قالت مصادر أمنية إن القوات
العراقية عززت مكاسبها في مواجهة
تنظيم الدولة الإسلامية بشرق مدينة
الموصل، الأربعاء، وانتزعت السيطرة على منطقتين جديدتين بينما فر آلاف آخرون من المدنيين.
وأضافت المصادر أن أفراد وحدة خاصة تابعة لوزارة الداخلية دخلوا حي الميثاق ويمشطونه اليوم الأربعاء كما استعادت قوات مكافحة الإرهاب السيطرة على منطقة صناعية أمس الثلاثاء.
من جهتها قالت خلية "الإعلام الحربي" في الجيش العراقي، إن القوات الحكومية استعادت اليوم الأربعاء، السيطرة على حي داخل الموصل، وطريق يربط المدينة بمحافظة كركوك، بعد معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم الدولة.
وأوضح بيان للخلية، أذاعه التلفزيون الرسمي اليوم، أن "قوات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية، حررت حي الوحدة، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه".
وأضاف أن "القوات تمكنت أيضا من السيطرة على طريق كركوك – الموصل".
ويحمل حي الاتحادية، أهمية رمزية للقوات العراقية، بعد أن تعرضت الفرقة التاسعة لانتكاسة كبيرة مطلع كانون أول/ديسمبر الماضي، عندما توغلت بالحي وسيطرت على أجزاء منه، بما فيه "مستشفى السلام" الذي يعد واحدا من خمسة مستشفيات كبرى في المدينة.
لكن القوات العراقية انسحبت آنذاك، أمام هجوم كبير شنه مسلحو التنظيم، كبدوا فيه تلك القوات خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات العسكرية.
وقال العميد الركن في قوات الرد السريع، أحمد خلف الجليلي، إن القوات المشتركة شنت الهجوم صباح اليوم من محورين، الأول "الحي الصناعي" والآخر من "حي جديدة المفتي".
وأضاف أن "القوات الحكومية تمكنت من استعادة الحي، رغم أن التنظيم أبدى مقاومة شرسة للغاية، واعتمد على مجموعة من المقاتلين الأجانب في التصدي للقوات المهاجمة وعرقلة تقدمها".
وأكد الجليلي، وقوع خسائر مادية وبشرية في صفوف الطرفين، مبينا أنه لا يمكن الآن إعطاء حصيلة دقيقة بحجم تلك الخسائر، لأن اشتباكات متقطعة لا تزال مستمرة في المنطقة.
بدوره، قال العميد الركن في قيادة الحركات القتالية لجهاز مكافحة الإرهاب، حسين الساعدي، أن "القوات نجحت بعد معارك شرسة ضد التنظيم - استمرت لأكثر من أربع ساعات - من تحرير الحي".
وأوضح "الساعدي" أن قوة خاصة قوامها نحو 200 جندي، تسيطر الآن على مقر مستشفى السلام وتقوم بتطهيره من فلول التنظيم الذين اختبؤوا في أروقته.
وتابع، "المستشفى يضم 3 أنفاق، وجميعها تم تدميرها بواسطة القنابل اليدوية، لمنع التنظيم من استغلالها في إرسال مقاتليه إلى موقع العملية ومهاجمة القوات العراقية كما حدث في وقت سابق مع قوات الفرقة التاسعة".
وأشار إلى أن الساعات القليلة القادمة، سوف تشهد رفع العلم العراقي فوق مبنى المستشفى، في إشارة إلى أن المنطقة أصبحت تحت سيطرة القوات بالكامل.
وأضاف الساعدي، أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب، تستعد الآن للبدء بعملية اقتحام شارع "كراج الشمال" في مهمة الهدف منها الوصول إلى "تل التوبة" شرقي الموصل، حيث مرقد النبي يونس (عليه السلام) الذي دمره التنظيم في وقت سابق من العام 2014.
