في أول لقاء بين إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد
ترامب، ومسؤول عربي، تعهد رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، بـ"إمكانية اعتماد الولايات المتحدة على
مصر كشريك"، في وقت كشف فيه إعلامي موال للسيسي، عن عقد قمة عربية ثلاثية في أبو ظبي بحضور السيسي، والعاهل السعودي الملك
سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.
أول رسالة من السيسي لترامب
شهد لقاء وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الأربعاء، في واشنطن، مع نائب دونالد ترامب، مايكل بنس، نقل رسالة شفهية من السيسي إلى ترامب ونائبه، وذلك في لقاء وصف بأنه الأول من نوعه، الذي يجريه الأخير مع مسؤول عربي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، في بيان أصدره، إن شكري حرص على أن يلتقي مع نائب الرئيس الأمريكي المنتخب في مستهل زيارته إلى واشنطن، بحضور سفير مصر هناك ياسر رضا، حيث نقل رسالة شفهية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كل من الرئيس المنتخب دونالد ترامب ونائبه مايكل بنس.
وذكر أبو زيد أن الرسالة أكدت عمق وخصوصية العلاقات المصرية- الأمريكية، وتطلع مصر إلى تعزيز علاقات التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، والتأكيد على إمكان اعتماد الولايات المتحدة على مصر كشريك يدعم الاستقرار، ويسهم بفاعلية في حل أزمات الشرق الوسط، ويسهم بفاعلية في جهود مكافحة الإرهاب.
وأضاف أن نائب الرئيس الأمريكي المنتخب استمع بحرص للشرح الذي قدمه وزير الخارجية المصري لمسار عملية الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في مصر، والتحديات التي تواجه المجتمع المصري في هذا المجال، وتطلع ترامب للعمل مع مصر، ودعمها ثنائيا، في سبيل تعزيز ودعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأعرب ترامب، وفق أبو زيد، أيضا، "عن تقديره البالغ للجهود التي يقوم بها السيسي، للحفاظ على مقدرات الشعب المصري، وترسيخ الاستقرار والسلام والتنمية في مصر والمنطقة"، بحسب وصفه.
وأوضح أبو زيد أن زيارة شكري إلى واشنطن تستمر أياما عدة، ويلتقي خلالها مع وزير الخارجية جون كيري وقيادات الكونغرس بمجلسيه، ويلقي الكلمة الرئيسة في افتتاح مؤتمر مركز "سابان لدراسات الشرق الأوسط" التابع لمؤسسة بروكينز، فضلا عن إجراء محادثات مع دوائر مختلفة لصنع القرار، ولقاءات صحفية تشمل شبكتي CNN وPBS الإخباريتين، وجريدة "وول ستريت جورنال"، ومراسلي عدد من وكالات الأنباء الأجنبية والعربية في واشنطن.
قمة ثلاثية
يأتي هذا في وقت كشف فيه الإعلامي والبرلماني المقرب من سلطات الانقلاب في مصر، مصطفى بكري، أنه سيتم عقد قمة عربية ثلاثية في أبو ظبي بحضور السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.
وقال بكري، عبر حسابه الشخصي بموقع "تويتر": "إن الشيخ محمد بن زايد حصل على موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعقد القمة في أثناء زيارته للقاهرة، كما أنه حصل على موافقة الملك سلمان"، مشيرا إلى أنه حال إتمام هذه القمة في أبو ظبي، فمن المتوقع أن تبحث ثلاث نقاط أولها تصفية الأجواء بين البلدين التي شهدت أزمة في أعقاب تصويت مصر إلى جانب القرار الروسي بشأن سوريا.
وتابع بكري: "ستبحث القمة أيضا الموقف العربي في ضوء التطورات الراهنة في سوريا واليمن والعراق وليبيا، بجانب السياسة الخارجية الأمريكيه تجاه المنطقة بعد فوز دونالد ترامب".
وأضاف: "زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي الإمارات، ومشاركته في احتفالات العيد الوطني للدولة هو تأكيد علي عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، فمصر لا يمكن أن تنسى دور الإمارات إلي جانبها منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والرئيس السيسي أكد أكثر من مرة أن مصر تقدر دور الإمارات قيادة وشعبا في دعم ثورة الثلاثين من يونيو وأهدافها ودعم مصر بكل ما تملك من إمكانات".
وأردف بكري في تغريداته: "هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية-
السعودية سحابة صيف، آن لها أن تنقشع عبر الدعوة الكريمة التي وجهها الشيخ محمد بن زايد للرئيس السيسي والملك سلمان، والترتيب لعقد قمة بينهما لتصفية الأجواء بين البلدين الشقيقين، اللذين تربطهما علاقات تاريخية وأخوية، قادرة علي تجاوز أي أزمات طارئة بين البلدين".
زيارة الإمارات
ويبدأ السيسي، الخميس، زيارة إلى الإمارات، تستغرق يومين. وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة علاء يوسف، بأنه تأتي في طيات الزيارة متابعة التشاور والتنسيق بين البلدين، وأيضا مشاركة الرئيس في فاعليات "العيد القومي" لدولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب وصفه.
وأضاف يوسف، في بيان له، أن مباحثات السيسي مع قادة دولة الإمارات ستركز على سبل تطوير العلاقات الثنائية المتميزة على مختلف الأصعدة، "بما يعزز من مستوى التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة التي تشهدها المنطقة".
ومن المقرر أن تشمل المباحثات بحث التوتر الأخير بين القاهرة والدوحة على إثر قيام فضائية "الجزيرة" بعرض فيلم "العساكر"، مساء الأحد، الذي اعتبرته السلطات المصرية مسيئا للجيش المصري.
وكانت تقارير إعلامية تناولت أنباء عن وصول العاهل السعودي إلى أبو ظبي لحضور الاحتفالات نفسها بالمناسبة الإماراتية، موضحة أن هناك توقعات بشأن انعقاد "قمة مصرية-سعودية"، تجمع السيسي وسلمان، على هامش الاحتفالات.
وكانت القاهرة صوتت في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي بشأن الأوضاع في حلب، الأمر الذي أثار حفيظة الدول العربية، وأهمها السعودية، إذ انتقد مندوب الرياض في مجلس الأمن، عبد الله المعلمي، تصويت القاهرة على القرار، وقال بعد عملية التصويت إن "من المؤلم" أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى موقف المندوب المصري حيال مشروع القرار الروسي.
ولاحقا توقفت شركة "أرامكو" السعودية عن تزويد مصر بشحنات وقود تقدر بسبعمائة ألف طن عن الوقود بشكل شهري، عن كل من شهري تشرين الأول/ أكتوبر، وتشرين الثاني/ نوفمبر، الماضيين، دون إبداء أي أسباب، على الرغم من اتفاق معقود بين البلدين بهذا الشأن، ما أثار حفيظة النظام المصري.