"هيا لنبني الجدار، كما يصيح ترامب، لكن جدارنا لا جداره"، هذا هو الشعار الذي رفعته مؤسسة "Muslim Legal Fund of America"، جدار يحمي حقوق المسلمين في أمريكا، يحمي الدستور الأمريكي، جدار قانوني وحقوقي يمنع التجرؤ على الدستور الأمريكي، بحسب ما يقولون.
بمجرد مرورك من مربع المؤسسة الحقوقية المذكورة، خلال مؤتمر مسلمي أمريكا الذي عقد في شيكاجو على مدار الأيام الثلاثة الماضية، تسمع صيحات ترامب من شاشات الفيديو وصداها من المسلمين الحاضرين، صيحات ترامب التي تنادي ببناء الجدار بين المكسيك واتهام المسلمين بالتطرف ومنعهم، وصدى المسلمين الواسع في الحرص على بناء جدار يحميهم من خطر مرتقب.
تقوم الفكرة على أساس أن يقوم كل شخص من الأشخاص الذين يودون بناء الجدار بتقديم دعم مادي للمؤسسة بمقدار ساعة عمل للمحامين الذين يعملون في القضايا، والتي تساوي 250 دولار للساعة الواحدة.
بنى القائمون على المؤسسة في كشكهم الصغير أرضية الجدار، وتركوا للناس بناء باقي الجدار، في محاولة لرص صفوفهم وتنظيم شؤون الدفاع عن قضاياهم، من خلال دعم بعضهم بعضا والوقوف صفا واحدا ضد القادم المجهول. وجمع قرابة الـ60 ساعة خلال اليومين.
وقال مدير العلاقات العامة للمؤسسة، وليد يسري، إن المؤسسة التي يعد المجتمع المسلم الأمريكي هو مصدر الدعم الوحيد لها، تهتم بالقضايا ذات الطابع الحقوقي العنصري، حيث تبنت العام الماضي نحو 360 قضية.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن المؤسسة كانت تعمل على توظيف أهم المحامين في أمريكا للدفاع عن المسلمين، ومع ازدياد الطلب على الأمر بدأت منذ عامين تعيين محامين بدوام كامل والتفرغ لهذا الأمر.
وبين أن فريق المحامين يقوده محامي الدفاع السابق بالبحرية الأمريكية تشارليز سويفت الذي يعد من أفضل 100 محام موجود في أمريكا. وقد خاض معركة طويلة في إطار دفاعه سابقا عن سالم حمدان في غوانتانامو السائق الشخصي لأسامة بن لادن ونجح في استصدار حكم من المحكمة العليا لصالح موكله.
ويرى القائمون على المؤسسة أنه بسبب ازدياد جرائم الكراهية ضد المسلمين في أمريكا، وارتفاعها بشكل غير مسبوق خلال العامين الماضيين وجب وجود مؤسسة حقوقية تدافع عن المسلمين خصوصا في ظل ارتفاع تكاليف المحاماة والقضايا.
وكانت دراسة أعدها باحثون بجامعة كاليفورنيا في سان بيرناردينو، كشفت أن معدل جرائم كراهية المسلمين في أمريكا، وضد الأهداف الإسلامية في الولايات المتحدة قد ارتفعت بنسبة 78% في عام 2015، وهو أعلي معدل تبلغه هذه الكراهية منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001.