دخلت القوات التركية وفصائل المعارضة السورية مساء السبت مدينة الباب، آخر معاقل تنظيم الدولة في محافظة
حلب في الشمال السوري.
وأكد المرصد السوري دخول قوات "درع الفرات" مدينة الباب من الجهة الشمالية الشرقية، إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلي التنظيم.
وأشار إلى اشتباكات تدور حاليا داخل المدينة، لافتا إلى أن التقدم "يترافق مع قصف مدفعي تركي عنيف للمدينة".
من جهته، أوضح المحلل العسكري، أحمد الرحال، لـ"
عربي21" أن
معركة الباب محكومة بتوافقات تركية روسية أمريكية، الأمر الذي جعل المعركة معلقة لمدة 20 يوما قبل عودة استئنافها عقب زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الأخيرة إلى العاصمة الروسية موسكو.
وقال إنه ينظر إلى هذه المعركة على أنها سياسية أكثر منها عسكرية.
وأضاف: "إلى جانب أن معركة مدينة الباب تعد حربا على تنظيم الدولة، إلا أن لها أبعادا أخرى، إذ إنها تمس الأمن القومي التركي، فأنقرة تعتبر الباب هدفا استراتيجيا ضد الأكراد الذين يحلمون بدولة مستقلة، بالإضافة إلى أنها تخدم سعي
تركيا لرسم منطقة آمنة في الشمال السوري".
وأشار إلى أن تنظيم الدولة يشعر بأن أوراقه في العراق باتت ضعيفة، مشيرا إلى أن هناك المئات من مقاتلي التنظيم توجهوا من العراق وزج بهم في معركة الباب وآخرون في معركة تدمر، وذلك من أجل الحفاظ على مواقعه.
وقال إن هناك أمرا واقعا، هو أن التقارب الروسي التركي الأخير هو سبب التقدم في الباب، وعودة المعارك هناك، لافتا إلى أن هناك اتفاقا ضمنيا بين أنقرة وموسكو، بأن تغض تركيا الطرف عن مهاجمة حلب الشرقية، مقابل إطلاق يدها في ريف حلب الشمالي.
ولكنه لفت إلى أن تركيا تشعر بأنها قد غدر بها بما يخص الشأن السوري، فقد خذلها حلف الناتو، بالإضافة إلى أن أمريكا لم تكن صاحبة موقف، والدول الإقليمية لا سيما العربية لم تقدم على أي دعم استراتيجي أو دور كبير في
سوريا، ما دفعها للتحالف مع موسكو وإيجاد صيغ تفاهم بما لا يخل بمصالح الطرفين.
وأوضح أن هناك شروطا تطبق على الأرض في الشمال السوري، فالروس لا يريدون فك الحصار عن حلب، لذلك يعتقدون بأن معركة الباب لن تؤثر على هذا الهدف، بالإضافة إلى أن تركيا تسعى إلى وقف تقدم الأكراد وإنهاء حلمهم بدولة مستقلة، وما زالت على خلاف مع أمريكا حول القوى الرئيسة التي ستتقدم معارك استعادة الرقة من تنظيم الدولة.
ورأى الرحال أن أمريكا ستخضع للإرادة التركية في النهاية، فهي تريد أن تمسك العصا من المنتصف.
اقرأ أيضا: كيف تسير "درع الفرات" بعد قطع طريق منبج- الباب؟
وحول أهمية سيطرة قوات درع الفرات على طريق منبج الباب، قال أنس شيخ ويس، قائد فيلق الشام في الشمال، لـ"
عربي21" في وقت سابق إن "قطع طريق هذا الطريق يعني نهاية حلم قوات الحماية الكردية بتقسيم سوريا، وبناء دولتهم المزعومة".
وأكد الرحال كذلك أن السيطرة على هذا الطريق يمنع التقاء قوات سوريا الديمقراطية مع قوات النظام، ما يسهل عزل وتطويق الباب من ثلاث جهات.
وتقع الباب على مسافة 30 كلم من الحدود التركية، وطالما شكلت هدفا للعملية العسكرية التركية التي أطلق عليها "درع الفرات".
وكانت القوات التركية سيطرت في إطار العملية ذاتها على مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وكانت جرابلس تعد إلى جانب مدينة الباب آخر معقلين لتنظيم الدولة في محافظة حلب، بعدما تمكنت "قوات سوريا الديموقراطية " من طرد مقاتلي التنظيم من مدينة منبج.
وأكد السلطات التركية مرارا أن قواتها تعتزم السيطرة على الباب ومن بعدها التقدم إلى منبج.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، أمام حشد في اسطنبول: "دخل الجيش السوري الحر الباب، ومن ثم قوات الكوماندوس التابعة لنا".