في حوار نادر لآخر زعيم سوفييتي مع وسيلة إعلام غربية، كشف ميخائيل
غورباتشوف أن الخيانة كانت وراء انهيار الاتحاد السوفييتي.
وقال غورباتشوف، في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية "
بي بي سي"، إن "ما حدث للاتحاد السوفيتي كان حدثا دراميا بالنسبة لي وبالنسبة لكل شخص كان يعيش في
الاتحاد السوفيتي".
وتناول غورباتشوف في حواره الأيام الأخيرة للاتحاد السوفياتي، ففي 21 كانون الأول/ ديسمبر 1991، بدأت نشرة الأخبار في التلفزيون الروسي بإعلان مثير: "مساء الخير، هذه نشرة الأخبار، الاتحاد السوفيتي لم يعد موجودا بعد الآن".
وقرر قادة روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا تحدي إرادة غورباتشوف، الذي حاول جاهدا الإبقاء على جميع الجمهوريات في دولة واحدة.
وقال الزعيم السوفيتي عن هذه الفترة: "حدثت خيانة من وراء ظهورنا، من وراء ظهري أنا؛ كانوا يحرقون منزلا بالكامل لمجرد إشعال سيجارة، فقط من أجل السلطة التي لم يستطيعوا الوصول إليها بالوسائل الديمقراطية؛ لذلك ارتكبوا الجرائم. كان انقلابا".
وعن أسباب استقالته من رئاسة الاتحاد السوفيتي في 25 كانون الأول/ ديسمبر 1991، أكد أن "البلاد كانت تسير في طريق الحرب الأهلية، وأردت منع حدوث هذا".
وأضاف: "الانقسام المجتمعي والصراع في بلد مثل هذه تعج بالأسلحة، بما في ذلك أسلحة نووية، قد يتسبب في قتل الكثير من الناس، ويُحدث دمارا هائلا. لم يكن بإمكاني ترك هذا يحدث من أجل التشبث بالسلطة. التنحي عن الحكم كان انتصارا لي".
وحول ما إذا كانت الحرية التي أعلن عنها في خطاب التنحي، حيث قال إن المجتمع "حصل على الحرية" نتيجة لبرنامجه الإصلاحي "بيريسترويكا" تواجه تهديدا في روسيا، قال: "هذه العملية لم تكتمل، نحتاج الحديث بصراحة عن هذا، هناك بعض الأشخاص تزعجهم الحرية، لا يشعرون بشيء جيد حيالها".
وحين سألته "بي بي سي": "هل تقصد فلاديمير
بوتين؟"، أجاب: "سيتوجب عليك تخمين من الذي أقصده، وسأترك لك الإجابة عن هذا السؤال".
وتجنب غورباتشوف توجيه أي انتقادات إلى الرئيس فلاديمير بوتين، لكنه أشار إلى بعض التلميحات حول اختلافه عن الرئيس بوتين.
وفي سؤال عما إذا كان الرئيس الروسي يطلب استشارته، قال: "إنه يعرف كل شيء بالفعل، كل شخص يحب أن يدير الأمور بطريقته الخاصة"، وقال بالفرنسية: "هذا حال الدنيا".
وانتقد غورباتشوف روسيا الحديثة بشدة، قائلا إن "البيروقراطيين سرقوا ثروات البلاد، وبدأوا في إنشاء شركات".
وانتقد بشكل مباشر أحد المقربين من الرئيس بوتين، وهو ايغور سيتشين، رئيس عملاق النفط روسنفت، واتهمه بمحاولة التأثير على شؤون البلاد.
كما هاجم غورباتشوف الدول الغربية، واتهمها بـ"استفزاز روسيا".
وقال: "لدي قناعة بأن الإعلام الغربي، بما في ذلك "بي بي سي"، لديه تعليمات خاصة بتشوية بوتين والتخلص منه. لكن نتيجة لما تقومون به، ارتفعت شعبيته إلى 86 في المئة، وقريبا ستصل إلى 120 في المئة".
وحول رأيه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال غورباتشوف: "أرى الأبنية العالية التي يشيدها، لكن لم أحظ بفرصة مقابلته شخصيا؛ لذلك لا يمكنني الحكم على رؤيته وسياسته".
ووصف فوز ترامب بأنه "مثير للاهتمام، الجميع في روسيا -وأنا من بينهم- اعتقد بفوز الديمقراطيين، إلا أنني لم أصرح بهذا".
وفيما إذا كان يتحمل شخصيا مسؤولية انهيار الاتحاد السوفياتي، قال: "ما يؤلمني هو أن الناس في روسيا لا تفهم بشكل كاف ما أنجزته وما فعلته فعلا".
وتابع: "فتحت البيريسترويكا الباب أمام البلاد والعالم للتعاون والسلام، وآسف فقط لأنني لم أتمكن من رؤية ذلك حتى النهاية".