خرج العشرات من سكان
القرى النائية بالمغرب للاحتجاج أمام البرلمان بالرباط، الأحد، طالبوا خلاله المسؤولين بتوفير الوسائل اللازمة لمجابهة الثلوج والبرد القارس التي تعرفها هذه المناطق خلال فصل الشتاء.
وتعرف مناطق جبال الأطلس في فصل الشتاء هطول كميات كبيرة من الثلوج تجعل الوصول إلى هذه المناطق صعبا جدا، ما يؤدي إلى محاصرة السكان وانقطاعهم عن العالم.
ورغم ما تقوم به الدولة من مجهودات لفك العزلة عن هذه المناطق خلال هذا الفصل، إلا أن ذلك يبقى دون مستوى تطلعات السكان، بحسب قول أحد المحتجين في تصريح لـ"
عربي21"، الأحد.
أحد سكان منطقة
إملشيل الواقعة في جبال الأطلس الكبير الشرقي، قال إن موجة البرد الشديد الذي تعرفها المنطقة خلال هذه الأيام تسببت في تعطيل كافة الأنشطة، خاصة منها الرعي والفلاحة التي يعتمد عليها السكان، ما يضطرهم إلى الترحال بحثا عن مراعي جديدة لماشيتهم، مع ما يصحب ذلك من معاناة شديدة في التنقل.
بدوره قال زيد موهري، وهو أحد سكان المنطقة، في تصريح لـ"
عربي21"، إن الوقفة
الاحتجاجية تأتي بهدف "محاولة إيصال صوت سكان المناطق النائية وخاصة منطقة إملشيل إلى المسؤولين في الحكومة، وتأتي أيضا للتصدي للمخططات التخريبية التي تنهجها وزارة الصحة بالمنطقة المنكوبة جراء ويلات التهميش الممنهج ونبذ كافة أشكال الإقصاء والتهميش الاجتماعي الذي يطال سكان المنطقة".
وكشف موهري عن هشاشة البنية التحية للمنطقة التي تحتاج إلى تدخل عاجل، خاصة في فيما يتعلق بالجانب الصحي والتعليمي، فقال: "إن المستوصفات فقيرة من الوسائل والأطر.. نساؤنا الحوامل يعانون الويلات خلال هذه الفترة، ومنهن من يمتن جراء التهميش واللا مبالاة، ناهيك عن هشاشة البنية التحتية للمدارس وبعدها، وشح الأطر التربوية بها".
ولفت إلى أن المجتمع المدني ولو أنه يساعد قدر المستطاع على فك العزلة على المنطقة، إلا أن مجهوداته تبقى بسيطة، "ولو كان المسؤولون أو المجتمع المدني يقومون بواجبهم كما ينبغي لن نصل إلى هنا".
يشار إلى أن نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي بالمغرب، ينضمون خلال هذه الفترة من السنة حملات بمختلف المناطق النائية بالمغرب لجمع التبرعات سواء كانت عينية أو مادية لفك العزلة عن السكان المنكوبين.