحدة حول المساعدة الإنسانية لسوريا، أنه من الصعب معرفة الجهة المسؤولة عن هذا الوضع.
وأضاف: "نريد التوجه إلى هناك والتحقيق في ما حدث، لكن قبل كل شيء نريد إعادة ضخ المياه".
وفي مدينة الباب، قال فكري إشيق وزير الدفاع التركي إن مقاتلين سوريين تدعمهم أنقرة يخوضون حرب شوارع مع تنظيم الدولة في مدينة الباب، وأضاف أن التقدم في استعادة المدينة تباطأ بسبب الحرص على عدم سقوط ضحايا من المدنيين.
ويحاصر مقاتلون سوريون تدعمهم قوات خاصة ودبابات وطائرات تركية منذ أسابيع مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، وذلك في إطار عملية لطرد التنظيم من منطقة على الحدود مع تركيا.
وأضاف إشيق أن تركيا والمنطقة تدفعان ثمن اختيار الولايات المتحدة لفصيل كردي سوري شريكا في المعركة ضد تنظيم الدولة.
وقال لقناة خبر ترك، إن واشنطن تقدم أسلحة لوحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة قوة معادية، لكنه أضاف أن من المبالغة القول إنها تفعل ذلك عن قصد بهدف تأجيج الإرهاب في تركيا.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي أعلن مسؤوليته أو أُلقيت عليه مسؤولية سلسلة من الهجمات الدامية في تركيا، آخرها تفجير سيارة ملغومة في مدينة إزمير الغربية، أسفر عن مقتل شخصين أمس الخميس.