قال وزير العلوم والصناعة والتكنولوجيا التركي، فاروق أوزلو، إن
البنك الدولي للتكنولوجيا، المقرر إنشاؤه في بلاده، سيبدأ نشاطه العام المقبل، وسيكون قائما على آليتين، الأولى هي دعم القدرات العلمية والتكنولوجية والابتكارية في الدول الأقل نماءً لتحقيق تنمية مستدامة، والثانية هي تشكيل بنك الملكية الفكرية، وذلك بالتنسيق مع مؤسسة البحوث العلمية والتكنولوجية التركية "توبيتاك".
وبهدف دعم الدول الأقل نماءً، والبالغ عددها حاليا 48 دولة، صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، على تأسيس البنك الدولي للتكنولوجيا في مدينة إسطنبول، وفق بيان أصدرته المنظمة الدولية، السبت الماضي.
وأضاف أن "البنك سيكون موجها للدول الأقل نماء من الناحيتين العلمية والتكنولوجية، إذ سيتحول إلى نقطة مركزية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 التي أعلنتها الأمم المتحدة".
وتابع: "هذا البنك متخصص في تطوير القدرات، وتقديم تحليل حول احتياجات الدول الأقل نماء، وتطوير السياسات العلمية والتكنولوجية الخاصة بها، فضلا عن تقديم الدعم في قطاع التعليم والتدريب فيما يتعلق ببناء آليات الإدارة والتطبيق".
وأوضح أن البنك الدولي للتكنولوجيا سيبدأ نشاطه العام المقبل، وستتولى مؤسسة البحوث العلمية والتكنولوجية التركية (توبيتاك) مهام تنسيق أعماله، تحت إشراف الأمم المتحدة.
واستطرد الوزير: "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن حزمة تعهدات للبلدان الأقل نماء، خلال مشاركته في المؤتمر الرابع لتلك الدول، الذي انعقد في إسطنبول بين يومي 9 و13 مايو/أيار2011".
من بين تلك التعهدات، بحسب أوزلو، "بناء مقر دولي يلعب دور بنك التكنولوجيا، ويكون مخصصا لخدمة الدول الأقل نماءً.. وتم تشكيل فريق من الخبراء رفيعي المستوى، بهدف تقديم استشارات ومقترحات خلال مرحلة تأسيس البنك، فضلا عن تنظيم مؤتمرات تقييمية في هذا الإطار".
الوزير مضى قائلا إنه "بعد العديد من الاقتراحات التي قدمت خلال الاجتماعات، التي عقدت لبحث آليات عمل وهيكلية البنك، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة بناء مقر البنك في منطقة غبزة في إسطنبول".
وشدد على أن "أنشطة البنك، والدراسات التي ستجريها مؤسسة البحوث التركية (توبيتاك)، سيكون لها دورا مهما في الدول الأقل نماء، التي تشكل الدول الإسلامية نحو نصف عددها".
واعتبر الوزير التركي أن "الدور الذي تلعبه
تركيا، كعضو في مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية، واستضافتها لمقر البنك، سيكون ممهدا للطريق من أجل تشكيل تعاون بين المجموعة والدول الأقل نموا".
ومجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية هي منظمة دولية تأسست في تركيا عام 1997، وتضم ثماني دول إسلامية هي مصر، ونيجيريا وباكستان، وإيران، وإندونيسيا، وماليزيا، وتركيا، وبنغلاديش.
ويبلغ عدد سكان دول المنظمة مليار نسمة أي ما يوازي 14% من سكان العالم، وتهدف المنظمة إلى تدعيم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين دولها.
والدول الأقل نموا هي الدول ذات المؤشرات المتدنية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتحتل أدنى ترتيب في مؤشر التنمية البشرية في العالم، ويقطنها 12% من سكان العالم، وذلك وفق تعريف أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا عام 1971؛ بهدف حشد دعم دولي للدول الأكثر ضعفا وفقرا.
والقائمة الحالية لـ"الدول الأقل نموا" تضم 48 دولة، منها 34 دولة إفريقية، بينها السودان وموريتانيا، و13 في آسيا والمحيط الهادئ (بينها اليمن)، وواحدة في أمريكا اللاتينية.