نشر موقع "ميدل ايست آي" في لندن، تقريرا للكاتب علي حرب، يقول فيه إن الممثل
كال بن تبرع بجائزة أفضل طباخ، البالغة 25 ألف دولار، لوكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "
الأونروا"، التي تهتم بشؤون باللاجئين الفلسطينيين.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن المؤيدين للقضية الفلسطينية يقولون إن ما قدمه النجم السينمائي لا يقدر بثمن، حيث قام بإبراز قضية اللاجئين الفلسطينيين على المستوى القومي الأمريكي، مشيرا إلى أن التلفزيون قام بتخصيص حلقة من هذا البرنامج، جمع فيها ثمانية نجوم، واختار كل منهم منظمة غير ربحية يتبرع لها بجائزته المالية.
ويشير الكاتب إلى أن بن، الذي عمل مسؤولا سابقا في البيت الأبيض في العلاقات العامة تحت رئاسة باراك أوباما، قام بحث أتباعه على "تويتر"، والبالغ عددهم 270 ألفا للتبرع لصالح "الأونروا"، ووعد بإرسال بطاقات شكر لبعض المتبرعين.
وينقل الموقع عن نجم هارولج وكومر، قوله في إحدى تغريداته: "يشكل
اللاجئون الفلسطينيون 44% من لاجئي العالم الذين طال لجوؤهم"، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تعرف اللاجئين الفلسطينين بأنهم الناس الذين عاشوا في فلسطين وفقدوا بيوتهم ومصدر رزقهم في الصراعات الممتدة بين 1 حزيران/ يونيو 1946 و 15 أيار/ مايو 1948، عندما تمت إقامة دولة
إسرائيل.
ويشير التقرير إلى أنه يمكن لنسل اللاجئين الفلسطينيين الذين أصبحوا لاجئين قبل 1948، أن يسجلوا أنهم لاجئون مع "الأونروا"، لافتا إلى أن الوكالة تقدم خدمات لحوالي خمسة ملايين شخص في غزة والضفة وسوريا ولبنان والأردن.
ويلفت حرب إلى أن العديد عبروا عن امتنانهم لبن، ومدحوه على مواقع التواصل، فكتب مستخدم الـ"فيسبوك" أسامة خضر: "شكرا لك سيدي لكرمك، فلسطين وشعبها كله في الداخل والخارج يقدرون ذلك، شكرا لك وليبارك الله".
ويورد الموقع نقلا عن المديرة التنفيذية لـ"الأونروا"، أبي سماردون، قولها إن الوكالة شهدت تدفقا من التبرعات بعد البرنامج، مشيرة إلى أن المؤيدين سعداء بالتوعية بهذه القضية الإنسانية التي قام بها بن، وتضيف سماردون: "من جانبنا، فإن الجزء الأهم هو أنه تمكن من إبراز قضية اللاجئين الفلسطينيين على التلفزيون في وقت الذروة، والحديث عن اللاجئين الفلسطينيين بشكل إيجابي، وهو الشيء الذي لا يحصل بما فيه الكفاية في الإعلام الأمريكي تحديدا".
وتتابع سماردون قائلة إنها تظن أن بن اختار "الأونروا"؛ لأنها تشكل "شريان حياة" لملايين اللاجئين الفلسطينيين، وأبرزت الخدمات التي تقدمها "الأونروا"، وصفت الوكالة بأنها برنامج تطوير إنساني، وقالت سماردون: "الخدمات التي نقدمها هي مبدئيا التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية الأخرى، التي تغطي المجال كاملا من مبادرات المساواة بين الذكور والإناث إلى التدريب العملي إلى إيجاد الوظائف إلى قروض تمويل المشاريع الصغيرة، بالإضافة إلى الطوارئ".
وتمضي سماردون قائلة للموقع إن ما يعطي خصوصية لعمل "الأونروا" هو أنها تقوم بعملها كونها منظمة تابعة للأمم المتحدة، غالبية موظفيها من الفلسطينيين، فهي توظف 33 ألف شخص، وحوالي 98% من موظفيها هم لاجئون فلسطينيون، وتقول: "بالإضافة إلى كل البرامج التي نقوم بها، فإننا أكبر موظف للاجئين الفلسطينيين.. وفي أماكن مثل غزة نحن أكبر جهة موظفة".
وينوه التقرير إلى أن قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قضية مشحونة سياسيا في أمريكا، مستدركا بأن سماردون أكدت أن عمل "الأونروا" إنساني، وتقول: "ليس هناك أي شيء سياسي حول التعليم ولا شيء يتعلق بالسياسة حول الصحة، وليس هناك ما هو سياسي حول الخدمات الاجتماعية.. هذه خدمات مرتبطة بشكل مباشر مع حقوق الإنسان".
ويستدرك الكاتب بأن تبرع بن أشعل الجدل على الإنترنت حول الصراع، حيث وجه بعض مستخدمي مواقع التواصل اللوم لإسرائيل بخصوص معاناة اللاجئين الفلسطينيين، في الوقت الذي دافع فيه آخرون عن حليف أمريكا، لافتا إلى أن عددا من اللاجئين الفلسطينيين كتبوا على "تويتر": "الشكر للإرهابية إسرائيل على هذه الحال"، وتبعت هذه التغريدة عدة ردود، فقال أحد مؤيدي إسرائيل: "آسف، لكن من الذي يطلق الصواريخ على من ثانية؟ (تلميح: المقاومون الفلسطينيون في إسرائيل)".
وبحسب الموقع، فإن هذه ليست هي المرة الأولى التي يدافع فيها بن عن اللاجئين، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 انتقد بن بشدة المشرعين الديمقراطيين، الذين أيدوا قانونا يحد من توطين اللاجئين السوريين في أمريكا.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول بن في حينه إنه "مشمئز من بعض الديمقراطيين الذين انضموا للجمهوريين المجانين في إشعال هيستيريا عامة حول قضية اللاجئين".