تبذل جهود عالمية لإغاثة ومساعدة سكان
حلب الذين يتعرضون لغارات وقصف وجرائم ضد الإنسانية، فيما تعهدت
تركيا بنصرة المظلومين وبأنها ستفعل كل ما بوسعها لإنقاذ الأبرياء.
قادة الاتحاد الأوروبي
وتكثفت الدعوات في البرلمان الأوروبي، الأربعاء، في ستراسبورغ لمساعدة سكان حلب الذين يتعرضون للقصف، عشية قمة بين قادة الاتحاد الأوروبي.
وقال زعيم حزب الشعب الأوروبي (يمين) منفريد ويبر، الكتلة الرئيسية في البرلمان الأوروبي، إن "مئات آلاف الأشخاص يعيشون الجحيم على الأرض".
وضم رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر صوته إلى النداءات من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية.
وقال يونكر: "أدعو أطراف النزاع للنظر عبر ضباب الحرب ولو لوقت وجيز، ما يكفي أقله لتذكر إنسانيتها وتسمح للمدنيين والنساء والأطفال بمغادرة (...) المدينة بأمان".
وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وجهت، الثلاثاء، الدعوة ذاتها في البرلمان الأوروبي.
وقالت: "أضم صوتي إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة الذي أكد واجب جميع الأطراف على الأرض حماية المدنيين واحترام القانون الدولي حول حقوق الإنسان".
وأضافت: "سيحاسب كل من يرتكب جرائم حرب".
ودعا عدد من البرلمانيين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف واضح، الخميس، بعد القمة التي تعقد في بروكسل.
وقال ويبر: "من الواضح بنظر حزب الشعب الأوروبي، أن سياسة التهدئة حيال روسيا لا يمكن أن تكون مقاربة. روسيا لطخت يديها بالدماء".
من جهته قال جاني بيتيلا باسم الاشتراكيين: "إذا لم يتخذ المجلس قرارات، فغياب القرارات هذا ينعكس سلبا على حياة الأفراد".
أردوغان: جرائم ضد الإنسانية في حلب
وفي سياق آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "تركيا، أمل المظلومين، لم ولن تترك أهالي حلب وحدهم، سنفعل كل ما بوسعنا، أيا كان الثمن، حتى لو كان الأمر يتعلق بإنقاذ نفس بريئة واحدة".
واتهم أردوغان النظام السوري بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حلب، مضيفا: "على الجميع بمن فيهم الأطراف الداعمة له، رؤية هذه الحقيقة".
وأكّد الرئيس التركي أنه سيبحث هاتفيا، مساء الأربعاء، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأوضاع في حلب، مشيرا إلى أن وزير خارجيته ورئيس الاستخبارات يتابعان الوضع في المدينة عن كثب.
وأضاف أن "الوضع في الميدان هش ومعقد، لا سيما أن قوات النظام انتهكت الاتفاق واستأنفت اعتداءاتها ضد المدنيين رغم مرور بضعة ساعات على الاتفاق".
وتعليقا على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار قال أردوغان: "تطبيق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بمبادرة تركيا وجهودها الحثيثة قد يكون الأمل الوحيد بالنسبة للأبرياء الموجودين في حلب، لذلك أدعو جميع الأطراف والمجتمع الدولي إلى مراعاته ودعمه".
وطالب أردوغان بفتح الممرات الإنسانية فورا وإجلاء الناس بشكل سليم من شرق حلب دون أية عرقلة أو تخريب.
وأشار الرئيس التركي أيضا، إلى الجهود الحثيثة التي بذلتها أنقرة من أجل تحريك العالم ودفع المجتمع الدولي للتحرك من أجل إنقاذ المدنيين في مدينة حلب، مبينا أنّ اتصاله مع أنطونيو غواتيريش الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أمس الثلاثاء، يندرج ضمن هذا الإطار.
احتجاز مدنيين عند نقطة تفتيش "إيرانية"
وفي تطور الأحداث بمدينة حلب، قال رئيس الهلال الأحمر التركي كريم كينيك إن "نحو 1000 شخص من حلب كان قد تم إجلاؤهم خلال الليل بعد اتفاق وقف إطلاق النار محتجزون عند نقطة تفتيش تابعة لمقاتلين إيرانيين خارج المدينة السورية".
وقال كينيك: "هؤلاء الناس كانوا قد عبروا نقطة التفتيش الروسية"، مشيرا إلى من تم إجلاؤهم.
وأضاف: "لكن بعد مغادرة حلب تم إيقافهم عند نقطة تفتيش ثانية يقف عندها مقاتلون إيرانيون ولا يزالون ممنوعين من العبور".
وقال إن "المحادثات تجري للسماح للحافلات التي تقل المدنيين بالتحرك صوب محافظة إدلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة".