فر أكثر من عشرة آلاف مدني خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة من الأحياء الأخيرة المتبقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق
حلب، إلى القسم الغربي تحت سيطرة قوات النظام، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "تمكن أكثر من عشرة آلاف مدني من النزوح من الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي الفصائل في حلب إلى القسم الغربي، خلال الـ24 ساعة الأخيرة".
وبحسب المرصد، فقد بات عدد من المدنيين الذي فروا منذ بدء قوات النظام والمليشيات الشيعية، مدعومة بالطيران الروسي، هجومها على الأحياء الشرقية منتصف الشهر الماضي نحو 130 ألفا، معظمهم نزح إلى الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام.
وبحسب عبد الرحمن، فإن "بعض الأحياء في شرق المدينة التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل، باتت خالية تماما من السكان".
وسيطرت قوات النظام فجر الاثنين، على حي الشيخ سعيد الاستراتيجي في جنوب شرق حلب، بعد معارك عنيفة، كما أنها استكملت الاثنين سيطرتها على حي الصالحين الذي كانت تسيطر على أجزاء منه، وفق المرصد.
وتمكنت قوات النظام خلال أقل من شهر، من السيطرة على مناطق واسعة من الأحياء الشرقية، وبات وجود الفصائل يقتصر على عدد من الأحياء في جنوب شرق المدينة.
تجنيد إجباري
وفي سياق متصل، أجبر النظام السوري الآلاف من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا والذين خرجوا من أحياء حلب، على الالتحاق بمعسكراته؛ تمهيدًا للزج بهم على جبهات القتال في مختلف المناطق المشتعلة وخاصة في أحياء حلب الشرقية التي خرجوا منها.
وأفادت مصادر متطابقة، بحسب موقع "الدرر الشامية" المعارض، بأن نظام الأسد يقوم بإرسال الشبان إلى معسكرين أساسيين في منطقة جبرين بريف حلب، ومنطقة مساكن هنانو التي سيطر عليها النظام مؤخرًا؛ حيث قدرت المصادر أعداد الشباب الذين تم تجنيدهم بأكثر من 4000 آلاف شاب.
وكانت مصادر عسكرية أكدت السبت أن من بين قتلى قوات الأسد خلال معارك الشيخ سعيد بحلب مع الفصائل الثورية، شبانًا خرجوا من الأحياء الشرقية للمدينة، وتم التعرف على هوية اثنين منهم.
يُذكر أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قال الجمعة، إن مئات من شرق حلب اختفوا بعدما تركوا المناطق الخاضعة لسيطرة "المعارضة السورية"، وأبدى قلقه البالغ على مصيرهم وهم في أيدي قوات النظام السوري.
على تخوم الباب
ومن جانب آخر، سيطرت فصائل المعارضة ضمن عملية درع الفرات المدعومة من تركيا على المزارع الغربية والغربية الشمالية وصولاً إلى المتحلق الغربي لمدينة
الباب في الشمال الشرقي من ريف حلب، إثر هجوم بدأه مقاتلو الفصائل من الجبهة الشمالية والشمالية الغربية للمدينة.
وقالت شبكة "
سوريا مباشر" في ريف حلب إن مسلحي التنظيم اسنحبوا إلى الخطوط الخلفية عند مداخل الأحياء السكنية لمدينة الباب، مع اقتراب فصائل المعارضة السورية من جبل عقيل المطل على المدينة وأعلى القمم المحيطة بها والذي تتركز الاشتباكات في محيطه.
وقال أبو الفاروق العسكري، القيادي في حركة أحرار الشام، إن الوصول إلى داخل مدينة الباب بات قريبا في غضون الأيام القليلة القادمة، ويتطلب أولا السيطرة على جبل عقيل، أهم المناطق الاستراتيجية التي تساعد في السيطرة عليها.
وقالت تنسيقية مدينة الباب، إن
تنظيم الدولة يحتجز المدنيين ويمنعهم من مغادرة المدينة ويتخذهم دروعا بشرية، وأسفر القصف المدفعي على المدينة عن مقتل امرأة وابنتها بالقرب من محطة للوقود داخل المدينة خلال المعارك الدائرة على أطرافها وتبادل القصف بين الطرفين.
وفي السياق ذاته، أضاف مراسل الشبكة من تمكن فصائل المعارضة من تدمير سيارة مفخخة للتنظيم على أطراف قرية الزرزور بريف مدينة الباب الشرقي، وكذلك اغتنام دبابة وعربة BMP على متحلق المدينة الشمالي وتدمر المدرع الثالثة للتنظيم ضمن معارك عملية "درع الفرات" للسيطرة على المدينة.
تجدر الإشارة أن فصائل المعارضة تمكنت يوم أمس السبت من إسقاط طائرة استطلاع لتنظيم الدولة كانت تحلق في الأجواء الغربية لمدينة الباب.
يذكر أن أربعة آلاف مقاتل من فصائل المعارضة السورية تشارك ضمن عملية التقدم باتجاه مدينة الباب، أهم معاقل التنظيم ضمن مناطق سيطرته في ريف حلب.