سياسة عربية

في أول زيارة لبورسعيد.. السيسي يتجاهل مطالب أهلها (فيديو)

القاهرة- عربي21- زكي توفيق 29-Dec-16 03:49 PM

دعا إلى توثيق نضال سكان بور سعيد- أرشيفية

اختتم رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، زيارة هي الأولى من نوعها، الأربعاء، إلى محافظة بورسعيد الساحلية المصرية (إحدى محافظات إقليم قناة السويس)، بعد تأجيل لها استمر أسبوعا، لأسباب أمنية، تجاهل خلالها، الاستجابة لمطالب أهلها بأن تعود المنطقة "الحرة" إلى محافظتهم.

ولم يكتف السيسي بهذا التجاهل، بل طالب أهالي بورسعيد بالدفع المالي، دون مراعاة لظروف الكساد والبطالة التي تسيطر عليهم، ووجود قرابة 58 ألف تاجر ومستورد، عاطلين عن العمل، نظرا لارتفاع سعر الدولار، والقيود الاستيرادية المفروضة.

ولم تستمر زيارة السيسي إلى المحافظة سوى بضع ساعات، افتتح فيها الجسر العائم الرابط بين ضفتي القناة، ومدينتي بورسعيد وبورفؤاد، من ناحية منطقة الرسوة، المسمى بكوبري "الرسوة" أو "النصر" العائم، ويبلغ طوله 420 مترا، ويمر فوق مياه الممر الملاحي لقناة السويس.

وقاطع مذيعة التليفزيون الرسمي، وطلب منها، بأسلوب عشوائي، وهي تختتم فاعليات الاحتفال، إلقاء كلمة.

وخلال الزيارة افتتح رئيس الانقلاب، المزارع السمكية بمنطقة شرق بورسعيد، والمركز الثقافي، وسلم عقود تخصيص مصانع لعدد من الشباب، وعقود 12 مركب صيد، وعدد من الوحدات السكنية، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم القومي للمحافظة.

وأثنى السيسي على محافظ بورسعيد، اللواء أركان حرب، عادل الغضبان، فيما اعتبره نشطاء "تثبيتا" له في موقعه، وتحديا لمطالب "البورسعيدية" برحيله، التي رفعوها في مظاهراتهم الحاشدة، مساء يوم 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، احتجاجا على غلاء أسعار المساكن، التي تعاقدوا عليها مع المحافظة.

وقضت محكمة جنايات بورسعيد، في منتصف الشهر الجاري، ببراءة 19 مواطنا من المحبوسين على ذمة هذه المظاهرات، بعد أن وجهت نيابة بورسعيد إليهم تهم: قطع طرق وتعطيل مرفق عام والتجمهر والتظاهر والتحريض عليه ومقاومة السلطات.

بورسعيد "ثكنة عسكرية"

وقبل الزيارة تحولت بورسعيد إلى ثكنة عسكرية، حيث رفعت مديرية أمن بورسعيد وإدارة تأمين المجرى الملاحي درجة الاستعداد والتأهب للحالة القصوى، وقامت لجان أمنية بحصر سكان العمارات والأبراج المطلة على مسار الركب الرئاسي.

وتم تكثيف الخدمات الأمنية والكمائن، وتشديد إجراءات التفتيش والاشتباه، والتنبيه على المواطنين بعدم ترك سياراتهم في الشوارع، التي سيمر فيها موكب السيسي.

وسبَّبت هذه التشديدات الأمنية ضيق الأهالي. وقال وسيم مجدي: "بورسعيد مقفولة من إمبارح.. كرهت نفسي.. حسبي الله ونعم الوكيل".

وأبدى الناشط محمد حسين اندهاشه من استعانة السيسي بالقوات الخاصة المعروفة باسم 999 و777، قائلا إن المفروض أن مكانها هو سيناء، متسائلا: "كم تكلفة "لقطة السيسي" في بورسعيد؟".

