الحمد لله رب العالمين، بنسبة عالية من الوعي لدى المواطنين الناخبين تم اختيار مجلس قوي وبنسبة تفوق الستين في المئة.
أسقط الشعب «القبيضة» بنسبة كبيرة كما أسقط الأقنعة عن المتردية والنطيحة، وغيَّرهم وبدَّلهم بوجوه واعِدة، أو بوجوه فاعلة قادرة على أداء الدور الرقابي والتشريعي.
نبارك للكويت، حكومة وشعبا، هذا الاختيار، فالبرلمان القوي قوة للدولة، أما الضعيف المستكين فما وراءه غير الضعف والاستكانة «إن خير من استأجرت القوي الأمين» القوة والأمانة، وتقاس قوة الدول بقوة برلماناتها.
وتعني القوة هنا الكفاءة التي تتكون من عدد كبير من «الكفايات «المدربة أو المخزَّنة في تكوين المرشح النفسي والعقلي، ومنها الشجاعة والقدرة على المواجهة، وكذلك الأمانة، ولها معان كثيرة عجزنا عن إتمامها في مقالات عديدة سابقة في تفسير «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا».
وباختصار، فإن لكل قدرة موجودة لدى الإنسان عموما أو لدى عضو المجلس المنتخب آلةً تحركها وراءها، وتدفعها للعمل بكفاءة، ويختصرها المثل الكويتي الجميل «لا تبوق ولا تخاف»؛ فالذي يخاف من مواجهة الحرامية وسراق المال، لابد أن يكون هو سارق أيضا أو هو لديه الاستعداد للسرقة حين تحين الفرصة، فالأمانة لدى العضو هي القوة الدافعة وهي المحرك الأساسي لحرب اللصوصية، وهي دافع لحرب الحرامية، «لا تنه عن خلق وتأتي مثله … عار عليك إذا فعلت عظيم». فمن ينهى عن البوق لا تطاوعه أخلاقه أن يبوق.
ملاحظة: أنا أستخدم بعض عبارات العم الدكتور أحمد الخطيب في هذه النقطة لإعجابي به.
والإيثار على النفس، هو المحرك للمطالبة بحقوق الشعب المالية ونكران الذات بالنسبة للعضو. فالشعب عنده أهم من مكاسبه وأهم من ارباحه. ومن دخل المجلس للتكسب أيا كان نوعه، الله لايربحه ولا يوفقه … قولوا آمين.
وللحديث بقية..
وبودي أن أبارك للجميع ليس للنجاح الشخصي، وإنما للظرف الذي أتاح لهم الفرصة لخدمة بلادهم من هذا المنبر.
خصوصا أبارك للشجاعة العضو البارز، الوطنية المعارِضة الأخت صفاء الهاشم التي وثق بها الشعب فلم تكن بحاجة للوقت، ولا للموقع، ولا للدعايات لكي تنجح، وكان الوقت بالنسبة لها في غاية المحدودية، فنجاحها كان لكفاءتها السياسية وأدائها المتميز وأخلاقها العالية. يارب وفقها.