سياسة دولية

خبير إسرائيلي يقترح خطة لمحاربة "إرهاب النار".. كيف؟

خبير إسرائيلي اعتبر إشعال النيران نوعا جديدا وفريدا من موجة الإرهاب الشعبي - أرشيفية
خبير إسرائيلي اعتبر إشعال النيران نوعا جديدا وفريدا من موجة الإرهاب الشعبي - أرشيفية
تؤكد المعلومات الصادرة عن الشرطة الإسرائيلية، أن موجة الحرائق التي تجتاح "إسرائيل" منذ أربعة أيام، انطلقت كحادث من بلدة "نيفي شالوم"(واحة السلام)، أما الحرائق التي تلتها في "زخرون يعقوف" وحيفا، هي "على الأرجح نتيجة إشعال حرائق متعمد"، وفق ما ذكره الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي.

الرياح الناشفة

وبلهجة السخرية يقول الخبير: "يا لهذه السخرية؛ الموقع الذي انطلقت منه موجة الحرائق هو واحة السلام؛ "نيفي شالوم؛ بلدة أقيمت في محيط اللطرون، لأجل التعايش بين اليهود والعرب في بلدة واحدة، لكن موجة الحرائق تدل على أن هذا الهدف (التعايش) لا يزال بعيدا عن التحقيق".
 
وأضاف بن يشاي، في مقال له على موقع "i24" الإسرائيلي، أن "من ليس خبيرا يستطيع أن يحكم أن قسما من الحرائق إن لم يكن معظمها، أضرم بشكل متعمد"، مشيرا إلى "إضرام النيران في عدة مواقع في آن واحد؛ في ريشون لتسيون أو حيفا، النار تشتعل تقريبا بالدقائق ذاتها في كل المواقع".
 
ولفت الخبير، إلى أن الناظر إلى "الخارطة يمكن التنبه؛ أن مواقع الاشتعال تتمركز من شمال إلى شرق الأحياء والبلدات اليهودية، التي وقع الاختيار عليها كإرهاب النار"، منوها إلى أن "الموقع يؤدي إلى أن الرياح الشرقية التي تغيّر أمس اتجاهها إلى شرقية- شمالية، تحمل معها الجمرات الأولية المشتعلة نحو الأشجار والشجيرات اليابسة جدا في هذه الفترة من الموسم، إلى حواشي الحارات اليهودية".
 
وأوضح أن "مشعلي النيران ليسوا بحاجة للاقتراب من الأحياء اليهودية؛ هم بوسعهم إضرام النيران من مناطق قريبة؛ بعيدة عن العين وعن كاميرات المراقبة"، مضيفا: "والرياح الناشفة ستقوم بعمل البقية".
 
الإرهاب الشعبي

وذكر الخبير الإسرائيلي، أن ظاهرة "إرهاب النار"، ليست جديدة، فتاريخ الحركة الصهيونية ومنذ مطلع القرن المنصرم؛ كتب الشاعر "يشتعل الجرن في تل يوسف"، وهي قصيدة كانت تغنيها الأم لابنها قبيل الخلود إلى النوم في المستوطنة اليهودية "بعيمق يزراعئيل"(وهي التسمية التوراتية لمنطقة مرج ابن عامر؛ الذي يقع شمال فلسطين المحتلة؛ ويمتد من جبال نابلس وحتى الجليل، ويبلغ طوله 40 كيلومترا).
 
وأقر بن يشاي، أننا "اليوم يمكننا القول؛ إن هذا نوع جديد مما يعرف باسم الإرهاب المحلي أو إرهاب الأفراد"، مقدرا أن "التغطية الإعلامية المكثفة للحريق الأول في واحة السلام، كان ملهما للحرائق التالية؛ التي جاءت على ما يبدو كمبادرة محلية منظمة ومنسقة؛ نتيجة التحريض في وسائل الإعلام"، بحسب تقديره.
 
وقال: "هذه الموجة من إشعال النيران في مواقع شتى، ليست إلا نوعا جديدا وفريدا من موجة الإرهاب الشعبي"، متسائلا: "ماذا يمكن أن نفعل لمحاربة إرهاب النار وحجبه؟".
 
وأعرب الخبير الإسرائيلي، عن أمله أن "يتحسن الطقس وتنتهي هذه الفترة التي تتشح بالجفاف والرياح الشرقية – الشمالية"، مضيفا: "لكن هذا الأمر ليس بين يدي البشر وإنما الطبيعة (وفق قوله)، أما الذي تستطيع إسرائيل وأذرعها الأمنية فعله؛ هو القيام بعمليات مانعة كإطلاق فرق تجوال ومراقبة في مواقع الأحياء والبلدات اليهودية المجاورة للأحياء والبلدات العربية".
 
فرق التجوال

ودعا بن يشاي، إلى "توعية وردع مشايخ البلدات العربية، ومطالبة الزعماء باستنكار إضرام هذه النيران التي تشكل خطرا على التعايش الهشّ أصلا بين اليهود والعرب في إسرائيل؛ كما يجب مضاعفة الجهود الاستخباراتية".
 
وأشار في إطار رؤيته لمنع "إرهاب النار"، إلى أهمية، أن "تقوم المجالس المحلية، بخلق مناطق خالية من النبات خارج الأحياء السكنية؛ وذلك لمنع انتشار النيران".
 
وقال: " كلمة السر هنا هي الاستخبارات والمنع؛ كلما زادت الأدوات التي تستخدم في كلا المجالين، هكذا ستضعف النيران"، موضحا أن وجود فرق التجوال من الجيش والشرطة في مناطق الغابات والمناطق التي من المرجح أن تضرم فيها النيران، يجب "القيام بها بسرعة وبشكل مكثف؛ كفيلة بأن تشكل رادعا لمشعلي النار، الذين سيهربون ما إن يروا الجنود ورجال الشرطة".
 
أما في مجال إطفاء الحرائق والاهتمام بالمجتمع المدني على وجه الخصوص؛ فهناك تطور كبير في أداء السلطات الموكلة بهذه المسألة؛ بحسب الخبير العسكري الإسرائيلي، الذي أكد أن "جهاز الإطفاء والإنقاذ، والشرطة والجبهة الداخلية؛ تعلمت كيف تعمل سوية".
التعليقات (0)