نشر معهد واشنطن للدراسات مقالا، تحدث فيه عن وحدة العمليات الخارجية لحزب الله
اللبناني، وكيف تحولت بعض مهامه بعد تورطه في القتال بسوريا إلى جانب نظام بشار الأسد.
وقال التقرير الذي كتبه ماثيو ليفيت، مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن: "لا يزال
حزب الله يحافظ على حضور دولي أكثر علنية من خلال "وحدة العلاقات الخارجية"، التي ينتشر ممثلوها في جميع أنحاء العالم.
وبين أن "وحدة العلاقات الخارجية" تعمل بشكل علني في لبنان، وبطريقة شبه علنية في الخارج. ويتولى حاليا علي دعموش قيادتها خلفا لنواف الموسوي.
وذكر أن بعض أفراد "وحدة العلاقات الخارجية" هم لبنانيون تمّ إرسالهم إلى الخارج، في حين أن الآخرين هم من مؤيدي «حزب الله» يعيشون أساسا في البلدان المستهدفة. وتربط معظمهم علاقات وطيدة بمسؤولين بارزين في الحزب، ويتلقى الكثير منهم تدريبا عسكريا مكثفا.
ويرى المعهد إن لدى أفراد "وحدة العلاقات الخارجية" تاريخا حافلا، ليس فقط بالمهام على مستوى السياسة والتمثيل الرسمي، ولكن أيضا على الصعيد اللوجستي وجمع الأموال، وحتى الأنشطة العملياتية لصالح "منظمة الأمن الخارجي".
وبحسب التقرير، ينفّذ أفراد "وحدة العلاقات الخارجية" عددا من المهام في الخارج. فهم يوفّرون الدعم اللوجستي لوفود «حزب الله» الزائرة، ويبنون "مراكز اجتماعية" لتشجيع الشيعة المحليين على تأييد الحزب، ولتكون قاعدة لأنشطته.
"كما يجمعون الأموال، ويرصدون المجندين المحتملين، ويقيمون الروابط، ويحافظون على التواصل بين المؤيدين المحليين وقادة الحزب في لبنان من جهة، وبين عناصر الحزب في مختلف البلدان من جهة أخرى"، كما يذكر التقرير.
وفي أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر، استثمر الحزب الوقت والطاقة في توطيد علاقاته مع الدول الأوروبية.
كما تولّى أعضاء في "دائرة العلاقات الخارجية"، مقرهم في أوروبا، معاملات السفر وغيرها من اللوجستيات المتعلقة بهذه الزيارات. كما سعى «حزب الله» إلى شراء مبنى في برلين في حزيران/ يونيو 2002 ليكون "مركزا ثقافيا"، وقد رجّح المسؤولون أنه كان يمكن أن يمثّل المقر الرئيسي لأنشطة الحزب في القارة.
وتربط العديد من أفراد "وحدة العلاقات الخارجية" علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين في «حزب الله»، كما يتمتّع البعض منهم (على سبيل المثال، صالح في كولومبيا) بخبرة في التدريب العسكري أو القتال، وتربط آخرين (على سبيل المثال، فواز والطحينة في أفريقيا) علاقات مع عناصر "منظمة الأمن الخارجي".
وينوه المعهد بأنه ليس من المفاجئ أن يكون «حزب الله» دعا بانتظام شبكة "وحدة العلاقات الخارجية" التابعة له إلى الانخراط في أنشطة ذات طبيعة عملياتية أكبر.
الحرب في سوريا
وذكر المعهد أنه بعد دخول «حزب الله» في الحرب السورية، كشف مسؤولون في عدد من القارات أنه يتمّ استخدام عناصر "وحدة العلاقات الخارجية" بشكل أكبر للقيام بأنشطة سرية، على غرار تجنيد أفراد، وجمع معلومات استخباراتية، وتوفير الدعم اللوجستي "للعمليات الإرهابية".
وأشار إلى أنه نظرا لإقدام «حزب الله» على نشر الآلاف من المقاتلين في سوريا، تم سحب العديد من قادته العسكريين وعناصره الأكثر خبرة وتمرسا من مهامهم التقليدية، القائمة على التمركز في مواقع محددة على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل، أو الانخراط في أنشطة مالية ولوجستية وعملياتية في الخارج.
وقال إنه في الدوائر الدبلوماسية الحقيقية، يتمّ وصف مثل هذا السلوك "بالتصرف غير اللائق"، غير أن أفراد "وحدة العلاقات الخارجية" ليسوا سفراء حقيقيين؛ فهم لا يتمتّعون بأي مكانة دبلوماسية، ويمثلون جماعة مسلحة تشتهر على نطاق واسع بتورطها في "أعمال إرهابية".
وبين أنه بالنسبة للدول التي تسعى إلى تقويض ووقف أنشطة «حزب الله» ضمن حدودها، فإن توسّع نطاق تحقيقاتها لتشمل "وحدة العلاقات الخارجية" هي خطوة طال انتظارها، وقد تأخرت كثيرا.