قال الشيخ نعيم
قاسم، نائب أمين عام
حزب الله اللبناني، إن الحزب بات قوة إقليمية بعد انخراطه في الصراع المسلح في سوريا.
وأضاف قاسم -في مقابلة مع وكالة
تسنيم الإيرانية- أن "حزب الله قوة إقليمية من خلال أحداث سوريا.. لأن حضورنا المادي والعسكري في سوريا وتضحياتنا كانت بارزة، وأبدينا مساهمة في حماية الدولة السورية في الوقت الصعب والمناسب، وهذا ما جعل المعادلة تتغير، ولن يستطيع الفريق الآخر أن يقرر ما يريد".
وأكد قاسم أن مسألة بقاء حزب الله في سوريا لا علاقة لها بالاستحقاقات في لبنان، وقال: "كلام سماحة الأمين العام بعدم الخروج من سورية إلا بتحقيق الانتصار ليس مربوطا بأمر جزئي اسمه البيان الوزاري في لبنان، بل هو موقف يترك انعكاساته على وضع لبنان الداخلي، وعلى خطط المستقل في المنطقة، فإذا هو موقف تعبير عن قرارنا، وقرارنا ألّا ندع سوريا تسقط في يد الإرهاب التكفيري والاستكبار العالمي".
وعن العرض العسكري للحزب في بلدة القصير السورية وتداعياته، قال قاسم: "لا نحتاج إلى عرض عسكري في القصير أو غير القصير لنبين فعالية حزب الله في المعركة وانسجام النيران والقدرة على التنظيم"، مضيفا أن "المعارك التي حصلت في سوريا أكبر من عرض عسكري، وبالتأكيد وجود حزب الله في سورية هو وجود متقدم وفعال، واكتسبنا خبرة كبيرة، وبالتالي أصبحت المقاومة أكبر من مقاومة، وأقل من جيش، ونحن أمام مدرسة جديدة من أساليب المقاومة".
ورغم حديثه عن القوة التي وصل إليها الحزب جراء انخراطه في الحرب ضد المعارضة السورية المطالبة برحيل نظام الأسد، إلا أنه كان لافتا تأكيد قاسم أن حزب الله لا يسعى لفتح معركة مع إسرائيل، مضيفا أن "كل المؤشرات تدل على أنه لا يوجد في المدى القريب معركة بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، من ناحية حزب الله لا نية له بفتح معركة"، لكنه أردف بأن إسرائيل تعرف قوة الحزب، "هم يعلمون أن جهوزية حزب الله عالية، ولن يتراجع إذا فرضت عليه الحرب".
وتناول قاسم في حواره المطول مع الوكالة المقربة من الحرس الثوري ملفات عديدة، أبرزها الملف السوري واليمني والبحريني.
وأبدى قاسم تشددا في العلاقة مع حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، وقال: "عمليا لا يوجد حوار مع القوات، وليس مطروحا الآن أن نفتح هذه الصفحة في المدى المنظور".
وغمز قاسم من قناة قوى الرابع عشر من آذار فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة اللبنانية، وقال: العوامل الخارجية أثرت على الأطراف الأخرى الذين يئسوا من الانتظار، ويئسوا من قدرة تغيير المعادلة، ولذا فهم ذهبوا إلى الموافقة على انتخاب الرئيس"، متابعا: "بالنسبة لحزب الله، هذا أمر جيد، وسنتابع لتشكيل الحكومة".
وفي ملف العلاقات الإيرانية المصرية، قال قاسم إن "الأمر يحتاج إلى بعض الوقت وإلى عمل هادئ؛ لأن المانع مانع سياسي؛ بسبب الضغوطات الغربية، وحتى العربية"، مؤكدا أنه "لا يكفي التباعد السعودي المصري فقط، والقرار عند الرئاسة المصرية، وهم يقدّرون ما الذي ينفعهم وما الذي يضرهم".
وفي الملف البحريني، هاجم قاسم السعودية، وربط الملف البحريني بالملفين السوري واليمني، وقال: "للأسف، لا يبدو في الأفق حل قريب؛ بسبب التأثير السعودي. ويبدو لي أن حل قضية البحرين لا يحصل بعيدا عن حل قضايا المنطقة، لا سيما اليمن وسوريا".
ولم يوفر قاسم السعودية لدى حديثه عن الأزمة في اليمن، واتهمها بأنها "تريد أن تأخذ بالسلم ما لم تأخذه بالحرب، ويبدو أن السعودية ما زالت مستعدة لمزيد من التخريب، رغم الانعكاسات الاقتصادية السلبية في الداخل السعودي"، على حد تعبيره.
وشكك قاسم بنوايا تركيا، رغم التقارب التركي الروسي والإيراني، وقال قاسم: "احتمال انعطافة ما في العلاقة مع هذه البلدان الثلاثة كانت عبارة عن محطة إعلامية كلامية لم تترجم على الإطلاق، فبعد مرور 3 أسابيع بعد الانقلاب، عادت تركيا إلى موقعها السابق تماما، ما يعني أن تركيا حاولت ابتزاز أمريكا؛ من أجل تحقيق مكاسب في الحلف الأطلسي".
وأوضح قاسم رأي حزب الله بتركيا بقوله: "ولا يمكن التعويل على تركيا كشريك يغير لمصلحة محور المقاومة".
وعن نتائج الانتخابات الأمريكية، قال قاسم: "ما يهمنا من الرئيس الأمريكي هو كيفية سلوكه في القضايا الخارجية، التي تعني منطقتنا بشكل أساسي، والدول التي لها مشاكل مع أمريكا بشكل خاص"، مضيفا: "نحتاج إلى انتظار ما سيقوم به بالنسبة للقضية السورية، والملف النووي الإيراني، وموضوع الشرق الأوسط، خصوصا قضيتي فلسطين واليمن؛ لأنه كان هناك تدخل من أمريكا بشكل سلبي".
وأبدى قاسم تفاؤلا بإدارة ترامب بالنسبة للقضية السورية، وقال: الحلول مع ترامب في القضية السورية متوفرة أكثر من السياسة التي اتبعها باراك أوباما".