توعد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد
ترامب، العالم بسباق تسلح جديد، قائلا: "ليكن هناك
سباق تسلح"، ردا على سؤال حول تعزيز القدرات النووية للولايات المتحدة الأامريكية خلال مقابلة مع قناة "إس إن بي إس".
وكان ترامب قال، أمس الخميس، إن على بلاده أن تعزز بشكل كبير قدراتها النووية في انتظار أن "يعود العالم إلى رشده" مخالفا بذلك خط الرئيس باراك أوباما الذي دعا إلى التخلص من الأسلحة الذرية.
وطلب مذيع قناة "إس إن بي إس" من ترامب أن يوضح ما قصده بالتغريدة فقال: "ليكن سباق للتسلح، وسنتفوق عليهم وسوف ننجو"، وقد ارتفعت أسهم منتجي اليورانيوم على إثر التقرير.
من جهته قال متحدث باسم ترامب، الجمعة، إن الولايات المتحدة لن تسمح لبلدان أخرى بتعزيز قدراتها النووية من دون أن ترد بالمثل.
وقال شون سبايسر السكرتير الإعلامي المقبل للبيت الأبيض لقناة "سي إن إن" إن "هناك في الوقت الراهن دولا حول العالم الآن تتحدث عن تعزيز قدراتها النووية، والولايات المتحدة لن تجلس متفرجة وتسمح بحدوث ذلك من دون أن تتصرف بالمثل".
وقال ترامب في تغريدة على "تويتر": "يجب على الولايات المتحدة أن تعزز وتوسع قدراتها النووية إلى حين يأتي وقت يعود فيه العالم إلى رشده بشأن
الأسلحة النووية".
ويخالف تصريحه خط الرئيس أوباما الذي دعا في كلمة شهيرة في براغ في 2009 إلى التخلص من الأسلحة النووية.
ويأتي هذا التصريح غداة لقاء ترامب مجموعة من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية بينهم الأميرال جيمس سيرنغ الذي يرأس وكالة الدفاع الصاروخي. وتركزت محادثاتهم على خفض نفقات مختلف البرامج العسكرية.
وجاءت تصريحات ترامب بعد أن أعلن
بوتين "أن روسيا بحاجة إلى تعزيز قدراتها العسكرية للقوة النووية الإستراتيجية"، في حين أشاد بأداء الجيش الروسي في حملة الغارات الجوية على سوريا.
وأضاف أن على روسيا التركيز على تطوير صواريخ قادرة على اختراق الأنظمة الدفاعية للصواريخ الحالية والمستقبلية.
إلا أن مستشارة لترامب حاولت التخفيف من شأن تصريحاته مؤكدة أنه لم يحاول تغيير المواقف الأمريكية حول مسألة أمنية عالمية.
وقالت كيليان كونواي في حديث لـ"ام اس ان بي سي" إن "ما يحاول قوله هو أنه يريد أن نكون مستعدين للدفاع عن أنفسنا وإلا سيحاول تطبيق سياسة جديدة".
وأضافت: "أعتقد أن ما يحاول الرئيس المنتخب قوله هو أنه علينا أن نبقي أمتنا آمنة وعندما ستتوقف بلدان أخرى من بناء ترسانتها النووية عندها سنشعر بأمان أكبر".
وتملك الولايات المتحدة حاليا ترسانة تقدر بـ 7 آلاف رأس نووي لتأتي ثانية بعد روسيا التي تملك عدة مئات أكثر.
وترغب وزارة الدفاع الأمريكية في استبدال أو تحديث قوتها النووية الهجومية التي تضم صواريخ بالستية عابرة وغواصات وقاذفات.
وصرحت لايسي هيلي الخبيرة النووية في مركز ستيمسون في واشنطن بأن تغريدة ترامب كانت "غير مسؤولة" لأنه لم يعط تفاصيل عن الموضوع، مضيفة أن "الإدلاء بمثل هذه التصريحات دون تقديم إيضاحات ينم عن عدم المسؤولية".
وتابعت: "قد نكون نتحدث عن العودة إلى الحرب الباردة عندما كان التهديد النووي حقيقيا. التصريحات الروسية تذهب في هذا الاتجاه".
وخلال حملته الانتخابية لم يقدم ترامب تفاصيل عن أولوياته بشأن القوة النووية الأمريكية وقال: "بالنسبة إلي الشأن النووي في غاية الأهمية".
وتابع: "أعتقد أننا بحاجة إلى شخص يمكننا الوثوق به تماما يكون في غاية المسؤولية يعرف ما يفعله (...)".