ويستغل المتشددون الطبيعة الجغرافية للمدينة من خلال إخفاء سيارات ملغومة في أزقة ضيقة ونشر قناصة فوق أسطح مبان عالية تؤوي مدنيين وحفر أنفاق ومد ممرات بين المباني.
نحو 130 ألف نازح
وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن 125568 شخصا نزحوا من الموصل حيث يعيش نحو 1.5 مليون نسمة وإن أكثر من 13 ألفا منهم فروا في الأيام الخمسة التي تلت استئناف التحالف بقيادة الولايات المتحدة حملة الموصل بعد توقفها لأسابيع.
وتمثل هذه زيادة بنسبة 50 بالمائة تقريبا في عدد الفارين يوميا من الموصل خلال أسابيع الهدوء النسبي التي انتهت مطلع الأسبوع.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من ألفي عراقي يوميا يفرون من الموصل وهو ما يزيد بعدة مئات يوميا عما كان عليه الوضع قبل أن تبدأ قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مرحلة جديدة في معركتها لاستعادة المدينة من تنظيم الدولة.
وقال أحد سكان حي الميثاق "كنا خائفين جدا".
وأضاف "وضعت تنظيم الدولة سلاحا مضادا للطائرات بالقرب من منزلنا وكانت تفتح النار على طائرات الهليكوبتر. استطعنا رؤية عدد من مقاتلي التنظيم في الشارع يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة. قصفتهم طائرات".
ومعظم الفارين من الموصل من الأحياء الشرقية لكن سكان الغرب المحاصر ما زالوا تحت سيطرة المتشددين وتتزايد محاولاتهم للهرب إذ يتسلقون الجسور التي يقصفها التحالف ويعبرون نهر دجلة في قوارب.
ورغم نقص الغذاء والماء آثر معظم سكان الموصل البقاء في منازلهم على الفرار مثلما كان يتوقع الكثيرون قبل بدء العملية في أكتوبر تشرين الأول.
وبعد 12 أسبوعا من أكبر عملية عسكرية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 انتزعت قوات الأمن السيطرة على نحو ربع الموصل.
مقتل 14 مدنيا
وعلى صعيد سقوط ضحايا بين المدنيين في المعارك، فقد قُتل 14 مدنيا بينهم نساء وأطفال، اليوم الأربعاء، في تفجير انتحاري بمدينة الموصل، شمالي العراق، التي تشهد معارك بين القوات التابعة والموالية للحكومة وتنظيم الدولة منذ أكثر من شهرين.
وأفاد الضابط في الشرطة الاتحادية، الرائد عدنان الخابوري، بأن انتحاريا يقود جرافة مفخخة فجر نفسه وسط زقاق في حي الوحدة جنوب شرقي مدينة الموصل، بعد محاصرته من القوات المسلحة العراقية.
وأوضح أن التفجير أسفر عن مقتل 14 مدنيا بينهم نساء وأطفال وإصابة ما لا يقل عن 32 آخرين وتدمير ستة منازل، دون أن يشير إلى سقوط ضحايا من عدمه في صفوف العسكريين العراقيين.
وأشار إلى أن القوات العراقية الخاصة نقلت
الجرحى بواسطة مركباتها إلى مستشفى ميداني خاص بها لتلقي الإسعافات الأولية، لافتا إلى أن جثث
القتلى ما تزال ملقاة على الأرض في موقع الحادث بانتظار إجلائها.
ويأتي هذا التفجير بعد ساعات من إعلان القوات العراقية استعادة حي "الوحدة" من قبضة التنظيم المتشدد، الذي يواصل التقهقر لكنه يبدي مقاومة شرسة.
ويعتمد تنظيم الدولة على العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والقناصة وشبكة أنفاق في التصدي للقوات العراقية التي تحاول استعادة المدينة من قبضته ضمن عملية عسكرية كبيرة بدأتها بمساندة من "التحالف الدولي"، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهو ما يلحق أضرارا جسيمة بالمدنيين العزل.