نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية تقريرا؛ نقلت فيه رواية أحد الشهود على حادثة تحطم الطائرة الروسية في البحر الأسود، ما أدى إلى مقتل أكثر من 90 شخصا، غالبيتهم من العسكريين، كانوا متجهين من موسكو نحو مدينة اللاذقية السورية، وذلك بعد وقت قصير من إقلاعها مجددا من مطار سوتشي الذي توقفت فيه للتزود بالوقود.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن أحد عناصر خفر السواحل في
روسيا؛ كان شاهد العيان الوحيد في هذه الحادثة، وقد أكّد أنه شاهد سقوط الطائرة في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة. ووفقا لما استنتجه الخبراء بناء على ما وصفه هذا الشاهد، فإن الإجراءات التقنية والفنية الخاطئة التي اتخذها الطيارون قد تكون السبب الرئيسي وراء تحطم الطائرة، فضلا عن الحمولة الزائدة التي من المحتمل أن تكون قد أدت إلى حصول خلل في أجهزتها.
وأكدت الصحيفة أنّ التحقيقات الأولية حول حادثة سقوط الطائرة الروسية، من طراز "تو-154"، كشفت عن ارتكاب الطيارين لخطأ فني أثناء تحديد زاوية الإقلاع، ما تسبب في سقوط الطائرة في البحر الأسود.
وقد كانت الطائرة الروسية تنقل 60 من أعضاء الفرقة الموسيقية العسكرية، وجنرالا، وتسعة صحفيين، بالإضافة إلى طاقم الطائرة.
وذكرت الصحيفة أن سرعة الإقلاع وسوء اختيار الزاوية المناسبة جعل ذيل الطائرة يصطدم بسطح الماء في مرحلة أولى، ثم اضطرب مسارها وسقطت في مرحلة ثانية، حسب ما وصفه شاهد العيان الوحيد على هذه المأساة.
ونقلت الصحيفة عن الشاهد الوحيد على الحادثة قوله إن "الطائرة أقلعت من مطار أدلر، إلا أنها بدأت في الانخفاض والاقتراب تدريجيا من سطح البحر، ثم شاهدت اضطرابا غريبا في حركتها".
وأضاف الشاهد: "لاحظت أن حركة الطائرة كانت غريبة في تلك اللحظة، وربما يعود السبب في ذلك إلى تعرضها لاضطراب جوي. ومن الطبيعي أن تقوم أي طائرة من طراز تو-154 بخفض السرعة والاستعداد للارتفاع مجددا في الحالات الطارئة، إلا أن الطيار أنزل العجلات الخلفية للطائرة، ما جعل ذيلها يقترب من سطح البحر تدريجيا. وخلال ثوان قليلة، سقطت الطائرة وتحطمت بفعل الأمواج. وسرعان ما غرقت، واختفت عن الأنظار".
وذكرت الصحيفة آراء الخبراء التي جاءت تعليقا على ما ذكره شاهد العيان. وقد استنتج الخبراء أن هناك العديد من العوامل المتسببة في سقوط الطائرة، وترتبط جميعها بالإجراءات الخاطئة التي اتخذها طاقمها منذ الإقلاع.
ووفقا لتقارير الخبراء، فقد تبين أن الطيار فقد السيطرة على سرعة الطائرة بعد ثوان من الإقلاع، وذلك بسبب اختياره للزاوية الخاطئة بطريقة غير ملائمة للتيارات الهوائية، ما أدى إلى تسليط ضغط كبير على الأجنحة، وانخفاضها إلى أن اقتربت من سطح البحر، ثم سقطت فيه.
وأفادت الصحيفة أن حادثة مشابهة وقعت في شهر آب/أغسطس سنة 2006، عندما كانت طائرة من ذات الطراز متجهة إلى سانت بطرسبورغ، لكنها تحطمت بالقرب من دونيستيك، إثر وقوع خطأ مشابه لما وقع في هذه الحادثة الأخيرة. وأضافت الصحيفة أن تلك الطائرة تحطمت بعد دخولها في منطقة اضطراب هوائي. وعندما حاول الطيار تجاوز العاصفة الهوائية، فقد السيطرة على الطائرة بسرعة، وسقطت من ارتفاع يفوق 12 ألف متر، ما أدى إلى مقتل 170 راكبا كانوا على متنها.
وذكرت الصحيفة أن السلطات الروسية أصدرت بيانا رسميا بعد الحادث الجديد، أكدت فيه أن سقوط الطائرة يعود أساسا لأسباب فنيّة، واستبعدت فرضية حدوث هجوم إرهابي.
وأكدت الصحيفة أن البحث عن حطام للطائرة انطلق مباشرة بعد تحطم الطائرة. ووفقا للنتائج الأولية، فقد تم العثور على بقع وقود فوق خزان الطائرة، ما يدعم فرضية حصول خلل فني.
وقالت الصحيفة إن المشاركين في البحث عن حطام الطائرة تمكنوا من استخراج أجزاء عديدة منها خلال بضع ساعات، كما تم العثور على جثة قائد الطائرة، وأرسلت الجثث كلها إلى موسكو لإجراء الأبحاث الجينية عليها. وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيقات وعمليات البحث ستتواصل للعثور على ما تبقى من الركاب ومن أفراد الطاقم.
وتجدر الإشارة إلى أن التحقيقات الأولية أثبتت أن البعض من أفراد الطاقم لم يضعوا أحزمة الأمان أثناء الحادث.
وذكرت الصحيفة أن عمليات البحث أدت إلى العثور على قطع كبيرة من الطائرة المنكوبة، بما في ذلك جزء كبير من الذيل الخلفي، الذي عُثر عليه محطما بالكامل، على عمق 70 مترا باستخدام جهاز السونار، مما يدعم صحة رواية عنصر خفر السواحل، وفق الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الروسية تمكنت من العثور على أجزاء كبيرة من هيكل الطائرة، ومن انتشال جميع الضحايا بعد ساعات قليلة من الحادث، ما يعني أن الأيام القليلة القادمة ستكشف بسهولة عن لغز سقوط الطائرة.