قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة إن
إيران تواصل زعزعة أمن واستقرار المنطقة من خلال "تشكيل جيوش تابعة لها في الدول العربية.
وأوضح آل خليفة كلمته أمام منتدى "حوار المنامة" أن إيران تستخدم "ولاية الفقيه" لمحاولة شراء أتباع لها حول العالم واستغلال الصراعات في المنطقة من أجل بسط نفوذها بالإضافة إلى دعمها للإرهاب.
ورأى أنه لا يمكن حل مشكلات المنطقة ولا بناء علاقات جيدة مع إيران سوى بتغيير سياستها بشكل جذري والتعاون بشفافية مع دول المنطقة.
ويطرح مراقبون تساؤلات حول الخطوات التي خطتها دول
الخليج باتجاه عمليات التدريب والتسليح التي تقوم بها إيران بالاستعانة ببعض مواطني دول الخليج كما كشفت العديد من التحقيقات في السعودية والكويت والبحرين.
غياب الإرادة
المحلل السياسي
العراقي الدكتور يحيى الكبيسي رأى أن استجابة دول الخليج عموما للتهديدات واستراتيجيات إيران في المنطقة ضعيفة للغاية وغير متوافقة مع حجم التهديد.
وأوضح الكبيسي لـ"
عربي21" أن إيران ماضية بشكل واضح لفرض نفوذها في المنطقة العربية وما حصل مع لبنان ثم اليمن وسوريا والعراق أكبر دليل على ما تسعى إليه إيران وما تفكر به لدول أخرى.
ورأى ان هناك "إشكالا" خليجيا في كيفية التعاطي مع تحركات واستراتيجيات إيران التوسعية في المنطقة مشددا على أن هناك تقصيرا في فرض الرؤية العربية على الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة في كيفية التعاطي مع إيران ودفعها لممارسة الضغوط عليها للحد من تحركاتها.
وأضاف: "بدلا من التركيز على الملف النووي كان يجب التركيز على ملف النفوذ المتصاعد إيران على أبواب الخليج والذي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة العربية ككل".
وقال إن دول الخليج "تستطيع فعل الكثير في هذا الشأن لو كانت هناك إرادة لذلك لكن على ما يبدو فإن الإرادة لم تتوفر إلى الان ودول الخليج تحاول النأي بنفسها عن ملفات كبيرة كما حصل مع الملف العراقي بعد الاحتلال وتركت البلاد لقمة سائغة لإيران".
ولفت إلى أن دول الخليج الآن لديها "علاقات جيدة مع الحكومة العراقية وتحاول كسب ودها وفي المقابل بغداد لم تستجب لأي مطلب خليجي لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة بسبب النفوذ الإيراني الواسع هناك".
وعلى صعيد التحرك الخليجي في اليمن قال الكبيسي "الاستجابة جاءت متأخرة ولم يكن هناك فعل حقيقي حتى وصلت إيران إلى أبواب الخليج ودخلت إيران وتمددت".
وحول تهديدات إيران للأوضاع الداخلية في الدول العربية قال الكبيسي: "باستثناء البحرين التي تعاني من هشاشة في تركيبة البنية الداخلية ليست هناك دولة خليجية يمكن أن تكون ضمن النفوذ الإيراني مثل العراق وسوريا لكن الخطورة في الأمر أن هذه الدولة تتعرض للتطويق شيئا فشيئا".
وشدد على إن إيران تريد أن يكون محيط الخليج عبارة عن "فضاء استراتيجي وأمني لها تتحرك به كيفما تريد حتى لو لم يكن نفوذا مباشرا وهذا له مردود خطير".
يشار إلى أن البيان الختامي للقمة الخليجية المنعقدة في العاصمة البحرينية المنامة طالب إيران بالتوقف عن سياسة التدخل في دول الجوار واحترام سيادة الدول وعدم استخدام القوة أو التلويح بها
وشدد البيان على "رفض محاولات طهران انتهاك سيادة دول الخليج ومحاولة بث الفرقة وإثارة الفتنة الطائفية بين مواطنيها لحفظ أمن واستقرار المنطقة".
وعبرت دول الخليج عن قلقها من "استمرار إيران في اتباع سياسات توسعية ومواصلتها القيام بدور سلبي في المنطقة وتدخلها الدائم في الشؤون الداخلية للدول العربية واستمرارها بإيواء واحتضان الإرهابيين على أراضيها بما فيها
مليشيات حزب الله ودعم المليشيات الإرهابية في المنطقة" على حد قول البيان.