نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها للشؤون العلمية أوليفر مودي، يقول فيه إن النصيحة الواردة في العهد الجديد بألا تغيب الشمس وأنت غاضب تنطوي على حقيقة، بحسب اكتشافات علمية جديدة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن التخلص من
الذكريات المكللة بالمشاعر السلبية، كالشجار مع الشريك، تصبح أكثر صعوبة بعد أن ينام الشخص نومة مريحة، وذلك بحسب
دراسة جديدة، تشير إلى أن الحرمان من
النوم قد يساعد على حماية الناس من اضطراب ما بعد الصدمة.
ويورد الكاتب أن المسح الدماغي أظهر أن نمط النشاط الكهربائي عندما يحاول الناس كبت هذه الذكريات يعتمد على مدى ترسخها في العقل.
وتلفت الصحيفة إلى أن الباحثين قاموا، بقيادة الدكتور يوزن ليو من جامعة بكين، بجمع 46 طالبا، وتدريبهم على ربط 26 صورة لأشخاص غرباء مع 26 صورة، ثبت أنها تولد ردة فعل قوية، كالصدمة أو الاشمئزاز أو الشعور بعدم الارتياح، مثل أحداث الشغب، أو القتل، أو ما بعد وقوع الزلازل الأرضية، مشيرة إلى أن المتطوعين قاموا بإعادة التمرين في اليوم التالي، لكن مع مجموعة أخرى من صور الأشخاص وصور الكوارث.
ويفيد التقرير بأنه تم بعد ذلك وضع المتطوعين تحت ماسحات الرنين المغناطيسي الوظيفية "FMRI"، وعرضت عليهم صور الأشخاص الغرباء، وطلب منهم إما أن يتذكروا المشاهد الأليمة المرتبطة بتلك الوجوه، أو محاولة نسيان تلك المشاهد التي ترتبط بكل صورة لشخص غريب.
ويكشف مودي عن أن المسح أظهر أنه عندما يتعلق الأمر بالذاكرة الجديدة، فإن العملية كانت مركزة حول قرن آمون، وهو الجزء من الدماغ الذي يقوم بتوزيع ذاكرة الدماغ، مثل حزام توزيع الحقائب في المطار، مستدركا بأنه بالنسبة للذاكرة التي تم ترسيخها في الليل، فإن النشاط كان أكثر توزعا في أنحاء الدماغ، ما يشير إلى أن قرن آمون قام بتوزيع الذاكرة وتخزينها في أماكن مختلفة من الدماغ.
وبحسب الصحيفة، فإن الدكتور ليو وفريقه كتبوا في مجلة "نيتشر كميونيكشنز"، بأن المشاركين وجدوا أنه من الأصعب كبت الذكريات التي ناموا بعد مشاهدتها، وربما يكون ذلك لأنه تم توزيعها إلى عدة مناطق من الدماغ، في الوقت الذي كان فيه الطلاب نائمين.
وينوه التقرير إلى أن هذه النتائج قد تعني أن حرمان الناس من النوم، بعد المرور بتجربة صادمة، قد يمنع حدوث اضطراب ما بعد الصدمة معهم، بحسب ما قال العلماء.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول العلماء: "تشير النتائج التي حصلنا عليها إلى أن عملية الترسيخ الليلي (للذاكرة) تشجع على استيعاب الذاكرة الجديدة في المناطق المختلفة من القشرة المخية الحديثة، ما يجعل هذه الذاكرة أكثر مقاومة للكبت، من خلال المسارات المثبطة في القشرة الجبهية وقرن آمون".