أوردت صحيفة الغارديان البريطانية قصة مأساوية للاجئ
سوداني حاول الهجرة إلى
أستراليا، حيث تم احتجازه في ظروف صعبة دون توفير أدنى مقومات العلاج له، وانتهى به المطاف ميتا بسبب الإهمال الطبي.
فيصل إسحاق أحمد، لاجئ سوداني قضى أكثر من نصف حياته في مخيمات اللاجئين، يقول في معسكر الاحتجاز في جزيرة "مانوس" الأسترالية لصديقه، "إنهم يحاولون قتلي، إذا قتلوني، اعتنوا بابني".
هذه آخر الكلمات التي تفوه بها فيصل قبل موته ليلة عيد الميلاد، في آخر زيارة له إلى صديقه وليد صندل.
سجن جزيرة "مانوس" يقع في وسط المحيط الهادئ، على بعد مئات الكيلومترات من أستراليا، حيث يتم احتجاز طالبي
اللجوء فيها قبل ان يتم البت في طلباتهم، ويخضع
اللاجئون لمعاملة مهينة كما أفاد الكثير منهم.
ولد فيصل في دارفور خلال الحرب، وفي عام 2004 عندما كان في الثالثة عشرة، نزحت عائلته وأقامت في مخيم قصب للاجئين، الذي كانت تديره جمعيات خيرية، حيث لم يكن مسموحا لسكانه بالعمل، بل كانت تلك الجمعيات توزع عليهم الطعام بين فترة وأخرى.
وفي شهر تموز/ يوليو من عام 2013، وبعد تسعة أعوام من حياته في المخيم، غادر فيصل تاركا زوجته وطفله، مهاجرا إلى أستراليا عبر مصر وإندونيسيا، وكانت الرحلة صعبة وخطيرة وكاد القارب الذي كان يقلهم أن يغرق.
اعترض طريقهم البحرية الأسترالية، فنقلوا جميعا إلى جزيرة تبعد آلاف الكيلومترات، دون معالجة المرضى، وبعد مضي شهر، نقل فيصل إلى جزيرة "مانوس" حيث أودع سجن "دلتا" مع صديقه وليد، ووضع في ما يشبه القفص ثم نقل إلى قفص أكبر قليلا في سجن آخر، وفيه بدأت رحلته مع آلام المعدة، ولم يحصل سوى على مسكنات الألم، ولم يستطع النوم في معظم الليالي.
وتنقل الصحيفة في تقريرها أنه منذ انتقال فيصل إلى السجن قضى سنتين ونصف في طابور إما بانتظار دوره لإجراء مكالمة تليفونية أو بانتظار حصوله على مسكنات الألم، ويقول وليد صديق فيصل إنه كان ودودا وذكيا.
وفي وقت لاحق قبل طلب فيصل للجوء أخيرا، تم نقله إلى سجن آخر، وفي أثناء وجوده في السجن توفيت والدة فيصل، وبدأ يعاني من متاعب في القلب، وتعرض لحالات إغماء متكررة، لكنه لم يحظ برعاية طبية من قبل المسؤولين، وزادت أوضاعه سوءا حيث قام اللاجئون بكتابة رسالة للأطباء واصفين حالته دون أن يتلقوا جوابا على ذلك.
وبعد بضعة أيام سقط فيصل مغشيا عليه، حيث نقل بعدها إلى أستراليا وتوفي في اليوم التالي فيها.