استعاد النظام السوري، الثلاثاء، السيطرة على أحياء جديدة في مدينة حلب من
المعارضة السورية، في وقت عبر فيه النظام عن رفضه لأي اتفاق لوقف إطلاق النار في
شرق حلب ما لم يتضمن خروج من وصفهم بـ"الجماعات الإرهابية" منها.
النظام يدخل أحياء جديدة
ذكرت وسائل إعلام حكومية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي مقره بريطانيا، أن النظام السوري استعاد السيطرة على عدة مناطق في حلب قرب البلدة القديمة من قوات المعارضة اليوم الثلاثاء.
ومن المناطق التي استعادتها قوات الحكومة حي الشعار الذي قال مسؤول بالمعارضة أمس الاثنين إنه على وشك السقوط.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله: "تمكنت قوات النظام من السيطرة على أحياء الشعار وضهرة عواد وجورة عواد وكرم البيك وكرم الجبل".
ومع تقدمها هذا، باتت قوات النظام منذ بدء هجومها منتصف الشهر الماضي تسيطر "على أكثر من سبعين في المئة من مساحة الأحياء الشرقية" التي كانت الفصائل المقاتلة قد سيطرت عليها صيف العام 2012.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة أعادت الأمن والاستقرار" إلى الشعار وأحياء أخرى.
وبحسب عبد الرحمن، فإن قوات النظام تستمر في "تضييق الخناق أكثر فأكثر على مقاتلي المعارضة الذين باتوا محصورين في جنوب الأحياء الشرقية".
الأسد يرفض الهدنة
قي سياق متصل رفض النظام السوري وحليفته
روسيا مشروعا لوقف إطلاق النار في مدينة حلب، مطالبين بخروج كل مقاتلي الفصائل من المدينة.
وقالت وزارة خارجية النظام، الثلاثاء، في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية إن النظام يرفض أي محاولة من أي جهة كانت لوقف إطلاق النار في شرق حلب ما لم تتضمن خروج من وصفتهم بـ"الجماعات الإرهابية" منها.
وقالت موسكو أمس الاثنين إن مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة سيجتمعون هذا الأسبوع لمناقشة انسحاب مقاتلي المعارضة المحتمل من حلب. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي قوله إن واشنطن ستقبل ذلك كخطوة لإنقاذ الأرواح.
ويصف النظام السوري كل فصائل المعارضة التي تقاتل لإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد بأنها "إرهابية". ويشمل مقاتلو المعارضة جماعات تدعمها الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية وكذلك متشددين.
وعارضت روسيا والصين قرارا في مجلس الأمن أمس لوقف إطلاق النار لمدة أسبوع حيث قالت موسكو إن مقاتلي المعارضة استخدموا فترات هدنة مماثلة لتعزيز قواهم مما أدى لزيادة القتال ومعاناة المدنيين.
وبدأت قوات النظام وحلفاؤها هجوما عنيفا في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر لاستعادة السيطرة على كامل الأحياء الشرقية وتمكنت من إحراز تقدم سريع على حساب الفصائل المعارضة.
وقالت إنها تستهدف "جبهة فتح الشام" وهي إحدى الجماعات التي كانت تتبع تنظيم القاعدة وكان تعرف بـ"جبهة النصرة" في المدينة. وقال مقاتلو المعارضة في حلب إن جبهة فتح الشام غير موجودة بأعداد كبيرة في المدينة.