وبرغم ذلك، لم يلتق السيسي نخبة من الشباب والمثقفين والتجار وقيادات المدينة، كان من المقرر أن يلتقيهم، باعتبارها الزيارة الأولى له إلى بورسعيد.

من جهته، سخر الإعلامي محمد ناصر بفضائية "مكملين" المعارضة، من الزيارة، ناقلا عن "بورسعيدية" قولهم للسيسي: "بَطَّل يا أبو العربي.. دا إحنا حافظينك .. عاوز يبقى ريس، وجاي علينا يميس".

ماذا انتظر الأهالي من السيسي؟

وبحسب صحيفة "الدستور"، الأربعاء، فإن الأهالي كانوا ينتظرون من السيسي، تناول الأزمة الرئيسة التي تعصف باقتصاد بورسعيد، ألا وهي قرار إلغاء العمل بنظام المنطقة "الحرة" الصادر منذ 2002، واستمرارها اقتصاديا، منذ ذلك التاريخ، بما يشبه المسكنات الاقتصادية، ومنها قرارات مد العمل بهذا النظام، بالشارع التجاري البورسعيدي، الذي يئن، من الكساد وغلاء الأسعار.

ونقلت الصحيفة عن عدد من التجار قولهم إن وزارة المالية لم تنفذ أية وعود أطلقتها لحل مشكلة بورسعيد، وإن الحكومة فشلت في تعويض بورسعيد عن النظام التجاري بأي مجال آخر كالسياحة والزراعة، كما خالفت وعودها بضخ ثلاثة مليارات جنيه في سوق العمل ببورسعيد لإنشاء مصانع.

كما طالب التجار بصدور قرار جمهوري يلغي قرار إلغاء العمل بالمنطقة الحرة ببورسعيد، دون قيد أو شرط، ورفضوا جميع الحلول التي أطلقوا عليها وصف "المسكنات" بعد ما أصاب المدينة على مدار أكثر من عشر سنوات من ركود اقتصادي، وأوضحوا أنهم معرضون للتشرد، بعد زيادات الأسعار.

ورصدت صحيفة "المال" مطالب أخرى لمواطني بورسعيد، منها التحول إلى الصناعة، ومنح التجار فرصة لتقنين أوضاعهم، ونقل المنافذ الجمركية للتوسع عمرانيا، وإعطاء أولوية لأبنائهم في مشروعات شرق بورسعيد، وبدء تطوير ميناء غرب بورسعيد، وتعديل قانون المناطق ذات الطبيعة الخاصة، لجذب المستثمرين.

كلمة الافتتاح بعد الختام

وفي كلمته بافتتاح المركز الثقافي الترفيهي ببورسعيد، فاجأ السيسي، الذي جاء متأخرا، دون سبب مفهوم، مذيعة التلفزيون المصري، لدى اختتامها الحفل، وتقديمها للسلام الجمهوري، قائلا: "إديني فرصة أتكلم".

وقال: "ماهو ماكانش ممكن أكون موجود معاكم، وماقولش كلمة"، ووعد بإعلان بورسعيد أول محافظة مصرية خالية من المناطق العشوائية، في منتصف عام 2017، قائلا: "أنا باقول عليها مناطق غير مخططة لأنه يصعب عليَّ أقول لفظ عشوائي علي أي جزء في مصر".

وطالب بتوثيق نضال مدينة بورسعيد، قائلا: "بورسعيد ناضلت كتير، يا ترى تم توثيق ده بشكل جيد؟، مطالبا بإنشاء متحف قومي لتسجيل هذا النضال.

وأضاف السيسي، مخاطبا عادل الغضبان: "أنا باحب الناس تدفع يا عادل، وأهل بورسعيد شايفين أكتر من أي حد تاني.. يعني إحنا هنعمل، لكن أهل بورسعيد اللي هيساعدونا في ده"، ليرد عليه الغضبان "إحنا وراك يا ريس"، فقال له السيسي: "أنا عايزك قدامي".