تناول خبير سياسي روسي إمكانية
انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة، على طريقة "
بريكست" الأوروبي، الأمر الذي أثير مؤخرا في تقارير إعلامية بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية.
وصرّح لصحيفة "أرغومينتي أي فاكتي" الروسية حول إمكانية حدوث "
كاليكست" أمريكي بعد "بريكست" الأوروبي، بأن هناك رغبة عبر عنها أعضاء حركة "نعم كاليفورنيا" بإجراء استفتاء على انفصال الولاية عن الولايات المتحدة.
ولكن الخبير الروسي الذي يدعى أليكسي بيلكو، وهو مدير "مركز أوراسيا للتواصل الإعلامي"، قال إنه يعتقد بأن أمر الانفصال هذا "غير واقعي"، وأنه "لن يحدث أي انفصال" في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال للصحيفة في تقريرها الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إنه "لكي يحصل تفكك الدولة، يجب أن يحدث انقسام كبير وجدي في النخبة الأمريكية"، مضيفا: "صحيح أن هذا الانقسام موجود. بيد أنه ليس بالدرجة الكافية".
وأضاف أنه "من الخطأ الحديث عن أن فوز ترامب جاء ضد رغبة النخبة؛ لأن وراء ترامب تقف قوى توازن مماثلة لتلك التي تقف إلى جانب هيلاري كلينتون، لذلك فإن التأكيد على أن ترامب جاء من الشارع للرئاسة هو محض هراء"، وفق تعبيره.
وأوضح أن "كل ما حصل، هو أن قسما من المؤسسة السياسية الأمريكية والمجموعات المالية- الصناعية راهنت عليه. ولو كان وحده في الساحة، لما تمكن من الفوز قط؛ إذ إن ترامب طريق بديلة لتطوير الولايات المتحدة، الذي اقترحته عائلة كلينتون".
وقال: "أريد أن أشدد هنا على مسألة مهمة لم ينتبه إليها الكثيرون، فقد أشار الجميع إلى أن الديمقراطيين والجمهوريين سيقفون ضد ترامب. الشيء ذاته كان مع كلينتون".
وتابع: "إذ إن الكثيرين من الديمقراطيين كانوا غير راضين عنها؛ لأن هيلاري وبيل فرضا سيطرتهما على الحزب الديمقراطي. وحاليا، هناك العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي يتهمون عائلة كلينتون بأنها السبب في اختيار الحزب لهيلاري لخوض الانتخابات الرئاسية، في الوقت الذي كان بيرني ساندرز أفضل منافس لترامب في هذه الانتخابات".
وحول الانفصال، قال الخبير الروسي: "إذا تمكنت كاليفورنيا أو أي ولاية أمريكية أخرى من بلوغ مرحلة معينة في مسألة الاستفتاء ضمن إطار محاكاة الديمقراطية، فسوف يسمح لها ببعض الأمور، مثل تشكيل لجنة للإشراف على عملية جمع التواقيع وغير ذلك. ولكن حالما يخلق هذا تهديدا واقعيا بالانفصال في كاليفورنيا -مثلا- فسوف تتدخل آليات دفاعية توقفهم عند حدهم".
وأكد أنه لن يحصل "Brexit" أو ما شابه ذلك في أمريكا، معللا ذلك بالقول: "لأن الولايات المتحدة ليست بريطانيا، ولن يسمح أحد بهذا، إضافة إلى أن الخروج من الاتحاد الأوروبي ليس كانفصال ولاية عن الدولة".
وقال بيكلو: "سيبقى كل شيء في إطار أحاديث الأروقة والتعبير عن الشعور بالاحتجاج، وسيسمح للمبادرين بمسألة انفصال كاليفورنيا أو أي ولاية أخرى بالتحرك والنشاط بعض الوقت، ولكن حالما ستصبح المسألة جدية سيتدخل الإعلام وجهاز الشرطة وغيرهما".
وأوضح أن "كاليفورنيا هي الولاية الأمريكية الأكثر تطورا من الناحية الاقتصادية، فمن سيسمح لها بالانفصال؟".
وأشار بيلكو إلى أن "ولايات أخرى سبقت كاليفورنيا في هذه المسألة، مثل تكساس وألاسكا. وبين فترة وأخرى تبدأ في هذه الولاية أو تلك حملة جمع للتواقيع بشأن الانفصال عن الولايات المتحدة".
وختم بالقول: نظريا، يحق لأي ولاية الانفصال، ولكن عمليا لن يسمح لأي من الولايات الأمريكية بذلك".